دولي

حماس تمثل الشرعية الثورية وحصار غزة سياسي هدفه ضرب المقاومة

ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان، الأستاذ علي بركة لـ"الرائد":

 

فلسطين بحاجة للجزائر شعبا وقيادة

في حوار خص به " الرائد" كشف الأستاذ علي بركة ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان أن حركة فتح اعتقدت أن النظام الجديد في مصر بعد الانقلاب سيكون منحازا لهم محملا في ذات السياق السلطة الفلسطينية مسؤولية التأخير في إنهاء الانقسام،مؤكدا باسم حركة حماس على مطالبته للسلطة الجديدة في مصر أن تساعد على إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وأن تدعم صمود الشعب الفلسطيني لا أن يزيدوا في الحصار الذي هو بالأساس سياسي يستهدف الديمقراطية الفلسطينية كما يستهدف المقاومة الفلسطينية ويستهدف الشعب الفلسطيني. مضيفا أن الشرعية الثورية هي المقاومة وحماس هي التي تقود المقاومة الآن أما فتح فقد تخلت عنها واعترفت بإسرائيل، معرجا على الأزمة السورية قائلا أن حركة حماس تأسف وتحزن للمجازر الحاصلة في سوريا اليوم وما يجري هو مؤامرة على الشعب السوري، كما تطرق ضيفنا للعلاقات الجزائرية- الفلسطينية  داعيا الرئيس بوتفليقة أن  يبذل الجهود من أجل كسر الحصار عن غزة،وهذا نص الحوار. 

الرائد: أين وصلت مساعي المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتحديدا بين فتح وحماس ؟

ج- بداية بمناسبة قدومنا للجزائر نترحم على شهداء ثورة التحرير ونتمنى التقدم والازدهار للجزائر الشقيقة وشعبها الأبي.

طبعا المصالحة الفلسطينية ضرورة فلسطينية، ونحن نعتقد أننا أنجزنا جزء منها من خلال اتفاق القاهرة في 04 مايو 2011 واتفاق الدوحة في فيفري 2012، وللأسف الأوضاع والمتغيرات التي وقت في مصر أثرت سلبا على المصالحة الفلسطينية وللأسف أن حركة فتح اعتقدت أن النظام الجديد في مصر بعد الانقلاب الذي جرى سيكون منحازا لهم، وهو بالفعل رحبوا به وهنئوه وانحازوا له وانحاز لهم، وجمدوا المصالحة لأنهم يريدون تغيير قواعد اللعبة وتغيير الاتفاق، وبعضهم صرح بذلك بأنه على حماس أن تسلم غرة أولا إلى السلطة في رام الله ثم بعد ذلك يتم بدء المصالحة وإجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة وانتخابات رئاسية وغيرها،  نحن من جهتنا نقول بأننا ملتزمون بما وقعنا عليه كما هو دون زيادة أو نقصان، نحن جاهزون للتنفيذ والكرة هي في ملعب الرئيس محمود عباس لأن عليه حسب اتفاق الدوحة أن يشكل حكومة توافق وطني بالتوافق مع حماس والفصائل الفلسطينية، هذه الحكومة تتوالى تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في فلسطين، وكذلك أن يكون فيه لجنة أخرى لإجراء انتخابات مجلس وطني فلسطيني بالداخل والخارج وبالتالي يتم إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية وعلى أساس التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية.

و نحن نحمل السلطة الفلسطينية التأخير في إنهاء الانقسام، ونعتقد أن هناك ضغوط أمريكية وإسرائيلية على الرئيس محمود عباد كي يجمد اتفاق المصالحة لصالح تفعيل وتنشيط ملف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.

الرائد: لمصر دور دائم في ملف المصالحة الفلسطينية وهي لاعب رئيسي فيه، ومع الوضع الجديد القائم في مصر ماهو  الدور الجديد لمصر في ملف المصالحة ؟

ج- مصر أكبر دولة عربية ولها دور تاريخي في دعم القضية الفلسطينية وإسناد المقاومة الفلسطينية، وكان لها دور اساسي في إنهاء حالة الانقسام  والوصول إلى اتفاق المصالحة الوطنية، لكن مصر الآن مشغولة بحالها وليس نجد أي تحرك جديد لمصر بعد الانقلاب في 03 جويلية لم نجد أي دور في ملف المصالحة، واضح أن المصريين منشغلون بأوضاعهم الداخلية.

