دولي

الكابينت الإسرائيلي يمتنع عن البت في مقترحات ملادينوف للتهدئة بغزة

الاحتلال يعرض تهدئة مشروطة

امتنع الكابينت السياسي والأمني لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، عن البت في مقترحات التهدئة في غزة التي قدمها الوسيط الدولي نيكولاي ملادينوف، واكتفى الكابينت بإصدار بيان مقتضب جاء فيه أن "أعضاء الكابينت استمعوا إلى إيجاز من رئيس أركان الجيش، الجنرال غادي أيزنكوط، والجيش مستعد لمواجهة كل السيناريوهات المحتملة".

أعلن وزير "شؤون القدس" في حكومة الاحتلال زئيف إلكين في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أن التهدئة طويلة الأمد مع حركة "حماس" ليست مطروحة على جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية حالياً، لافتاً إلى أن "الحكمة لن تقبل بقواعد اللعبة التي تحاول حركة حماس فرضها منذ بدئها التصعيد على الحدود في الأشهر الأخيرة".

وحاول إلكين إعادة الكرة إلى ملعب حركة "حماس"، مدعياً أن "بمقدور الحركة إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل ثلاثة أشهر، نحن لم نبدأ التصعيد".وأضاف أنه "لن تكون هناك أي تهدئة طويلة المدى مع حماس بدون استعادة جثماني الجنديين الإسرائيليين لدى حماس والمواطنين الإسرائيليين اللذين اجتازا الحدود إلى غزة".

ولفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن جلسة الكابينت أمس استمرت لخمس ساعات استمع فيها الوزراء أيضاً إلى مقترحات التسوية. وفي هذا السياق أشار موقع "يديعوت أحرونوت" إلى ما اعتبره "تشاؤما" في الكابينت الإسرائيلي من فرص التوصل إلى تسوية مع "حماس"، بفعل الفجوة بين مواقف الطرفين.وأشار الموقع إلى ما وصفه "بالعقبات الكثيرة" التي تحول دون ذلك وفي مقدمتها اشتراط حركة "حماس" تحرير أسرى صفقة شاليط الذين تم إعادة اعتقالهم، كشرط أولي لبدء مفاضات بشأن إعاة جثماني الجنديين الإسرائيليَيْن.

 

مشروع تهدئة غزة بين 5 و7 سنوات بمراحل متتالية

 

على نحو متسارع، تسير غزة نحو خيار من اثنين، إما هدوء لوقت أطول وبضمانات أفضل وبتحسن حقيقي للأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية، وإما رفض للمساعي الحالية، ومنها ربما يكون الخيار الموضوع على الطاولة: حرب قاسية.

لكن كلا الخيارين بحاجة إلى أيام لتتضح معالمه، والمرحلة التي تليه، في ظل المعروض حالياً، والذي تُجري قيادة حركة "حماس" في الداخل والخارج نقاشاً حوله في غزة، بعد أن وصل قادة الحركة في الخارج إلى القطاع .

وتؤكد مصادر قريبة من "حماس"، لـ"العربي الجديد"، أنّ خطة التهدئة الحالية، التي يجري نقاشها داخلياً، تنقسم إلى عدة أجزاء متتابعة، وجوهرها الهدوء من غزة مقابل التسهيلات ورفع الحصار وإنهاء تدريجي للقيود المفروضة على الفلسطينيين المحاصرين منذ 12 سنة. والتقدم الذي طرأ أخيراً، وفق مصادر "العربي الجديد"، يرجع إلى نجاح المبعوث الأممي، نيكولاي ملادينوف، في تفكيك نقاط الاشتباك بين غزة وتل أبيب. واستطاع ملادينوف أنّ يقنع إسرائيل بأنّ ملف الأسرى لدى حركة "حماس" منفصل تماماً عن ملف التهدئة، وقد نجح قبل أيام في ذلك، وأبلغ وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بالأمر. ونجح أيضاً في دفع إسرائيل لتجاوز مطلبها بنزع سلاح "حماس" والفصائل في غزة مقابل التسهيلات ورفع الحصار والقيود المفروضة على الفلسطينيين، وهو الشرط الذي أعاق كل محاولات الاتفاق السابقة.

وبعد أشهر من بدء التنفيذ، تبدأ مفاوضات تبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل، برعاية مصرية وأممية، مع تمسك حركة "حماس" بشرطها السابق لبدء تنفيذ هذا الأمر، والذي ينص على الإفراج عن أسرى صفقة جلعاد شاليط الذين أعيد اعتقالهم في الضفة الغربية وعددهم 50 أسيراً. والهدوء مقابل التسهيلات ورفع الحصار، هو العنوان الأبرز لهذه الصفقة التي يجري نقاشها بشكل واسع داخل "حماس"، لكن الحركة قد تواجه مشكلتين، أولهما وجود اعتراض لدى بعض الأقطاب العسكرية فيها على المعروض حالياً، ورغبة هذه الأطراف في تحصيل أفضل الممكن للفلسطينيين، وثانيها الفصائل الأخرى التي قد لا تلتزم بشكل كامل بالاتفاق. 

 

من نفس القسم دولي