دولي

دراسة: الفلسطينيون الخاسر الأكبر من زيارة ترمب للمنطقة

سجلت ثلاثة مواقف "إسرائيلية" من زيارة ترمب

 

 

رأت دراسة فلسطينية، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، للسعودية وللأراضي الفلسطينية المحتلة، تمثل "انقطاعا" عن الموقف الأمريكي التاريخي وخاصة موقف إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني- "الإسرائيلي"، كما أنها تشكل تبنيا للمواقف العربية في البيئة الإقليمية. 

وأكدت الدراسة الصادرة عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، ونشرت على موقعهم الإلكتروني، أن الجانب الفلسطيني تراءى كونه الجانب الغائب في هذه الزيارة.

ولاحظت الدراسة أنه ظهرت في النقاش "الإسرائيلي" حول زيارة ترمب وتصريحاته ثلاثة مواقف مركزية.

الموقف الأول -بحسب الدراسة- ويمثله اليمين "الإسرائيلي" الذي عدّ أن توجه ترمب وتصريحاته تنسجم بشكل كامل مع توجهات الحكومة "الإسرائيلية" ومع اليمين "الإسرائيلي".

أما الموقف الثاني، وتمثله المعارضة "الإسرائيلية"، التي عدّت أن توجه ترمب ينسجم في مجمله مع التوجهات التي دعت إليها خلال السنوات السابقة في مواجهة مواقف الحكومة "الإسرائيلية" الحالية.

فيما يرى أصحاب الموقف الثالث، أن ترمب لم يقدم أي شيء؛ لأنه لا يعلم شيئا وليست عنده أي رؤية لا للصراع ولا للتسوية بين الجانبين، مدللة على ذلك بأن ترمب لم يذكر في خطاباته أي شيء فيما يتعلق بالتسوية، حتى إنه لم يذكر نقطة البداية للمفاوضات بين الجانبين. 

ورأت الدراسة أن ترمب حاول إرضاء الجميع في خطاباته؛ فهو لم يذكر شيئًا عن الحقوق السياسية لكنه لم يؤكد شرعية "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما تحدث عنه حول "إسرائيل" والشعب اليهودي كان خطابا عاطفيا تاريخيا، ولم يعنِ أي شيء في الجانب السياسي، بحسب الدراسة.

كما عدّت الدراسة أن زيارة ترمب لـ"إسرائيل" عبارة عن زيارة دينية وزيارة بين أصدقاء، مشيرة إلى أنه "لا يمتلك شيئًا، وغير مطلع على شيء، ولا يعرف طبيعة الصراع ولا شكل الحل، وأن زيارته جاءت تحصيل حاصل لزيارته المركزية في الرياض واجتماعه مع قادة الدول العربية والإسلامية"، مؤكدة أنه "ما كان ليتجاهل إسرائيل في هذه الزيارة، وإلا سيكون مثله مثل أوباما الذي يحرص ترمب على أن يظهر بعكسه تماما".

وفيما يتعلق بالتصريحات التي أطلقها ترمب في "إسرائيل"، رأت الدراسة أنها لم تكن مختلفة من حيث المضمون عن تصريحاته خلال زيارة نتنياهو للولايات المتحدة في شباط/فبراير الماضي، إذ بقي ترمب على مواقفه من الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"، وذلك على الرغم من زيارته للرياض والتقائه مع الزعماء العرب والمسلمين.

وأشارت إلى أن ترمب لم يتطرق إلى الاستيطان معيقًا للسلام، ولم يذكر الحقوق الفلسطينية في تقرير المصير، وتحدث عن الخطر الإيراني خطرا مركزيا على الشرق الأوسط، وتحدث عن "الإرهاب"، كما أنه خلال زيارته الحالية سواء في الرياض أو بيت لحم أشار إلى أن حركة "حماس" الفلسطينية هي حركة "إرهابية"، وأن على السلطة الفلسطينية أن تتوقف عن دعم وتمويل "الإرهاب".

إلا أنها رأت أن الاختلاف الوحيد، هو أن ترمب بعد زيارته للرياض لم يكرر استعمال مصطلح "الإرهاب الإسلامي"؛ بل استعمل مصطلح "الأيديولوجية المتطرفة" مكانها.

وبخصوص موضوع الاستيطان، بينت الدراسة أن ترمب بات أكثر تفهما للمصالح "الإسرائيلية"، وأكثر انسجاما مع توجهات الحكومية "الإسرائيلية"، حيث لم يذكر خلال زيارته موضوع الاستيطان بتاتا.

وخلصت الدراسة إلى أن زيارة الرئيس الأميركي للشرق الأوسط مثلت تأييدا للموقف العربي المركزي فيما يتعلق بالبيئة الإقليمية، ومثلت تبنيا للموقف "الإسرائيلي" فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" أو على الأقل مثلت تبنيًا للرؤية "الإسرائيلية" حيال نقطة الانطلاق نحو تسوية الصراع، وأن هذا هو ما فعله ترمب في زيارته.

وأضافت أنه في ضوء ذلك، فإن الجانب الفلسطيني كان الجانب الغائب في زيارة ترمب إلى المنطقة و"إسرائيل"؛ كونه تجاهل الموضوع الفلسطيني في زيارته العربية، وتجاهل الحقوق الفلسطينية في زيارته لـ"إسرائيل".

 

 

أمال. ص/ الوكالات

من نفس القسم دولي