الرائد: لكن التضييق الموجود على غزة من طرف النظام المصري بعد الانقلاب يعطي مؤشر على موقفها من حكومة غزة وبالتالي رؤيتها للمصالحة؟

ج- نعم هو مؤشر لكنه مؤشر سلبي للأسف، كنا نتمنى أن الذين يحكمون مصر بغض النظر عن سياستهم الداخلية لكن أن يبقوا مع الشعب الفلسطيني ولا ينحازوا لفريق ضد فريق آخر، هذا المطلوب من مصر ومن كل الدول العربية، ونحن نطالبهم  أن يساعدونا على إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وأن يدعموا صمود الشعب الفلسطيني لا أن يزيدوا في الحصار، للأسف الحكم الجديد في مصر اغلق 90 % من الانفاق التي هي شريان حياة لغزة وشددوا الحصار على غزة، والآن قطاع غزة يعاني من نقص البترول وانقطاع الكهرباء ونقص المواد الإغاثية والطبية والطلاب محرومون من السفر وكذلك الطلاب، وأصبحت غزة سجن كبير، إسرائيل تحاصرهم من جهة وإغلاق معبر رفح كذلك باعتباره البوابة الوحيدة على العالم الآن عبر مصر.

الرائد: في ظل هذا الحصار والتضييق ماهي البدائل المطروحة أمام حكومة غزة بقيادة حماس للخروج من هذا الوضع الحالي؟

أولا شعبنا الفلسطيني سيصبر وهذا الحصار ليس هو الأولى والأخيرة، هناك موجات عديدة للحصار حصلت، فمنذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية في جانفي 2006، وهذا يؤكد بأن الحصار سياسي وهو يستهدف الديمقراطية الفلسطينية ويستهدف المقاومة الفلسطينية ويستهدف الشعب الفلسطيني. الولايات المتحدة الأمريكية وضعت أربع شروط لرفع الحصار عن غزة، الشرط الأول وقف المقاومة الشرط الثاني الاعتراف بالكيان الصهيوني، والشرط الثالث الإعتراف باتفاق أوسلو والشرط الرابع الإلتزام بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا لا يمكن لحركة المقاومة الفلسطينية حماس أن تلتزم به ، هذه شروط سياسية تعجيزية كان الأجدى بأمريكا التي تدعي الديمقراطية ونشرها في العالم أن تحترم الديمقراطية الفلسطينية ونتائج الانتخابات الفلسطينية وأن تتعامل مع الحكومة الفلسطينية الشرعية التي شكلها الأخ اسماعيل هنية سنة 2006، للأسف الولايات المتحدة الامريكية رفضت نتائج الانتخابات وحرضت الكيان الصهيوني على ضرب غزة ومحاصرتها والعمل على إسقاط الحكومة الشرعية وحرضت جزء من السلطة الفلسطينية ممثلا في الجنرال امحمد الدحلان من أجل التمرد على هذه الحكومة وحاول التمرد في عام 2007 واستطاعت أن تقمع هذا التمرد وأن تحسم الأمر في غزة وتطرد دحلان ورفاقه الذين كانوا يريدون الانقلاب على الحكومة الشرعية.

