دولي

الجمعة الـ19 على حدود غزة: قادة "حماس" في الخارج مع المتظاهرين

حراك العودة مستمر منذ 30 مارس الماضي

تقديرات إسرائيلية: احتمالات التصعيد بغزة أكبر من فرص التهدئة

 

أصيب عدد من الفلسطينيين، الجمعة الماضي برصاص الاحتلال الإسرائيلي وبالاختناق، خلال مشاركتهم في الجمعة الـ19 من "حراك مسيرة العودة وكسر الحصار"، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي عززت وجودها على الحدود، الرصاص الحي والغاز بشكل مبكر على الفلسطينيين الذين استبقوا الموعد الرسمي لانطلاق الفعاليات، وسير الاحتلال طائرات صغيرة للتصوير فوق المتظاهرين وخيام العودة.

وسميت فعاليات هذا اليوم بجمعة "الوفاء لشهداء القدس.. الشهيد محمد طارق يوسف"، وفق ما أعلنت "الهيئة الوطنية لمخيمات العودة"، التي دعت الفلسطينيين للتحشيد والمشاركة الواسعة في الفعاليات، وتأتي هذه الجمعة الحاسمة، في خضم مفاوضات تهدئة بين "حماس" وإسرائيل بوساطة مصرية وأممية، ستظهر ملامحها خلال اليومين المقبلين. وأطلق فلسطينيون مجموعة من البالونات الحارقة على الأراضي المحتلة، ورصد أكثر من سبعة حرائق من جرائها.

وحركت "مسيرات العودة" كل الأطراف المعنية بإعادة الهدوء في القطاع الساحلي المحاصر منذ 12 عاماً. واستشهد خلال قمع الاحتلال المسيرات حتى الآن 150 فلسطينياً، وأصيب 13 ألفاً آخرون، بينهم مصابون بجراح خطرة ما زالوا يمكثون في المستشفيات.

وقال المتحدث باسم "حماس"، عبد اللطيف القانوع، إنّ مسيرات العودة وكسر الحصار "أضحت اليوم أقرب إلى تحقيق أهدافها وجني ثمارها بعد التضحيات العظيمة التي سطرها شعبنا الفلسطيني، وستظل ماضية حتى آخر رمق لإنجاز كامل أهدافها الوطنية".

وشدد القانوع، في تصريح صحافي، على أنّ المشاركة الواسعة لقادة حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية في "مسيرات العودة"، تعكس التحام القادة الوطنيين بشعبنا الفلسطيني وانخراطهم في ملحمته السلمية لمواجهة مشروع تصفية القضية الفلسطينية.

ومن المتوقع أنه إذا ما مضت التهدئة ووافقت عليها "حماس" والفصائل، فإنّ مسيرات العودة سوف تتوقف، لكن هذا التوقف منوط بالإنجازات التي يمكن أنّ تحققها هذه المسيرات، والتي شكلت عبئاً على الأمن الإسرائيلي، بخاصة بعد "ابتداع" الفلسطينيين الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.

 

تقديرات إسرائيلية: احتمالات التصعيد بغزة أكبر من فرص التهدئة

 

إلى ذلك اعتبرت تقديراتٌ عسكرية إسرائيلية أن فرص التصعيد العسكري في قطاع غزة تفوق فرص التوصل إلى تهدئة بين "حماس" ودولة الاحتلال. وقالت صحيفة "معاريف"، في تقريرٍ لها، إن الفجوة بين حماس وإسرائيل لا تزال كبيرة جدا، ما يعزز التقدير بأن فرص التصعيد العسكري أعلى بكثير من فرص التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن هذه التقديرات سائدة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية ككل، وهي تأتي على الرغم من محاولات الأيام الأخيرة للتوصل إلى اتفاق تهدئة، والتي تقوم بها كل من مصر ومبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف. وتدعي الصحيفة، نقلاً عن الجهات الأمنية، أن "حماس" تدير الاتصالات بتوجهٍ متعالٍ، وتفرض شروطاً في عدد من القضايا لا يمكن التوصل إلى حل بشأنها. 

ولفتت الصحيفة إلى أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية لحكومة الاحتلال سيعقد اجتماعاً اليوم الأحد، للبت في ملفات المفاوضات والاتصالات الجارية مع "حماس"، وبشأن تحسين الأوضاع في قطاع غزة. 

في غضون ذلك، تحاول إسرائيل الربط بين ملفي رفع الحصار وتخفيف القيود على قطاع غزة، وملف استعادة جثماني الجنديين المحتجزين لدى "حماس"، ومواطنين إسرائيليين آخرين، فيما تصر "حماس" على معادلة الفصل بين الأمرين، في الوقت الذي تظهر إسرائيل "مخاوف" بحسب الأجهزة الأمنية، من أن يؤدي فشل محادثات المصالحة الفلسطينية الجارية حالياً، إلى تعقيد الوضع في القطاع ودفع "حماس" باتجاه تصعيد عسكري.

وكانت الصحف الإسرائيلية أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى زيارة رسمية كانت مخططة إلى كولومبيا، لأن مدة الطيران تصل إلى 17 ساعة، وهو يريد أن يبقى قادراً على البت في مستجدات التطورات المختلفة، سواء على صعيد مساعي التهدئة مع "حماس"، أم مساعي المصالحة الفلسطينية الداخلية. 

وذكرت صحيفة "هآرتس"، في هذا السياق، أن الاستخبارات المصرية تواصل ضغوطها على قيادة "حماس" من جهة، وقادة السلطة الفلسطينية من جهة أخرى، للوصول إلى اتفاق مصالحة جديد يتفق عليه الطرفان.

 

من نفس القسم دولي