دولي

مخاوف حقوقية من سرقة الاحتلال "أعضاء" شهداء فلسطينيين

فيما لا تزال قوات الاحتلال تحتفظ بجثامين 33 شهيداً من انتفاضة الأقصى



عبرت منظمة حقوقية، تتخذ من لندن مقراً لها، من وجود مخاوف حقيقية حول إقدام الاحتلال على سرقة أعضاء من جثامين شهداء فلسطينيين محتجزين لديه. وأكدت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" في بريطانيا، في بيانٍ لها أن قوات الاحتلال لا تزال تحتفظ جثامين 33 شهيداً من شهداء انتفاضة الأقصى. وقالت: "إسرائيل عادت لذات السياسة العقابية؛ فمنذ مطلع شهر أكتوبر الماضي، احتجزت 51 من جثث الشهداء، بينهم 13 طفلا و5 نساء، تتهمهم بمحاولة أو تنفيذ عمليات طعن"، مضيفة إنها قامت بالإفراج عن 18 منها والإبقاء على 33 قيد الاحتجاز "بقرار سياسي غير مبرر"، وفق المنظمة. وطالبت المنظمة بضغط أوروبي وأممي على الاحتلال من أجل الإفراج عن جثامين الـ33 الشهداء، لافتة إلى أنها وجهت رسائل إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ومفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، دعتهما للتدخل لوقف هذا الانتهاك الاحتلالي. وشددت على أن احتجاز جثامين الفلسطينيين سياسة منهجية تمارسها سلطات الاحتلال منذ زمن بعيد، "في انتهاك جسيم لاتفاقيات جنيف التي تلزم في مثل هذه الظروف تسليم الجثامين لدفنها وفق التعاليم الدينية المتبعة". وأشارت المنظمة الحقوقية، إلى أن الاحتلال يحتجز رفات شهداء فلسطينيين وعرب في "مقابر الأرقام"، وهي مقابر مغلقة عسكريا تتميز شواهد قبورها بأنها عبارة عن لوحات تحمل أرقاماً بدل أسماء الشهداء، ويحظر الدخول إلى هذه المقابر سواء من ذويهم أو من مؤسسات حقوق الإنسان، كما تبقى طي الكتمان، ولا تنشر أي معلومات شخصية تتعلق بأصحاب تلك القبور. وبحسب مؤسسات حقوق الإنسان، التي تمكن بعضها من الوصول إلى تلك المقابر ورؤيتها عن بُعد دون موافقة الاحتلال، فإن السلطات العسكرية الصهيونية تدفن الشهداء بعيداً عن أي عُرف أو طريقة تراعي بها الأصول الدينية من تكفين أو اتجاه أو حتى عملية الدفن نفسها، فعمق القبر لا يتجاوز الـ 50 سنتميترًا، ويغطى القبر بالتراب الأمر الذي يكشف عن الجثمان بمجرد هبوب الرياح، وكذلك يتيح للحيوانات المتوحشة نبش الجثمان. وأوضحت المنظمة أن "احتجاز الجثامين في هذه المقابر أثار علامات استفهام كبيرة حول عدم تسليم الجثامين بعد الوفاة مباشرة"، لافتة على وجه الخصوص إلى تقارير عديدة "تحدثت عن سرقة أعضاء المتوفين بحيث يعدّ هؤلاء كقطع غيار لإنقاذ حياة إسرائيليين بحاجة لزراعة أعضاء، ومن ثم فإن اكتشاف الأمر بعد سنوات مستحيل، حيث تسلم الجثامين وقد تحللت ولم يبق منها إلا العظام". وأشارت المنظمة، إلى تصريحات سابقة لبروفيسورة صهيونية متخصصة في علم الأنثروبولوجيا تُدعى مئيرا فايس، كانت قد كشفت أن سلطات الاحتلال قامت بموجب أمر عسكري بسرقة أعضاء بشرية من جثامين شهداء فلسطينيين استشهدوا سابقاً خلال الانتفاضتين، موضحة أن هذه العملية تتم في "معهد الطب الشرعي" الإسرائيلي" المعروف بـ"أبو كبير"، حيث يفصل بين جثث اليهود وجثث الفلسطينيين، وفي الوقت الذي يُمنع فيه استئصال أعضاء بشرية من الجثث اليهودية تطبيقاً لتعاليم ديانتهم، فتتم سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين، دون علم ذويهم. ودعت المنظمة، الجهات المختصة في السلطة الفلسطينية إلى إخضاع جثامين الشهداء الفلسطينيين إلى الفحص وفق الطرق العلمية المعتمدة قبل تشييعها، في حال إفراج سلطات الاحتلال عنها.
ق. د

من نفس القسم دولي