فنحن نقول المطلوب الآن من الجانب المصري أولا أن يفتح معبر رفح وبشكل دائم وعلى مدار 24 ساعة وأن يسمح بعبور البضائع والناس عبر هذا المعبر، ونحن في حركة حماس مستعدون ـأن نغلق كامل المعابر مع غزة إذ فتح لنا معبر تجاري مع مصر بحيث نؤمن الغذاء والدواء وحاجات شعبنا في قطاع غزة. كذلك مطلوب من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن يكون لهم دور أساسي في رفع الحصار على غزة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني ، هذا الحصار لا يخدم غلا الكيان الصهيوني، ويضعف الشعب الفلسطيني، هذا الحصار يقوي من اطماع الكيان الصهيوني في ضرب غزة، وحكومته تستفيد الآن من هذا الحصار الذي يعتقدون أنه سيضعف المقاومة في غزة وسيكسر صمود الشعب الفلسطيني وحكومته ولهذا فهم يعدون لعدوان جديد على غزة يتزامن مع هذا الحصار الظالم.

الرائد: تتكلمون على أنكم تمثلون الشرعية الفلسطينية، غير أن الغرب ينظر إلى السلطة الفلسطينية في رام الله في الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والناطق باسمه والمفاوض باسمه، ولهذا يدعمونها في مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، فما رأيكم في المفاوضات ؟ وماموقفكم منها ؟

ج- الشرعية في فلسطين لها طريقان، هناك الشرعية الثورية وهي المقاومة وحماس هي التي تقود المقاومة الآن وفتح تخلت عنها واعترفت بإسرائيل، وهناك شرعية الانتخابات وصندوق الاقتراع، وحماس شاركت في الانتخابات البرلمانية الاخيرة سنة 2006 وحصلت على الكتلة الأولى في البرلمان الفلسطيني، وأصبحت الحركة الأولى في فلسطين، وبالتالي حصلت على الشرعيتين الثورية والشعبية، فهذه هي الشرعية وحماس اليوم تمثل راس الشرعية الفلسطينية، اما الذيم يفاوضن باسم الشعب الفلسطيني فالشعب الفلسطيني لم يخولهم لأن يفاوضوا عنهم ويتنازلوا عن 78 بالمائة من أرضه ويتنازلوا عن ماتبقى من القدس أو حق العودة.

كان الأجدى بالرئيس محمود عباس أن يعود إلى مربع المصالحة الفلسطينية أن يرتب بيت الداخل الفلسطيني قبل أن يستنجد بالإدارة الامريكية ويخضع لشروطها ويذهب إلى المفاوضات مع العدو الصهيوني.

نحن ندين المفاوضات مع العدو الصهيوني ونطالب الرئيس محمود عباس أن يوقف هذه المفاوضات الهزلية ، لأن العدو الصهيوني هو المستفيد الوحيد من هذه المفاو ضات، وإسرائيل تستغل المفاوضات لإقامة علاقات عامة مع المجتمع الدولي وكذلك لفرض واقع جديد على الأرض من خلال الاستفادة من هذه المفاوضات للضغط على جرائمها المحتلة حيث تقوم بتهويد المدينة المقدسة وتبني أحياء جديدة عليها وتطرد المقدسيين منها وتعمل على تقسيم المسجد الأقصى المبارك وتقوم ببناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة وبناء جدار عازل في واد الأردن الخاصب بين الأردن والضفة الغربية وتحاصر غزة. وبالتالي إسرائيل تستغل المفاوضات لتنفيذ سياساتها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، وبالتالي فالمفاوضات هي غطاء لجرائم الكيان الصهيوني وعلى عباس أن يوقف هذه المفاوضات لأنها على مدار 20 سنة وصلت إلى طريق مسدود، وأوسلو لم يجلب الحقوق الفلسطينية ولم نحصل على الدولة الفلسطينية ولم يعد اللاجئون إلى ديارهم بالعكس إسرائيل هي المستفيد من هذه المفاوضات. ونحن سمعنا قبل أيام بأن الفريق المفاوض الفلسطيني استقال بسبب تعن المفاوض الفلسطيني، نحن نعتبر أن هذه خطوة جيدة لكن يجب أن تعلن السلطة وقف المفاوضات ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية حيث أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة لحكومة رام الله تقوم باعتقال المجاهدين وتمنع الانتفاضة ضد الاحتلال الصهيوني واصبح دور السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية هو شرطي لحماية الاحتلال بدل من حمياة الشعب الفلسطيني وتحرير الأرض وهذا الامر نحن نطالب حركة فتح وقيادة منظمة التحرير أن يستفيدوا من التجربة الجزائرية حيث أن الشعب الجزائري لم يستسلم للاحتلال الفرنسي مدة 130 سنة بل قاوم وقدم حوالي مليوني شهيد ، واستطاعوا أن يطردوا الاحتلال الفرنسي. تحرير فلسطين ينبغي أن يعبد بدماء الشهداء وينبغي أن نواصل طريق الثورة حتى يزول هذا الاحتلال.

