الحدث

أحزاب تستنكر "خطوة أويحيى" وتصفها بـ"الإقصاء غير المبرر"

بعد لقائه برؤساء أربع مجموعات برلمانية محسوبة على الموالاة ورؤساء أحزابها

المستقبل: تصرف أويحيى يميل للإقصاء ولا مبرر له سياسيا وبرلمانيا

حمس: اجتماع أويحيى مع الموالاة لا يقلقنا بل يؤكد وجود شك وخوف

الاتحاد: المسؤولية التاريخية والوطنية تقتضي التجند لمعالجة الأزمة وليس إيجاد معارك جانبية

  

توالت ردود الفعل بخصوص "انفراد الوزير الأول في اجتماع مع رؤساء المجموعات البرلمانية المحسوبة على الموالاة رفقة رؤساء أحزابها". واعتبر تكتل جبهة المستقبل "تصرف أويحيى" بمثابة "إقصاء غير مبرر لا سياسيا ولا برلمانيا"، فيما لفتت المجموعة البرلمانية لتكتل الاتحاد أن "المسؤولية التاريخية والوطنية تقتضي التجند لمعالجة الأزمة وليس إيقاظ معارك جانبية"، بينما قال قيادي حركة حمس أن "الاجتماع هذا عادي لكنه يؤكد حقائق واقعية بشأن وجود حالة خوف وشك وعدم انسجام داخل المجموعات البرلمانية للموالاة"، إلا أن اللافت، حسب مراقبين، في "اجتماع أويحيى" هو "تأكيده لاتهامات المعارضة بتغول الجهاز التنفيذي على الهيئة التشريعية بالرغم من العهدة الجديدة للبرلمان التي لم يتم يتجاوز عمرها 4 أشهر فقط".

وسألت "الرائد" بعض المجموعات البرلمانية حول قراءتها لاجتماع الوزير الأول مع رؤساء أربع كتل برلمانية فقط، وموقفها من مبادرة أويحيى في ظل الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها خلال مناقشة قانون المالية ومشروع القرض والنقد ومخطط عمل الحكومة.

 

الاتحاد: المسؤولية التاريخية والوطنية تقتضي التجند لمعالجة الأزمة وليس إيجاد معارك جانبية

 

أما النائب عن تكتل الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، سليمان شنين، فأدرج "اجتماع أويحيى ضمن محاولة التعبئة التي تقوم بها الحكومة وأحزاب الموالاة لتمرير مخطط عمل الحكومة وما يتضمنه من إجراءات اقتصادية ومالية جديدة"، وأضاف: "الحكومة تحاول الضغط على الرأي العام في مواجهة الحقائق المرة التي أقرت بها هي نفسها، وهي محاولة لتمييع أي خطاب عقلاني يتحدث عن طبيعة الأزمة الحالية"، مضيفا: "فشل خيارات الحكومة في حل الأزمة ومعاجلتها صار واقعا مقرا به ولا يقبل الاستمرار"، لافتا "من حق أويحيى أن يتحدث مع المتحالفين معه، لكن المسؤولية التاريخية والوطنية تقتضي التجند لمعالجة الأزمة وليس إيجاد معارك جانبية".

وعن توقعاتهم حول انعكاسات خطوة أويحيى برلمانيا وسياسيا، قال النائب شنين: "نحرص نحن بصفتنا نوابا للشعب على النقاش العام وإبداء موقفنا من المشاريع المطروحة في البرلمان، بينها مخطط عمل الحكومة، لكن لا يمكننا الحديث عن تمرير اقتراحات ملموسة للنواب ما لم تبادر الحكومة بالاستماع للأطراف الأخرى". وختم النائب: "استمرار نفس السياسات لدى الحكومات المتعاقبة ينذر حسب الخبراء والمؤشرات بانفجار وشيك على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية، في ظل أحادية الرأي والتوجه التي تنتهجها الحكومة في التعامل مع الشركاء السياسيين".

