المغرب العربي

الوفاق الليبية: حفتر يستهتر بالمجتمع الدولي و"الهدنة الإنسانية" إعلان خادع

طالب السراج المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته باتخاذ موقف جاد وحازم" ضدّه

قالت عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق الليبية، إن مواطنا قتل وأصيب اثنان من أبنائه جراء سقوط قذيفة على منزلهم بمنطقة عين زارة في العاصمة طرابلس، بعد ساعات من إعلان قيادة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن وقفها لإطلاق النار التزاما بـ"الهدنة الإنسانية" التي دعا إليها المجتمع الدولي، واتهمت العملية، على صفحتها الرسمية في فيسبوك، "مليشيات حفتر" بالمسؤولية عن الحادث، ووصفت إعلان المتحدث الرسمي باسم قيادة قواته وقف القتال بـ"الإعلان الخادع"، بينما لا يزال مراقبون ليبيون يشككون في نية حفتر الالتزام بأي هدنة ولو كانت إنسانية. وفي وقت يطبع الهدوء مختلف محاور القتال صباح الأحد، طالب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته باتخاذ موقف جاد وحازم" لوقف عمليات حفتر التي وصفها بـ"الجرائم"، واعتبر السراج، في بيان له في وقت متأخر من ليلة السبت الماضي، أن حفتر "يستهتر ويستخف بدعوات وقرارات المجتمع الدولي"، مؤكدا أن هذا الاستهتار "قد بلغ منتهاه". وبينما جدد السراج التزام حكومته بالدعوة إلى "هدنة إنسانية"، إلا أنه أكد احتفاظها بـ"حق الرد على ما تتعرض له العاصمة ومواطنوها من اعتداءات وانتهاكات في إطار حقهم المشروع في الدفاع عن النفس"، وأضاف رئيس حكومة الوفاق الليبية: "في الوقت الذي نخوض فيه معركة بالغة الخطورة تتعلق بحياة وصحة المواطنين الليبيين جميعا ضد جائحة كورونا، لم تتوقف الاعتداءات اليومية التي تتعرض لها الأحياء السكنية والمرافق المدنية في العاصمة طرابلس من قبل المليشيات المعتدية، والتي تسببت في مقتل مدنيين، بينهم أطفال ونساء". ولفت السراج إلى أن الدول التي دعت إلى هدنة إنسانية في ليبيا "غاب عنها أن الطرف المعتدي قد تجرد من إنسانيته، ولم يعد يعبأ بتعاليم الدين أو القيم أو الأخلاق"، مشيرا إلى أن حفتر يستغل انشغال الحكومة بمكافحة جائحة كورونا "فرصة ليصعد من عدوانه، ويواصل انتهاكاته وجرائمه متحالفا في ذلك مع الوباء"، مشددا بالقول: "لقد قلنا مرارا إننا لم نجد شريكا حقيقيا للسلام"، وتابع السراج قائلا: "لقد سلكنا كل الطرق بحثا عن حل يوقف نزيف الدم وتؤكد تجربتنا الطويلة أن الطرف المعادي لا يعنيه السلام، ولن يتراجع عن سعيه للسلطة وإعادة الحكم الشمولي، ولو كان ذلك على جثث الليبيين جميعا". وبينما أشار السراج إلى التزام حكومته بكل القرارات والدعوات الدولية، قال إنه بعد عدم تعاطي المجتمع الدولي مع خروقات حفتر "أصبح على ثقة بأن لا عقاب سيطاله، وأن أقصى ما سيناله من المجتمع الدولي مجرد بيان إدانة تساوي عباراته بين المعتدي والمعتدى عليه". وجاء بيان السراج بعد ساعات من ترحيب الأمم المتحدة والولايات المتحدة ببيان المتحدث باسم قيادة قوات حفتر، الذي رحب فيه بالدعوات الدولية لوقف القتال من أجل هدنة إنسانية في ليبيا تمكن السلطات المحلية من مقاومة دخول فيروس كورونا المستجد إلى البلاد، لكن المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية بركان الغضب، عبد المالك المدني، شكك في هذا الإعلان، مشيرا في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى استمرار حركة تجمعات لمليشيات حفتر في محاور جنوب العاصمة، وهو ما يتفق فيه معه الباحث السياسي الليبي مصطفى البرق، الذي اعتبر أن انشغال كل العالم بمواجهة الفيروس المستجد "فرصة لن يفوتها حفتر، ولن يتوقف عن استغلالها بهدف تعويض ما خسره طيلة الأشهر الماضية". وأشار البرق، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى طريقة تبرير قوات حفتر للقصف العشوائي على الأحياء المدنية من خلال اتهام قوات الحكومة بالمسؤولية عنها، وقال: "رغم أن تقارير الأمم المتحدة في السابق أكدت أن من قصف الأحياء والكلية العسكرية في الهضبة ومقر إيواء المهاجرين في تاجوراء هي قوات حفتر". ويذكر البرق أن تعاطي المجتمع الدولي المتراخي مع كل جرائم حفتر في السابق سيشجعه على المزيد في ظل هذه الأوضاع العالمية المتأزمة، لكن الخبير الأمني الليبي محيي الدين زكري يقلل من جانبه من فرص استفادة حفتر من الانشغال الدولي بمكافحة الجائحة، موضحا أنه لن يحقق أي تقدم عسكري دون حلفائه. ويرجح زكري، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إمكانية أن تكون تلك الدول، وعلى رأسها الإمارات وفرنسا ومصر، قد سحبت أفرادها فعليا من معسكراته وصفوف قواته في إطار حمايتها من تفشي الفيروس، لذا يرى أن فرصه "قليلة"، كما يلفت إلى أن "قوات الحكومة لا تزال مستعدة والجولات السابقة التي أفشلت فيها كل محاولاته دليل على ذلك".