الرائد: مالعلاقة اليوم مع النظام السوري ؟

ج- حركة حماس تأسف وتحزن للمجازر الحاصلة في سوريا اليوم، ومايجري في سوريا هو مؤامرة على الشعب السوري، وسوريا الآن تستنزف دولة وشعبا وهذا لايخدم مصالح الأمة العربية والإسلامية، وإضعاف سوريا لا يخدم إلا الكيان الصهيوني. وحركة المقاومة الإسلامية عملت وبذلت جهودا حثيثة من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا ، وكنا ندعم ولا زلنا الحل السوري الداخلي وكذلك ندعم الحل العربي للأزمة في سوريا. لكن للأسف الأزمة في سوريا أصبحت أزمة دولية وأصبح القرار بيد أمريكا وروسيا للأسف، وخرج القرار عن سوريا والشعب السوري، وكان يفترض أن تبذل الجامعة العربية جهودا واسعة من أجل إنهاء هذه الحرب التي تستنزف جميع أطراف الأزمة.

وبهذه المناسبة في حركة حماس نوجه نداء إلى جميع الأطراف لوقف القتال في سوريا وللجوء إلى الحوار وطاولة الحوار من أجل تسوية سياسية تحقن دماء السوريين وتحفظ لسوريا وحدتها أرضا وشعبا، وأن ينعم من خلال ذلك الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

الرائد: أخيرا، هل يمكن أن تحدثنا عن العلاقة بين الجزائر وحركة حماس ؟

ج- الجزائر تاريخيا مع فلسطين، وهناك مقولة للرئيس الراحل هواري بومدين "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" ونحن نقول للشعب الجزائري بأن فلسطين دائما مظلومة لأنها احتلت ثلاث مرات، عام 1917 على يد الاحتلال البريطاني في الحرب العالمية الأولى ثم احتلت على يد الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 عن طريق العصابات الصهيونية، ثم احتل الجزء الآخر من فلسطين عام 1967 واحتل المسجد الأقصىى. ففلسطين بحاجة إلى دعم الجزائر قيادة وشعبا، ومعروف ان الجزائريين  مع فلسطين بكل أوانه السياسية، فلا يوجد فرق بين وطني وعلماني وإسلامي وديمقراطي، فكل فئاتها وأحزابها تقف مع الشعب الفلسطيني وتدعم القضية الفلسطينية.

نحن نقدر دعم الجزائر لجهود الشعب الفلسطيني، وقيامها بجهود كسر الحصار عن قطاع العزة عبر جهود شعبية أو حكومية. وبهذا المناسبة نتوجه لسيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالصحة والعافية والشفاء ونتمنى للجزائر الأمن والاستقرار والازدهار. ونطالبه بأن يبذل جهودا من أجل كسر الحصار عن غزة، وأن يبذل جهودا من أجل إنقاذ المسجد الأقصى من التهويد والتقسيم، دعم وحماية صمود شعبنا من المقدسيين الذين يواجهون حملة تهجير واقتلاعهم عن أرضهم لصالح توطين أناس مكانهم. نشكر الشعب الجزائري حكومة وشعبا ونشكر القيادة الجزائرية ومختلف الأحزاب السياسية الذين تعاطفوا مع الشعب الفلسطيني ولا يفرقون بين مسلم وآخر، والجزائر كما عودتنا دائما على التضحية وعلى العطاء. نحن نعتبر ثورة الجزائر ثورة نوفمبر هذه لم تتوقف أبدا إلا بتحرير فلسطين انشاء الله.

 

 

من نفس القسم دولي