 

حمس: اجتماع أويحيى مع الموالاة "لا يقلقنا" بل يؤكد وجود عدم انسجام في بيت الموالاة 

 

قال رئيس المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش، أن اجتماع أويحيى بصفته وزيرا أول "هو حرٌ فيما يدعو للحوار، ونحن غير معنيين بهذا اللقاء، لأنه متعلق بمساندة مخطط حكومته". وأضاف: "موقعنا الطبيعي الآن هو في المعارضة، ولسنا أحزابا أو لجان مساندة، والظاهر أنه معني بترميم بيت الموالاة الداخلي، والسعي وراء ما تبقى من القاعدة السياسية لها". وعن قراءة حمس لمبادرة الحكومة، قال القيادي فاروق طيفور أن "هذا اللقاء لا يقلقنا كحزب سياسي بل في الحقيقة يؤكد وجود مخاوف وشك وعدم انسجام داخل المجموعات البرلمانية للموالاة"، مضيفا: "هذه طريقة جديدة في تسيير الشأن العام، لأنه من المفروض أن الحكومة والسلطة أخذت درسا من مناقشة قانون المالية لسنتي 2016 و2017 ولا تعيد الكرة". وأضاف حمدادوش: "كل حزب أو كتلة برلمانية سيدة في اتخاذ موقفها من هكذا حوار، ونحن لسنا ضد الحوار من حيث المبدأ، ولكنه لابد أن يكون حوارا شاملا لا مجزأً، وبإرادة سياسية حقيقية وليس ظرفيا".

وفي نقطة أخرى، قال القيادي طيفور أن "اجتماع أويحيى يبرز عدم وجود هيئة تشريعية مستقلة عن الجهاز التنفيذي لأنه يمثل أمين عام الأرندي وفي الوقت نفسه هو وزير أول، وهذا يؤكد عدم وجود فصل بين السلطات في الجزائر"، مفصلا: "بعد ثلاثة أشهر من تمرير مخطط عمل الحكومة التي قادها تبون، يأتي حاليا مخطط عمل حكومة أخرى منبثق عن نفس البرنامج، ثم يتم عقد اجتماع بهذا الشكل من أجل إحداث انسجام وإزالة الخوف والشك الموجود لدى أحزاب الموالاة، فهذا شيء غير طبيعي". أما زميله في الحزب القيادي حمدادوش فاعتبر أن "العمل التشاركي والتنسيقي بين الكتل البرلمانية قرار استراتيجي وليس ظرفيا خاصا بمخطط عمل الحكومة فقط، وإن كنا نعلم مسبقا أن المنطق العددي سيمرّر كل ما يأتي من الحكومة"، مضيفا: "تتحمل أحزاب السلطة المسؤولية الكاملة عن ذلك، إلا أن هذا لا يعفينا من مسؤولية إقامة الحجة وإبراء الذمة والقيام بالواجب من حيث المبدأ في معركة الوعي".

  

المستقبل: تصرف أويحيى يميل للإقصاء ولا مبرر له سياسيا وبرلمانيا

 

أما رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة المستقبل، الحاج بلغوثي، فاعتبر اجتماع أويحيى مع رؤساء بعض المجموعات البرلمانية بمثابة "تصرف يميل للإقصاء الذي لا مبرر له". وقال بلغوثي: "نحن في جبهة المستقبل لم تتم دعوتنا لا حزبيا ولا برلمانيا، ولا ندري هل أويحيى التقى رؤساء المجموعات البرلمانية بصفته وزيرا أول أو أمينا عاما لحزب الأرندي"، مضيفا: "إذا أكد أويحيى استقباله للمجموعات البرلمانية وأحزابها بصفته وزيرا أول فهو عين الإقصاء". واعتبر النائب أن "خطوة أويحيى لا تخدم العمل البرلماني ولا تخدم العمل الحكومي ولا تخدم الجزائر بصفة عامة في ظل الأزمة الحالية"، لافتا: "هذا يؤكد عدم وجود نية صادقة لدى الحكومة لإشراك كل الأحزاب في الحلول للأزمة الحالية".

ومن جهة ثانية، قال بلغوثي: "جبهة المستقبل ستناقش برنامج الحكومة وتدعو للابتعاد عن ثقافة الأنا والذي يرى نفسه هو الكفء والمنقذ للبلاد، لأن هذا لا يخدم الجميع"، مضيفا: "الحكومة ستتحمل لوحدها المسؤولية عن هذا الإقصاء". وفي جانب آخر، ذكر النائب أن "المجموعة البرلمانية لجبهة المستقبل ستتخذ موقفا في إطار الحزب عند قراءته للخطوة وخلفياتها"، مختتما: "لا نتسرع في اتخاذ المواقف، لكن نظرتنا للأمور لن تتغير سواء مع الحكومة أو الموالاة أو المعارضة".

يونس. ش

 

من نفس القسم الحدث