دولي

الجمعة الثانية من رمضان: 250 ألفا يصلون في الأقصى

قمع المسيرات الأسبوعية مستمر

 

 

أدى أكثر من 250 ألف مصل، صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان، في المسجد الأقصى، وسط تدابير أمنية مشددة للاحتلال، وارتفاع كبير جداً في درجات الحرارة أوقع العشرات من حالات الإغماء والإعياء الشديد نقلوا جميعاً إلى عيادات ومراكز طبية داخل ساحات الأقصى، بينما حولت بعض الحالات إلى مستشفيات المدينة القريبة خارج أسوار البلدة القديمة.

وقدر مدير عام أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، في تصريح خاص، لـ"العربي الجديد"، أعداد المصلين اليوم قرابة 250 ألفاً قدموا إلى الأقصى منذ ساعات الفجر وحتى قبيل قيام الصلاة من مختلف مدن الضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 1948، إضافة إلى 100 فلسطيني من قطاع غزة سمحت سلطات الاحتلال لهم بالوصول لأداء الصلاة وجلهم من النساء وكبار السن، وهو العدد ذاته تقريباً من المصلين الذين أدوا صلاة الجمعة الأولى.

وأكد الخطيب، أن إدارة الأوقاف الإسلامية بصفتها المسؤول المباشر عن المسجد الأقصى اتخذت، تدابير خاصة لتأمين سلامة المصلين بسبب ارتفاع درجات الحرارة ووقوع العديد من حالات الإغماء والإعياء، مضيفاَ أن "موظفي الأوقاف وحراس المسجد الأقصى عملوا جنباً إلى جنب مع مفوضية الكشافة الفلسطينية وفرق النظام التابعة لها، إضافة إلى الطواقم الطبية والتمريضية لحفظ الأمن والنظام وتأمين السلامة العامة لرواد الأقصى اليوم".

واستنكر الخطيب إجراءات المنع التي طاولت آلاف الشبان من أبناء الضفة الغربية ممن قلت أعمارهم عن ثلاثين عاماً من دخول القدس والوصول للأقصى، واصفاً هذه الإجراءات بأنها "مس خطير بحرية العبادة والصلاة".

كذلك، ندد الخطيب بمحاولة 7 مستوطنات التسلل لساحات الأقصى ما بين صلاتي العشاء والتراويح، مستغلات الازدحام الشديد على الأبواب، مشيداً بيقظة حراس الأقصى الذين أحبطوا هذه المحاولة، والتي كان يمكن أن تؤدي إلى وقوع ما لا يحمد عقباه.

 

بدوره، ندد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في خطبة صلاة الجمعة، بإجراءات الاحتلال التي حالت دون وصول آلاف المصلين للأقصى. ودعا إلى تمكين هؤلاء من أداء صلواتهم بحرية ودون قيد وشرط، ودعا إلى وحدة الصف العربي محذراً من التشرذم والانقسام والذي يعود بالضرر الفادح على قضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين.

وندد صبري بالتصريحات التي نادت بالسيادة اليهودية على الأقصى، ووصفها بـ"أنها عوار ومشبوهة، مؤكداً على إسلامية الأقصى وحائط البراق، وندد أيضاً باجتماع حكومة الاحتلال أسفل المسجد الأقصى، قائلاً إنها رسالة للعرب والمسلمين والعالم جميعاً.

وفيما يتعلق بعمل فرق النظام ومفوضية الكشافة والعيادات الطبية في باحات الأقصى، قال رئيس المفوضية، ماهر محيسن، لـ"العربي الجديد"، إن العشرات من عناصر المجموعات الكشفية انتظموا في فرق نظام أمنت وصول المصلين إلى الساحات بيسر وسهولة، كما عملت على تأمين خروجهم، كما ساعدت في نقل بعض من أصيبوا بالإعياء إلى عيادات الإسعاف داخل المسجد، مشيرا إلى أن ذلك تم بدعم وتنسيق كاملين من إدارة الأوقاف.

إلى ذلك، قمعت قوات الاحتلال المشاركين في مسيرات الضفة الغربية المحتلة المناهضة لبناء جدار الفصل العنصري والرافضة لمصادرة الأراضي لصالح توسيع وبناء المستوطنات، وفي قرية كفر قدوم شرقي مدينة قلقيلية، أصيب العشرات بحالات الاختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، جراء مهاجمة جنود الاحتلال للمشاركين في مسيرة القرية الأسبوعية المطالبة بفتح الشارع الرئيسي المغلق على مدخل القرية منذ اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية مطلع عام 2000.

وقال المتحدث باسم المسيرة مراد شتيوي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال استهدفت الشبان المشاركين في المسيرة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة أعقبها اقتحام للقرية وإغلاق لمداخلها ومطاردة الشبان بغرض اعتقالهم، إضافة إلى تعمد جنود الاحتلال إطلاق قنابل الغاز باتجاه المنازل في هذه الأجواء الحارة جدا.

  

أمال. ط/ الوكالات

 

من نفس القسم دولي