دولي
مراقبون: زيارة كيري الفلسطينية تحمل "تسهيلات" اقتصادية بلا ضغط على نتنياهو
يلتقي اليوم مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 نوفمبر 2015
يصل تشكيك مصادر فلسطينية في السلطة الوطنية بإمكانية أن تحقق زيارة وزير الخارجية جون كيري إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي بدأت الأحد وتنتهي اليوم، أي خرق على مستوى لجم جرائم إسرائيل، حدّ الجزم، بما أن هذه الإمكانية "لا تزال مرتبطة بقدرة الإدارة الأميركية على إحراز أي تقدم مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لناحية إرغام الأخير على تنفيذ تعهداته" من عدمه. وتلفت المصادر إلى أن القيادة في رام الله أخبرت القائم بأعمال المبعوث الأميركي لعملية التسوية فرانك لوينشتاين بأن زيارة كيري لرام الله، ولقاءه بالرئيس محمود عباس، "تعتمد على ما إذا كان نتنياهو جاهزاً أم لا" لوقف سياسة الإعدامات واقتحامات الأقصى لمصلحة العودة إلى طاولة المفاوضات. ويقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، أن "كيري لا يحمل أي جديد، سوى مساعٍ لتهدئة الأوضاع الحالية فضلاً عن تسهيلات اقتصادية". ويشير المجدلاني إلى أن "القيادة الفلسطينية وضعت سقفاً زمنياً حتى نهاية الشهر الحالي، لتعرف عما إذا كان هناك أي تحرّك جدي بشأن الشروط التي سبق وطرحتها لاستئناف عملية السلام، وفي حال لم تتحقق، سنلجأ لخياراتنا". وبحسب عضو اللجنة التنفيذية، فإنّ القيادة الفلسطينية حسمت أمرها فيما يتعلق بعدم عودتها إلى المفاوضات بالصيغة السابقة، وعدم الاستمرار بالوضع الراهن كما هو عليه الآن، وعدم الاستمرار بالالتزام بالاتفاقيات الموقّعة مع الاحتلال الإسرائيلي من جانب واحد، فيما تقوم إسرائيل بتنفيذ انتقائي لهذه الاتفاقيات. ويؤكد مجدلاني، أن "أواخر شهر نوفمبر الحالي، هي النهاية العملية وليس النظرية لتنفيذ توصيات اللجنة السياسية فيما يتعلق بمراجعة العلاقة مع الاحتلال سياسياً واقتصادياً، وسيُباشر في الشهر المقبل، تنفيذ هذه الخطوات بالتوازي أو منفردة، بحسب ما تراه القيادة مناسباً". وكانت الإدارة الأميركية طلبت فرصة من القيادة الفلسطينية حتى التاسع من نوفمبر الحالي، قبل تنفيذها توصيات اللجنة السياسية، حتى يتسنّى للأميركيين لقاء نتنياهو، على أمل إحداث أي تطور ممكن معه. ويُرجّح مسؤولون فلسطينيون، أن يُطلع كيري، الرئيس عباس على نتائج لقائه بنتنياهو، وإذا ما تم التوصل لأي تطور من شأنه أن يشكّل نقطة انطلاق لكسر جمود عملية السلام، مستدركين بالقول إنه "من الواضح أنّه لن يتم التوصل لشيء، وسيعمد نتنياهو إلى بعض الإجراءات والتسهيلات الاقتصادية الشكلية للفلسطينيين، كبديل عن تقديم أي التزام سياسي جوهري يطالب به الفلسطينيون". وما يزيد الأمر سوءاً، بحسب القيادة الفلسطينية، هو عودة الولايات المتحدة لتكون اللاعب السياسي الوحيد في العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك بعد انشغال الأوروبيين وتحديداً فرنسا بالهجمات التي استهدفتها، أخيراً. وكانت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، دعت، سابقاً، لاعتبار يوم زيارة كيري لمقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، يوم غضب وفعاليات حاشدة لرفض الزيارة، بسبب انحياز الإدارة الأميركية بشكل واضح مع الاحتلال الإسرائيلي. وحذّرت كل من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ما وصفته بـ"محاولات احتواء الانتفاضة"، والعمل على "إسكاتها"، مؤكدة أن الموقف الأميركي، يتنكر لحقوق الفلسطينيين. وأضافت أن الفلسطينيين سيواصلون "انتفاضتهم"، رداً على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحقهم.
أمال. ص