دولي
هل خروج حماس من قطر مصلحة خليجية؟!
مغادرة بعض قيادات الحركة قطر قد يصبح أمراً واقعياً
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 جوان 2017
رغم ثبوت عدم صحة المزاعم عن طلب قطر من قيادات في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مغادرة أراضيها بعد الحملة التي تشن على الدوحة، وتشير ملامحها أن استضافتها لحماس، ودعمها لقطاع غزة في وجه الحصار، هي أحد أبرز أسبابها، إلّا أن الظروف الحالية التي أعقبت زيارة دونالد ترمب للمنطقة تجعل مسألة مغادرة بعض قيادات الحركة قطر أمراً واقعياً، لكن السؤال الذي يطرحه المراقبون هل فعلا إخراج قيادات حماس من قطر مصلحة خليجية؟!
لم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها قيادة حماس للخروج من بلد عربي، فقد أخرجت من الأردن لنفس الأسباب، وخرجت من سوريا لأسبابٍ مختلفة، ولكن في ظروفٍ مشابهة، وبعض قياداتها خرجت من تركيا ومصر والسعودية ومن دول عربية وإسلامية أخرى، لكن الحركة لا تزال ثابتة على مبدئها الرافض التدخل بشؤون عربية وإسلامية داخلية كون بوصلتها محددة نحو القضية الفلسطينية.
وعلى الرغم من الاتهامات المفبركة للحركة تارة، أو محاولات شيطنتها تارة أخرى، إلا أن أدبياتها التي أوضحتها وثيقتها السياسية، وسلوكياتها وممارساتها على الأرض؛ تؤكد على عدم انحراف بوصلتها عن مبدأ مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي" داخل فلسطين المحتلة، وهو ما جعلها من حركات التحرر الوطنية الإسلامية التي تشكل رافعة جماهيرية للبيئات الحاضنة لها منذ تاريخ نشأتها وحتى اليوم، فأينما وجدت الحركة اتجهت بوصلة المسارات السياسة إقليميا ودوليا.
وفي حديث مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، يطرح الباحث صلاح الدين العواودة، تساؤلات يجعل منها محاذير يتوجب على الدول العربية استدراكها، في حصر خيارات حماس في حال استمرار التضييق على قيادتها في الخارج، ويوضح العواودة أن من يسعى خلف إخراج قيادات حماس من الدوحة، يدفع باتجاه حصر الخيارات أمامها في عددٍ قليلٍ من الدول التي قد تنتقل لها، وهي ذات الخيارات التي تعبر دول الخليج عن تخوفاتها منها.. وهذا تناقض كبير في القول والسلوك! فمن يسائل حماس عن اقترابها وابتعادها، هل سأل نفسه أولا، ما الذي أبقاه من خيارات الاقتراب والابتعاد!
ويضيف بالقول: "كيف يتم الدفع بحركة تحرر وطني واضحة المبدأ والممارسات، وتضرب جذورها وفروعها في كل شارعٍ، وفي كل حيٍّ عربيٍّ وإسلامي تتواجد فيه، للخروج أو العزل، بدلا من تقديم الدعم وتعزيز العلاقة بها".!
ويتساءل العواودة: "إذا كان المقصود تقوية الصف العربي والخليجي تحديداً، فهل إخراج حماس من هذا المعسكر، وقطع العلاقات معها نهائياً؛ سيقوي هذا الصف؟!؛ وفي ظل تعرض المنطقة لأعنف زلزال جيوسياسي في تاريخها، هل يفرط عاقل بهذه الورقة، وجماهيرها في كل البلاد العربية والإسلامية".
ويشير العواودة إلى "أنه حتى لو كان الخيار الأصعب هو الوحيد أمام حماس، وهو التوجه إلى منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، والقبول بالتسوية وشروط الرباعية، ووضع رأسها في ربقة أوسلو أسوة بكل فصائل المنظمة وأنظمة (الاعتدال) العربي؛ فهل هذا يخدم دول الخليج أم يخدم إسرائيل؟! وهل يكون تسليم المقاومة لسلاحها في ظل تغوُّل اليمين الصهيوني والاستيطان وتهويد القدس، سيقوّي الموقف العربي والفلسطيني أم سيقوّي الموقف الصهيوني المتطرف؟!"
ويختم بالقول إن قطع دول الخليج علاقاتها بقيادة الحركة، وإخراجها، تكون بذلك ألقت بكل أوراق القوة لديها في ظل حالة المتغيرات الإقليمية، وبالتالي فإن دول الخليج ستخسر ورقة قوة، وثقلاً كان يرجّح كفّتها ولو قليلاً في ظل العواصف العاتية التي تضرب المنطقة منذ ستة أعوام على الأقل".
القسم الدولي