دولي

إضراب شامل في فلسطين ومخيمات الشتات تضامناً مع الأسرى

في ظل تدهور حالاتهم الصحية ونقل الكثير منهم إلى المستشفيات

 

 

دخلت أمس، كافة المحافظات الفلسطينية في القدس والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وفي مخيمات الشتات، في إضراب إسناداً ومناصرة للأسرى المضربين عن الطعام في يومهم السادس والثلاثين، في ظل تدهور حالاتهم الصحية ونقل الكثير منهم إلى المستشفيات مقابل تعنت إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي في تلبية مطالبهم الحياتية، التي شرع الأسرى بالإضراب لأجلها.

وأكّد عضو اللجنة الوطنية لإسناد إضراب الأسرى الفلسطينيين، وهي الجهة التي دعت للإضراب الشامل، عصام بكر، أن "هذا الإضراب يأتي في سياق التوحد والتلاحم مع الأسرى، ويشمل فلسطين التاريخية والشتات، وهو يرسل عدة رسائل بأن الفلسطينيين موحدون ومتلاحمون خلف الأسرى، وللضغط على حكومة الاحتلال بالاستجابة لمطالب الأسرى، ورسالة للمجتمع الدولي بأنه آن الأوان لأن يتخذ خطوات حقيقية وخاصة من قبل الأمم المتحدة، في ظل الخطورة الحقيقية على حياة الأسرى والعمل لإنقاذ حياتهم، وتلبية مطالبهم الإنسانية".

ولفت بكر إلى أن هذا الإضراب نفذ بالتنسيق مع اللجنة الوطنية العليا لإسناد إضراب الأسرى، ومن خلال لجنة المتابعة العربية في الداخل الفلسطيني المحتل، ومن خلال التنسيق مع القوى والفعاليات في مخيمات الشتات الفلسطيني. وأغلق نشطاء فلسطينيون منذ ساعات الصباح الأولى، شوارع مدن وبلدات في الضفة الغربية، وخاصة الطرق المؤدية إلى مدينة رام الله، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها، وتوقفت حركة السير والنقل العام، وتعطلت الدراسة في المدارس والجامعات الفلسطينية.

ويأتي هذا الإضراب، وهو الثاني من نوعه خلال شهر، استجابة للجنة الوطنية الفلسطينية العليا لإسناد الإضراب، والتي دعت إلى أسبوع تصعيدي في الفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين، بينما سيشهد اليوم، فعاليات ومسيرات تتجه إلى الحواجز العسكرية الإسرائيلية ونقاط التماس مع الاحتلال. ومن بين الفعاليات التي دعت لها اللجنة الوطنية لمساندة الإضراب؛ مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وإضراب جزئي شهدته محافظات الضفة الغربية ولعدة ساعات، وتكثيف التواجد في خيام الاعتصام والتضامن مع الأسرى، والمشاركة في مسيرات شعبية عارمة، وتنفيذ إضراب ليوم واحد، وهو اليوم الإثنين، علاوة على أن يكون يوم الجمعة المقبل يوماً للصلاة في الساحات العامة ومن ثم الانطلاق في مسيرات إلى الطرق الالتفافية وبوابات السجون ونقاط الاحتكاك مع الاحتلال.

وعن أوضاع الأسرى، قالت اللجنة الإعلامية لإضراب الأسرى، إن "عدداً من الأسرى المضربين في عزل سجن (نيتسان الرملة) دخلوا مرحلة صحية حرجة، وعلى أثرها جرى نقل عدد منهم إلى المستشفيات المدنية الإسرائيلية". ونقل محامي هيئة الأسرى إيهاب الغليظ، الذي تمكن من زيارة الأسيرين حافظ شرايعة من بيت لحم ومنصور فواقه من رام الله، أن أعراضاً صحية خطيرة تظهر على المضربين منها: فقدان الوعي بشكل متكرر، غثيان وتقيؤ، وأوجاع شديدة في الرأس والأطراف، وانخفاض في ضغط الدم ونبضات القلب، علاوة على انخفاض أوزانهم بما لا يقل عن 15 كيلوغرام. وذكر الأسيران أن عدد المضربين في عزل "نيتسان"، (72) أسيراً، محتجزاً في ظروف قاهرة ومأساوية. على صعيد آخر، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام آلاف المستوطنين لقبر يوسف في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، ما أوقع العديد من الإصابات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وفق ما ذكرت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطيني ومصادر صحافية. من جانب آخر، ذكرت مراكز إعلامية مقدسية أن مجموعات من المستوطنين اقتحمت باحات المسجد الأقصى، ضمن الاقتحامات اليومية للمستوطنين والتي تتم بالقوة بحماية من قوات الاحتلال، على فترتين صباحية وبعد الظهيرة.

  

من نفس القسم دولي