دولي

مصادر صهيونية ترى أن زيارة ترامب أعادت الفلسطينيين مائة عام للوراء

هذه هي المرة الأولى التي لا يملك فيها الفلسطينيون أي تعهد بنتائج المفاوضات

 

 

في الوقت الذي ألغى رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو مؤتمراً صحافياً بهدف تلخيص زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل، رأى مصدر سياسي رفيع المستوى في حديث مع موقع "معاريف"، أن زيارة ترامب أدت إلى "عودة الفلسطينيين مائة عام إلى الوراء".

 

وأوضح المصدر، الذي لم يكشف الموقع عن هويته، أن "هذه هي المرة الأولى التي لا يملك فيها الفلسطينيون أي تعهد أو وعد بنتائج المفاوضات مع إسرائيل، لذلك هناك فرصة حقيقية أن يؤدي التحرك الأميركي في حال بلورته لمبادرة سياسية إلى تحريك العملية السياسية المجمدة منذ سنوات". وبحسب المصدر الإسرائيلي، فإنه منذ أن أعلنت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عام 2003 عن "خارطة الطريق"، كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعرف أن نهاية المفاوضات ستفضي إلى حل يقوم على دولتين على أساس حدود وقف إطلاق النار عام 49، واليوم فإن الإدارة الجديدة تحمل توجهاً براغماتياً من عالم الأعمال والصفقات لا يحدد نتائج المفاوضات مسبقاً، ولا يفرض نتائجها على أي من الطرفين، بل تحدد قالباً وإطاراً للمحادثات وسيكون على الطرفين أن يتوصلا للنتائج بمفردهما". في المقابل، اعتبرت الصحف الإسرائيلية، أن خطاب ترامب رغم مناصرته لإسرائيل إلى حد وصفه من قبل يوسي فيرتير في "هآرتس"، بأنه خطاب صهيوني أجوف، إلا أنه لم يحمل في طياته أية بشرى حقيقية لجهة طبيعة الحل أو الصفقة التي يريدها الرئيس ترامب. وقد أبرز كتاب الأعمدة والمقالات في "هآرتس" الجوانب "الإيجابية" لجهة تأييد حكومة اليمين في إسرائيل مقابل خلو خطابات ترامب من أي جوهر حقيقي للفلسطينيين، بل إن الكاتبة عميرة هيس ذهبت إلى القول، إن من استمع لخطاب ترامب في متحف إسرائيل، ولا يعرف الوقائع على الأرض، من شأنه أن يظن أن الفلسطينيين هم من يُمرّرون حياة الإسرائيليين ويضطهدونهم. وعرضت الصحيفة في افتتاحيتها أن الفرصة سانحة اليوم حتى باعتراف نتنياهو لتحقيق السلام، وأن كل الذرائع والمبررات لعدم الاتجاه لمفاوضات حقيقية قد انتهت اليوم، ولا مكان لها بعد الآن، وبالتالي حانت الآن ساعة نتنياهو التاريخية لترجمة إرادته بالسلام إلى أفعال.

من جهة ثانية، وعلى الرغم من أن غالبية المحللين في الصحف الإسرائيلية، أكدوا الانحياز الأميركي للرواية الإسرائيلية كما بدت في خطابات ترامب، غير أن بعضهم ذهب للتحذير من مغبة إفشال مبادرة ترامب وتحطم حلمه بالتوصل إلى هذه الصفقة. وهو ما اعتبره الكاتب شلومو بيوتركوفسكي في "يديعوت" سبباً يجب أن يثير القلق لدى نتنياهو وأوساط اليمين لا سيما على ضوء الحماس الذي يبديه ترامب في هذا المضمار. أمّا محرر الشؤون الدولية في القناة العاشرة، نداف أيال، فلفت إلى أن ترامب رجل الأعمال نجح عملياً في الترويج لبضاعته وبيعها بنجاح كامل بحيث تحول الملك السعودي لبطل في نظره، وحظي الإسرائيليون بالتعاطف معهم، وكان الفلسطينيون الأقل حظاً من بيع الجميع مع ذلك خرجوا راضين. وأشار أيال إلى أن هناك فجوة في العالم الحقيقي بين "هذه المبيعات" وبين الحياة الواقعية. بينما ذهبت الكاتبة سيما كدمون، في "يديعوت"، إلى القول هي الأخرى أن خطاب ترامب على ما جاء فيه من تأييد لمواقف اليمين وتجاهل أي ذكر لحق تقرير المصير للفلسطينيين وحل الدولتين، لم يختلف عما سبق وقاله ترامب لنتنياهو خلال لقائهما في واشنطن، وهذا يفسر بالتالي سبب سرور وفرح اليمين بخطاب ترامب وزيارته، لأن معنى ما قاله الأخير خلال زيارته لإسرائيل "هو افعلوا ما بدا لكم".

 

أمال. ص/ الوكالات

 

من نفس القسم دولي