دولي

"حماس": هدم البيوت لن يفلح في إجهاض الانتفاضة

ناشطون اتهموا السلطة بكونها تقمع المتظاهرين عندما فجر الاحتلال 4 منازل



قال المتحدث باسم حركة "المقاومة الإسلامية" (حماس)، سامي أبو زهري، السبت، أن سياسة هدم البيوت (التي تنتهجها إسرائيل ضد منفذي العمليات في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة) لن تفلح في إجهاض الانتفاضة.
وأكدّ أبو زهري، في تصريح وزع على الصحافيين بغزة، أن تلك الأفعال "لن تزيد شعبنا إلا إصراراً على مواصلة انتفاضته وتطوير أدواتها"، معبراً عن إدانة حركته للصمت الدولي تجاه جرائم الحرب الإسرائيلية، التي كان آخر أمثلتها هدم بيوت الفلسطينيين، والإعدامات الميدانية حتى داخل المستشفيات.
إلى ذلك تثير السياسة التي تتعامل بها السلطة الفلسطينية مع انتفاضة الشباب الثائرين ضد انتهاكات الأقصى، تساؤلات كثيرة لدى المواطنين الذين يحاولون توسيع رقعة المواجهات، في وقت تعمل السلطة على إخمادها. ففي الوقت الذي كانت تحاصر قوات الاحتلال الصهيوني منازل منفذي عملية بيت فوريك البطولية لهدمها، وتزامنا مع صرخات ونداءات الاستغاثة التي صدحت بها مآذن المساجد في مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، لحث المواطنين على نصرة تلك العائلات، كانت أجهزة أمن السلطة تطلق قنابل الغاز تجاه الشبان الغاضبين.
وهدم جيش الاحتلال، فجر السبت، بمدينتي نابلس ورام الله في الضفة الغربية، منازل ثلاثة أسرى يتهمهم بقتل مستوطنين يهود، إلى جانب منزل فلسطيني متهم بقتل جنود. والمنازل التي تعرضت للتفجير والهدم هي منازل الأسرى: كرم المصري، وسمير الكوسا، ويحيى الحج حمد، في مدينة نابلس، حيث زرعها بالمتفجرات، ثم فجرها بعد إخلائها من ساكنيها، وفي بلدة سلواد، شرق مدينة رام الله، هدم الاحتلال منزل الشاب "معاذ حامد"، المعتقل في سجون السلطة الفلسطينية، والذي تتهمه سلطات الاحتلال بـ"الانتماء لخلية عسكرية تابعة لحركة حماس، نفذت عملية إطلاق نار بالقرب من مدينة نابلس بتاريخ 29 جوان الماضي، وأسفرت عن مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين".
ولعل حجم ما حصل في نابلس وموقف الخذلان من السلطة وأجهزتها الأمنية كان أكبر من الولاء التنظيمي لكثير من الأشخاص، الأمر الذي اضطرهم للخروج عن المألوف في كلماتهم الناقدة كما حصل مع الدكتور طريف عاشور أحد الأطباء في الخدمات الطبية العسكرية وقيادات حركة فتح، حيث انتقد ما حصل عبر صفحته الشخصية على فيسبوك. وأكد عاشور خلال مشاركته على امتعاضه من ردة فعل السلطة تجاه ما يحصل في نابلس، قائلا: "المشهد المؤلم الذي أعادني للمنزل، هو وجود عشرات من قوات الشرطة الفلسطينية الخاصة بكامل سلاحهم وعتادهم، يحمون ما يسمى قبر يوسف، ويمنعون باستنفار شديد أي شخص من الاقتراب منه، بينما لا أحد يحرس بيوت الفدائيين التي تهدم أمام ناظري الجميع".

سخط مجتمعي

حالة من خيبة الأمل والسخط امتزجت مع مشاعر الهلع والحزن التي انتابت عائلات المنازل المهدمة بعد أن وجدوا أنفسهم وحيدين في مواجهة آلة الاحتلال وفتكها دون وجود أي ردود فعل رسمية وتضامن من أي مؤسسة من مؤسسات السلطة بأي شكل من أشكال الدعم ولو باتصال هاتفي مع أي منهم.
والدة الأسير يحيى الحاج وجدت من خروجها عبر إحدى وسائل الإعلام مناسبة لإطلاق صرختها وتساؤلها عن دور السلطة وقيادتها في حماية منازلهم والدفاع عن حقهم بالعيش بأمن وسلام، قائلة: "أين الرئيس ووعود المحافظ مما يجري معنا؟

من نفس القسم دولي