​ مصر تسحب عسكرييها من محاور القتال بليبيا بسبب كورونا إلى ذلك كشفت مصادر مصرية خاصة متابعة للدور المصري في ملف الأزمة الليبية، عن بدء القاهرة سحب القوات العسكرية ذات الصفة القتالية التي كانت تحارب إلى جانب مليشيات شرق ليبيا بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اعتباراً من نهاية الأسبوع الماضي، في ظل أنباء عن انتقال العدوى بفيروس كورونا إلى مناطق داخل الأراضي الليبية. وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن طائرتين حربيتين مصريتين نقلتا عدداً من العسكريين المصريين يومي الأربعاء والخميس الماضيين، من الأراضي الليبية إلى قاعدة محمد نجيب العسكرية، في المنطقة المصرية الغربية، موضحة أنه تقرر على الفور خضوع العسكريين القادمين من ليبيا للحجر الصحي، لمدة 14 يوماً، داخل القاعدة نفسها، وكذلك منع أي إجازات للعسكريين العائدين من ليبيا لمدة 15 يوماً إضافياً عقب انتهاء فترة الحجر بالنسبة لهم. وأشارت المصادر إلى أن القوات المسلحة المصرية أرسلت كميات كبيرة من المستلزمات الطبية ومواد التعقيم إلى مناطق في شرق ليبيا، والقوات التي تحارب إلى جانب مليشيات حفتر، موضحة في الوقت ذاته أن سحب العسكريين المصريين من محاور القتال الليبية حول العاصمة الليبية طرابلس، جاء بالتوازي مع بدء انتقال أعداد كبيرة من المقاتلين من دولتي جنوب السودان والسودان إلى ليبيا، خلال الأسبوع الحالي. وذكرت المصادر أنه بالنسبة للمستشفى الميداني العسكري الذي سبق أن قامت القوات المسلحة المصرية بإقامته وتجهيزه للعمل في منطقة بالشرق الليبي، فقد تقرر استمراره في تقديم خدماته، مع فرض إجراءات وقائية صارمة، وإلزام كافة الأطراف الليبية المتعاملة معه بهذه الإجراءات. وفي وقت سابق، كشفت مصادر خاصة عن كواليس متعلقة بشأن زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل، لكل من السودان وجنوب السودان الأسبوع الماضي، لافتة إلى أن الزيارة حملت أجندة بخلاف المعلنة التي تضمّنت نقل رسائل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى المجلس السيادي السوداني وإلى الرئيس الجنوب سوداني سالفاكير ميارديت بشأن سد النهضة الإثيوبي. وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن زيارة كامل تضمّنت لقاءات مع قادة فصائل مسلحة في جنوب السودان، بخلاف لقاء خاص مع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي". وأضافت المصادر أن الاجتماعات تضمّنت الاتفاق مع قادة الفصائل المسلحة في جنوب السودان، وقائد قوات الدعم السريع، على نقل أعداد كبيرة من المقاتلين "المحترفين"، إلى ليبيا لمدة محددة تصل إلى 4 أشهر. وأوضحت المصادر أن هذه المدة ترجع إلى أنها يتوقع أن تكون مناسبة للخطة الجديدة التي تم وضعها من جانب حلفاء حفتر، لإنهاء المعارك وحسم الأزمة عسكرياً، قبل حلول شهر رمضان المقبل (بين إبريل/نيسان ومايو/أيار المقبلين)، مؤكدة أن الفترة المقبلة ستشهد احتدام المعارك بمعدل أكبر بكثير مما كانت عليه. وكشفت المصادر أنه من المقرر أن يدفع حميدتي بأعداد كبيرة من المقاتلين المنضمين لصفوف قوات الدعم السريع، وذلك في وقتٍ تم الإعلان عن إعادة هيكلة الجيش السوداني وأجهزة الأمن، مشيرة إلى أنه ضمن الاتفاق أنه سيتم نقل أعداد كبيرة من هذه القوات إلى ليبيا، إلى حين إعداد الهيكل الجديد. ولفتت إلى أن فصائل مسلحة في جنوب السودان التقى كامل قادتها بشكل غير معلن خلال زيارته الأخيرة، اتفقت على إرسال نحو 2000 من المقاتلين المدربين إلى ليبيا. عدد قتلى مليشيات حفتر، وصل إلى 25  يأتي هذا في وقتٍ كشفت مصادر ليبية لـ"العربي الجديد"، أن عدد قتلى مليشيات حفتر، وصل إلى 25، من بينهم قيادي بارز في الكتيبة 115 مشاة، والقيادي البارز في الكتيبة 128، عبدالله أشوقي، بعد فشل محاولتهم التقدم في محور عين زارة، مؤكدة استرجاع قوات الوفاق كل تمركزاتها في عين زارة في أعقاب صد الهجوم. وذكرت المصادر الميدانية، أن عدد جثث القتلى التي بحوزة قوات حكومة الوفاق بعد صد هجوم مليشيات حفتر الأخير، يصل إلى 25 جثة على الأقل، غالبيتها من المقاتلين المرتزقة الذين ينتمون إلى دول أفريقية، في مقدمتها تشاد والسودان، بالإضافة إلى أسر 5 مقاتلين آخرين. في غضون ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية انضمامها إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في دعوة الأطراف المتحاربة إلى إلقاء أسلحتها والسماح لمنظمة الصحة العالمية وشركاء القطاع الصحي بالعمل من دون عوائق في جميع أنحاء البلد، لمنع انتشار وباء كورونا. وأشارت إلى أن العمل المبكر والشجاع والفعال سينقذ الأرواح.

من نفس القسم المغرب العربي