دولي

اعتراف إسرائيلي بفشل مشاريع تهويد الجليل

الانتقال والهجرة السلبية من هناك إلى مدن وبلدات المركز آخذان بالازدياد

أقر تقرير نشرته صحيفة "مكور ريشون" التابعة للتيار الديني الصهيوني الاستيطاني، بحقيقة فشل جهود حكومات الاحتلال الإسرائيلي في تهويد الجليل، ليس لجهة المعطيات الإحصائية المتعلقة بتراجع نسبة الإسرائيليين اليهود مقابل ثبات عدد السكان الفلسطينيين العرب فحسب، وإنما أيضاً لجهة فشل دولة الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء بنية اقتصادية جذابة قادرة على توفير أسباب بقاء الأجيال الشابة من اليهود الإسرائيليين، الذين ولدوا في العقود الأخيرة في المستوطنات والبلدات اليهودية في الجليل، من جهة، وافتقار المخططات والأساس التطبيقي الرسمي لسياسات وخطط الحكومة، إلى عوامل تجذب الأجيال الشابة من الطبقة الوسطى، وتترك بلدات المركز ووسط إسرائيل وتنتقل للسكن في البلدات والمستوطنات الجديدة، من جهة أخرى.

وبحسب التقرير، فقد بات أكيداً أن "الأغلبية اليهودية" في الجليل قد ضاعت منذ فترة (53 في المائة من العرب مقابل 47 في المائة من اليهود)، وأن الانتقال والهجرة السلبية من هناك إلى مدن وبلدات المركز آخذان بالازدياد. ففي العام الماضي ترك محافظة صفد (مدينة صفد التاريخية التي اقتلع اليهود وهجّروا أهلها منها خلال حرب النكبة، وباتت معقلاً لليمين الديني العنصري) وحدها 5300 يهودي مقابل هجرة 4400 شخص للسكن فيها وفي المستوطنات المحيطة بها الواقعة في سهل الحولة ومحيط بحيرة طبريا والبالغ عددها 64 مستوطنة.

ويأتي هذا في الوقت الذي حظيت فيه مدينة صفد بميزانيات هائلة، عدا عن الاعتراف الرسمي بكلية صفد الأكاديمية. ويشير التقرير إلى أن "ميزان الهجرة السلبية" بحسب المصطلحات الصهيونية، يطاول أيضاً مناطق في الجليل الغربي والأعلى، مثل عكا ومرج بن عامر ومناطق أخرى في الجليل.

ووفقاً لدراسات اعتمد عليها التقرير، أجريت في السنوات الأخيرة حول تشكيلة المجموعات السكانية لليهود الذين هجروا الجليل، فقد تبيّن أنه منذ عام 2000 حين اقتربت نسبة اليهود والفلسطينيين في الداخل من حد التعادل، فقد هاجر من الجليل نحو 30 في المائة من اليهود حتى جيل 25 عاماً ممن ولدوا لمستوطنين يهود وانتقلوا للسكن في الجليل في موجات التهويد الرسمية التي انتهجتها حكومات الاحتلال منذ بدء عملية ومخططات التهويد في عام 1953. في المقابل، فإن نسبة الشبان الفلسطينيين العرب من الفئة العمرية نفسها الذين تركوا الجليل وانتقلوا للسكن في بلدات أخرى لا تتعدى 20 في المائة.

من نفس القسم دولي