دولي
تقديرات إسرائيلية: لحظة الحسم بغزة تقترب وهامش المناورة يتقلص
الجيش يعتقد أنه لا يوجد ما يبرر شن حملة عسكرية أو الخوض في مواجهة عسكرية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 جولية 2018
أشارت صحف إسرائيلية، الجمعة، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتزم تصعيد رده في مواجهة المظاهرات والنشاطات المختلفة عند الحدود مع قطاع غزة، وبالوقت نفسه تغيير نمط انتشار القوات الإسرائيلية في محيط المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، إثر عملية الطعن أمس في مستوطنة "آدم" القريبة من رام الله.
قالت صحيفة "هآرتس" إن جيش الاحتلال ينوي تشديد وتصعيد دوره العسكري في حال جرت محاولات جديدة للاقتراب من السياج الحدودي مع قطاع غزة أو قذف الجنود على الجانب الآخر من السياج بالحجارة أو قنابل يدوية، بهدف نقل رسالة واضحة لحركة حماس أن هذا سيعني خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار من الأسبوع الأخير.
في المقابل، أشارت الصحيفة إلى أن الجيش يعتزم فحص طريقة وأسلوب نشر قواته مقابل السياج الحدودي، من جهة، والبحث عن القناص الفلسطيني الذي قتل الأسبوع الماضي ضابطا إسرائيليا عند الحدود، دون إسقاط خيار اغتيال هذا القناص في حال التعرف على هويته وتعقب آثاره.
في غضون ذلك، بينت تقديرات صحافية أن هناك نوعا من البلبلة وعدم اليقين لدى جيش الاحتلال بشأن التعليمات التي عممتها حركة حماس على نشطائها بشأن فعاليات مسيرات العودة، وحجم التوتر والعمليات التي يمكن أن ينفذها الفلسطينيون على امتداد السياج الحدودي، وما هي وجهة حماس، مع إقرار عام بأن الحركة، كما دولة الاحتلال غير معنيين بخوض مواجهة عسكرية شاملة.
وذهب مراسل "معاريف" للشؤون العسكرية، طال بار ليف، إلى القول إن التقديرات في جيش الاحتلال تشير إلى أننا "أمام 8 ساعات" حاسمة من شأنها أن تحسم القرار لجهة مستقبل التصعيد العسكري في مواجهة حماس، تبعا للتطورات الميدانية، اليوم.
ووفقا للمراسل فإن التقديرات الإسرائيلية ترى أن هامش المناورة العسكرية، والمفاوضات واتفاقيات وقف إطلاق النار آخذ بالتقلص والتراجع شيئا فشيئا وأن الطرفين يقتربان من نقطة الحسم بعد جولات التصعيد الأخيرة، واتفاقيات وقف إطلاق النار وجولات المحادثات بين الأطراف المختلفة. ووفقا لهذه التقديرات فإما سيؤدي تدهور إضافي في الأوضاع إلى مواجهة واسعة النطاق أو ستنجح المبادرات والاتصالات المختلفة بالعودة إلى التفاهمات التي سادت منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2014.
في المقابل، ذكرت صحيفة "هآرتس" أنه على الرغم من اقتناع قادة الجيش بقدرة حماس على التحكم في مجريات الأمور في القطاع، إلا أن الجيش يعتقد أنه لا يوجد ما يبرر شن حملة عسكرية أو الخوض في مواجهة عسكرية واسعة النطاق، وذلك على الرغم من تصريحات التصعيد التي أطلقها عدد من الوزراء.
وسبق لمراسل القناة العاشرة، ألون بن دافيد، أن كشف خلال هذا الأسبوع أن قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي كانت قد طالبت المستوى السياسي بتأجيل أي عملية عسكرية أو عملية اجتياح واسعة لقطاع غزة للعام القادم، لحين انتهاء الجيش من بناء الجدار الفاصل الذي يبنيه الجيش على عمق كبير في باطن الأرض، كعائق أمام الأنفاق الهجومية التي تحفرها حركة حماس. ويعول الجيش على إنهاء عمليات بناء هذا الجدار حتى العام القادم ليشكل الانتهاء منه تحولا في موازين القوة الاستراتيجي بين إسرائيل وحماس.
في المقابل، كشف تحقيق موسع لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن حركة حماس تمكنت في الأشهر الأخيرة من إطلاق طائرات مسيرة إلى عمق عدد من المستوطنات الإسرائيلية وحتى إلى مواقع عسكرية وإلقاء عبوات ناسفة. وبحسب التحقيق فقد تمكن جيش الاحتلال من مصادرة ومنع وصول نحو 240 طائرة مسيرة كانت حماس حاولت تهريبها واستيرادها من الصين، إلى جانب قيام الحركة بشراء قطع لهذه الطائرات المسيرة لتركيبها في القطاع.
ووفقا للتحقيق المذكور فإن الاحتلال يخشى من استخدام هذا النوع من الطائرات المسيرة، التي تعمل وفق منظومة المروحيات العسكرية، ولها قدرة على الهبوط العمودي، في استهداف ليس فقط مستوطنات إسرائيلية عادية وإنما بالأساس مواقع تابعة للدفاعات الصاروخية الإسرائيلية ولا سيما بطاريات منظومات القبة الحديدية وتفجير هذه البطاريات بواسطة طائرات مسيرة محملة بعبوات ناسفة تقوم بإلقاء أحمالها على مواقع محددة بدقة.
ويشير التحقيق إلى أن الجيش عثر أيضا على أجزاء لبناء هذه الطائرات لنحو 400 منها، دون أن يكون بمقدوره أن يعرف بشكل يقيني ما إذ كانت حماس تمكنت من إدخال عدد كبير من قطع هذه الطائرات التي يتم استيرادها أيضا من الصين، وإخفاء أجزائها وسط كم هائل من قطع الألعاب الإلكترونية التي يتم استيرادها لقطاع غزة.
ويشير التحقيق إلى أن هذا النوع من الطائرات المسيرة يمكنه أن يتحول إلى صواريخ موجهة، من خلال تزويد هذه الطائرات بصواريخ 60 ملم، وإن كانت غير قادرة على حسم مواجهة عسكرية إلا أنها بلا شك سلاح فتاك، خصوصا وأنه لا يمكن اكتشافه بالطرق التقليدية لشبكات الإنذار لأن هذه الطائرات المسيرة لا تحمل بصمة حرارة يمكن تعقبها.
وأضاف أنه مع ذلك يمكن مواجهتها عبر مراقبة مسار الاتصال بين الطائرة المسيرة وجهاز التحكم عبر اعتراض الاتصالات مع القمر الصناعي، ولكن هذا أيضا يمكن التغلب عليه من قبل مشغلي هذه الطائرات، مما يوجب توجيه طائرات مسيرة مزودة بصواريخ لاعتراض هذا النوع من الطائرات المسيرة المحملة بعبوات ناسفة أو صواريخ من طراز 60 و80 ملم.