دولي

عوامل لنجاح المصالحة الفلسطينية

القلم الفلسطيني

انتظر الفلسطينيون عودة محمود عباس من نيويورك على أمل أن يعلن فور وصوله إلى رام الله بوقف العمل بالإجراءات العقابية التي اتخذت بحق قطاع غزة بعد أن حققت حركة حماس شروط عباس التي علق عليها تلك الإجراءات التي أضرت بالنسيج الاجتماعي وشددت من الحصار على قطاع غزة ، والجميع كان يعتقد أن قطار المصالحة سيمضي سريعا بعد أن اعلنت حماس في القاهرة على حل لجنتها الادارية وتمكين حكومة الوفاق من المسئولية على قطاع غزة والعمل على إجراء انتخابات عامة في الضفة والقطاع.

وعلق المواطنون على اللقاء الذي جرى السبت الماضي للجنة المركزية لحركة فتح برئاسة عباس ظانين أن أو القرارات هو وقف العمل بالاجراءات العقابية ولكن خيبة أمل جديدة أصابت المواطن في قطاع غزة لعدم صدور مثل هذا الموقف وفي الضفة خيبة الأمل ازدادت نتيجة تزايد حملات الاعتقال السياسي، الأمر الذي يجعل الجميع في حالة من الشك والقلق مما ستؤول له الأمر وهل بالفعل نحن أمام جولة حقيقة للمصالحة ، أرض الواقع تقول أن شيئا لم يحدث وان مبشرات المصالحة لم يرى منها المواطن شيئا يذكر بل البطء في الاستجابة يجعل الشك سيد الموقف.

صحيح أن عباس اشاد بخطوة حماس وأكد ان موقف حماس في القاهرة هو استجابة لمطالبه ولكن هل يكفي الكلام وعبارات الاشادة والإطناب كي تعتبر خطوة من عباس موازية لخطوة حماس والتي يمكن أن تعطي امل للمواطن؟، أذا استمر الأمر على العبارات والتصريحات ولم يتغير شيئا على أرض واقع فهذا أمر خطير للغاية ويحتاج إلى تدخل الجانب المصري للضغط على محمود عباس من أجل المضي بالمصالحة واول الخطوات وقف الاجراءات العقابية التي اتخذها عباس ضد غزة وسرعة إرسال الحكومة كي تقوم باستلام مهامها في غزة والتي اكدت حركة حماس استعدادها التام لاستقبال حكومة الحمد لله وتسهيل مهامها، ولكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث وتصريحات ضبابية تزيد حالة الشك في موقف عباس ومدى استجابته لتنفيذ المصالحة.

هذا أمل لدى المواطن وأطرف كبيرة داخل المجتمع الفلسطيني أن لا تكون هذه المرة كسابقاتها نهايتها إلى الفشل والعودة للمربع الأول وللمناكفات السياسية التي تضر في النسيجي المجتمعي الفلسطيني وتزيد من الفراق والشقاق.

وحتى تنجح المصالحة الفلسطينية لابد أن تتوفر مجموعة من العوامل يمكن أن تقود لنجاح المصالحة ومنها:

 

1- توفر الإرادة الحقيقية لإنهاء حالة الانقسام وتحقيق الشراكة السياسية "بنوايا حسنة" وبناء الثقة بين الكل الفلسطيني.

 

2- قناعة كافة الأطراف بأن القضية الفلسطينية بحاجة إلى الكل الفلسطيني، وأنه لا يستطيع أي تنظيم تحمل المسؤولية كاملة، وهذا يعني الإيمان بالشراكة السياسية، كل حسب إمكانياته؟

 

3- أن يجلس الفلسطينيون على طاولة حوار واحدة لبناء استراتيجية فلسطينية يتوافق عليها الجميع من أجل النهوض بالقضية الفلسطينية والمشروع الوطني.

 

4- عدم السماح للأطراف الخارجية (إقليمية أو دولية ) بالتدخل في الشأن الفلسطيني، والاعتماد على الشعب الفلسطيني وقواه الحية لأن كل الرهانات على غير الشعب الفلسطيني ووحدته سقطت.

 

5- الابتعاد عن التحالفات الاقليمية لأن القضية الفلسطينية قضية لازالت بحاجة إلى دعم من كل الأطراف وأن يكون الفلسطينيون على مسافة واحدة من الجميع وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية والاسلامية والاصطفاف إلى طرف على حساب طرف آخر.

 

نعتقد أن هذه العوامل لو توفرت قد تكون مقدمة حقيقة لأنهاء الانقسام والعودة إلى وحدة الصف والموقف في ظل مرحلة هي الأخطر على القضية الفلسطينية.

 

 مصطفى الصواف

 

من نفس القسم دولي