دولي

عباس يسعى لتغيير هيكلية منظمة التحرير لحسم خلافته على الرئاسة

مع بروز صراعات داخلية بحركة فتح



يسارع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الخطى من أجل حسم مسألة خلافته إذا غاب عن المشهد السياسي، حفاظا على ما تبقى من السلطة، وفي إطار صراعات داخلية بعضها خفي وآخر علني داخل حركة فتح. وبحسب فلسطينية محلية فإن رئيس السلطة الذي قدم استقالته هو وتسعة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ظل مترددا حتى فترة قريبة في حسم قضية خلافته من خلال بوابة استحداث منصب نائب الرئيس، وقرر أن يحسم الأمر من بوابة أخرى وهي بوابة منظمة التحرير. وتشير المصادر إلى أنه وفي كل مرة أثير فيها منصب نائب الرئيس كان الصراع يحتدم بين أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح في ظل وجود شخصيات ذات مستوى متقارب في فتح ترى نفسها أنها الأحق بهذا المنصب وكان هذا الصراع سببا في تردد عباس في تفجير ساحة فتح الداخلية في ظل صراعه اللامنتهي مع القيادي المفصول في الحركة محمد دحلان.
وترى المصادر أن عباس قرر نقل الحسم في قضية خلافته من أروقة موقع مركزية فتح التي تصارعت على منصب نائب الرئيس إلى أروقة منظمة التحرير التي يتمتع بها بمرونة أكبر، كما يسعى لتغيير الخيول الهرمة التي لم يعد لها مكان في الإعراب في حياة الشعب الفلسطيني.
ويقولون مقربون من عباس أن شغله الشاغل هو أن يسعى لقطع كل الطرق على القيادي المتربص به محمد دحلان الذي سيسطر بكل سلاسة على حركة فتح ومفاصلها في حال ترك أمر خلافة عباس شاغرا. وبحسب ما يخطط له عباس فإنه سيقدم استقالته وكوته محسوبة عليه في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ما يستلزم عقد جلسة خاصة للمجلس الوطني الفلسطيني تكون مفصلة على مقاس عباس، لأنه وحسب النظام الداخلي للمنظمة فإنه في حال شغور أكثر من ثلث مقاعد اللجنة التنفيذية تعقد جلسة طارئة للمجلس الوطني "بمن حضر" لتنتخب لجنة جديدة وهنا يتم قطع الطريق على المشاغبين في المجلس الوطني. وتؤكد المصادر أن عباس منذ عدة أشهر وهو يهيئ لخطوته هذه التي قرر أن تكون في شهر أيلول القادم، وتحديدا قبل عقد المؤتمر السابع لحركة فتح بحيث يتم ترتيب ملف المنظمة واللجنة التنفيذية وخلافة الرئيس ليكون أمرا واقعا يدخل به عباس المؤتمر السابع للحركة والذي سيلي هذه الخطوة.
وتؤكد عديد مؤشرات مؤخرا إلى توجه قوي لعباس لطرح ورقة صائب عريقات لخلافته، وهو ما لا يمكن له أن يمرره من خلال مركزية فتح التي لن تقبل بحال من الأحوال عريقات لهذا المنصب، لذلك فإن تغيير اللجنة التنفيذية وإعادة عريقات الذي يشغل منصب أمين سر اللجنة بقوة من خلال لجنة جديدة مسيطر عليها.
وبحسب المصادر فإن عباس لا يشرك أحدا في تصوره مما جعل كافة أطر فتح تعيش حالة التكهنات والتخبط، ولكن أكثر السيناريوهات ترجيحا يتمثل في أحد أمرين هما: إما استحداث منصب نائب الرئيس من بوابة اللجنة التنفيذية واختيار عريقات لهذا المنصب، أو استقالة الرئيس من رئاسة اللجنة التنفيذية واحتفاظه بمنصب رئيس السلطة في حين يتم انتخاب عريقات لمنصب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وبالتالي يتولى تلقائيا منصب الرئيس في حال شغوره بصفته يمثل أعلى هيئة فلسطينية.
وعلى كل السيناريوهات المطروحة فإن ما سيجري هو آخر مرحلة من مرحلة تصفية الحسابات التي سيقدم عليها عباس في حياته السياسية ضد خصومه ليسدل بها الستار على حياته السياسية.
أمال. ص/وكالات

من نفس القسم دولي