دولي
حماس تعلن عن وثيقتها وتتمسك فيها بالثوابت والحقوق
حملت رؤيتها وسياساتها في المرحلة المقبلة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 ماي 2017
• بدران: وثيقة حماس جاءت تتويجًا لسياسات مورست سابقًا
• الرجوب: نأمل أن تشكل وثيقة "حماس" أساسا لانطلاقة جديدة
عبر أمين سر اللجنة المركزية لـ"حركة فتح"، جبريل الرجوب، الثلاثاء، عن أمله بأن تشكل وثيقة "حركة حماس" الجديدة أساساً لانطلاقة جديدة لصياغة وحدة وطنية فلسطينية، ويعتبر تصريح الرجوب أول رد رسمي لـ"فتح" حول إعلان وثيقة "حماس" الإثنين، فيما امتنع إعلام "فتح" الرسمي عن الإدلاء بأي مواقف أخرى، وكذلك فعلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، وقال الرجوب، في حديث لإذاعة "فلسطين" الرسمية، صباح أمس: "نحيي هذا الإدراك المتأخر لحركة "حماس"، لأنها جزء من الشعب الفلسطيني، إضافة إلى تبنيها الواقعية السياسية في الوثيقة التي تشمل إقامة دولة فلسطينية"، على صعيد آخر نفى المتحدث باسم حركة "حماس"، حسام بدران، أن تكون وثيقة حماس التي أعلن عنها في الدوحة (قطر)، "تسويقًا للحركة لدى أي جهة كانت".
قال حسام بدران في حديث لـ "قدس برس" الثلاثاء إن شرعية حركة حماس جاءت أولًا عبر الالتفاف الجماهيري حولها؛ "ودليل ذلك الانتخابات المتعددة داخل فلسطين"، ثم شرعية المقاومة والإنجاز والتضحيات، وأضاف: "لا أعتقد أن هناك أي شيء مفاجئ في وثيقة حماس، إذ إن كل بنودها سبق لحماس أن مارستها أو أعلنت عنها في مناسبات عديدة"، متابعًا: "عمليًا.. الوثيقة جاءت تتويجًا لسياسات مورست سابقًا، وليس لإحداث تغيير في التحرك لاحقًا".
وأردف القيادي في حماس: "تسويق الحركة مقبول في العمل السياسي، شرط أن لا يكون على حساب الثوابت الوطنية"، وشدد بدران على أن موقف حركة "حماس" من "الإخوان المسلمين"، لم يتغير، مؤكدًا: "موقفنا من الإخوان لم يتغير عما كان عليه في أوج قوتهم وحضورهم السياسي في المنطقة، نحن نفتخر بانتسابنا إلى المدرسة الفكرية الوسطية الإخوانية".
واستطرد: "لكننا حركة تحرر فلسطينية (في الإشارة إلى حماس)، نأخذ كل قراراتنا ومواقفنا داخل مؤسساتنا التنظيمية فقط بما يتناسب مع لوائحنا الداخلية"، وتابع: "سنبقى نعلم أبناءنا ونربي أجيالنا على ما كنا عليه دومًا من أن فلسطين حق مطلق لنا من نهرها إلى بحرها، وأن استرجاعها لن يكون إلا بالمقاومة والجهاد والتضحيات".
وجدد القيادي في حماس، عدم اعتراف الحركة بـ "شرعية الاحتلال"، مؤكدًا: "واهم من كان يتوقع من حماس غير هذا"، مشددًا: "لا يملك أي شخص أو مجموعة مهما كان موقعها في الحركة أن تُغير هذا الموقف، وهو غير قابل للنقاش أبدًا".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل، قد كشف أمس أول عن الوثيقة السياسية للحركة بعنوان "المبادئ والسياسات العامة"، والتي تحمل رؤيتها وسياساتها في المرحلة المقبلة، وترتكز وثيقة "المبادئ والسياسات العامة" على 12 عنوانًا، تمسك كلها بالثوابت الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في العودة ومقاومة الاحتلال، وأولها التعريف بالحركة، والحديث عن أرض فلسطين، وشعب فلسطين.
وتحتوي وثيقة "المبادئ والسياسات العامة" على 12 عنوانا، ناقشت فيها حماس مجمل القضايا والمواضيع. وناقشت الوثيقة العلاقة بين فلسطين والإسلام وموقف حماس منهما، ومن ثم عرجت على قضية القدس، واللاجئين والعودة. كما تحدثت حماس عن المشروع الصهيوني، وموقفها منه، وكذلك تحدثت عن الاحتلال والتسوية السياسية، والمقاومة والتحرير، وبينت موقفها ورأيها من كلٍّ منها. كما عرجت حماس في وثيقتها على قضية النظام السياسي الفلسطيني، وعلاقتها بالأمة العربية والإسلامية، والجانب الإنساني والدولي. وأكدت الوثيقة أن فلسطين أرض الشعب الفلسطيني العربي، منها نبت، وعليها ثبت، ولها انتمى، وبها امتد واتصل. وتؤكد حماس في وثيقتها أن أرض فلسطين من نهر الأردن شرقا، حتى البحر المتوسط غربا، ومن رأس الناقورة شمالا، إلى أم الرشراش جنوبا، وحدة إقليمية لا تتجزأ، وهي أرض الشعب الفلسطيني ووطنه، وإن طرد الشعب الفلسطيني وتشرد منها، وإقامة كيان صهيوني عليها لا يلغي حق الشعب الفلسطيني في كامل أرضه، ولا ينشئ للكيان الصهيوني الغاصب حقًّا فيها. وفي محور القدس، تقول حماس في وثيقتها: القدس عاصمة فلسطين، ولها مكانتها الدينية، والتاريخية والحضارية عربيا وإسلاميا وإنسانيا، وجميع مقدساتها الإسلامية والمسيحية، هي حق ثابت للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، لا تنازل عنها ولا تفريط بأي جزء منها، وإن كل إجراءات الاحتلال في القدس من تهويد واستيطان وتزوير للحقائق وطمس للمعالم منعدمة.
كما أكدت أن المسجد الأقصى المبارك، حق خالص لشعبنا وأمتنا، وليس للاحتلال أي حق فيه، وإن مخططاته وإجراءاته، ومحاولاته لتهويد الأقصى وتقسميه باطلة، ولا شرعية لها. وفي موضوع اللاجئين وحق العودة؛ تؤكد حماس أن القضية الفلسطينية، هي في جوهرها قضية أرض محتلة وشعب مهجّر، وأن حق العودة للاجئين والنازحين الفلسطينيين، إلى ديارهم التي أخرجوا منها، أو منعوا من العودة إليها، سواء في المناطق التي احتلت عام 1948، أوعام 1967 (أي كل فلسطين)، هو حق طبيعي، فردي وجماعي، تؤكده الشرائع السماوية، والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، والقوانين الدولية، وهو حق غير قابل للتصرف من أي جهة كانت، فلسطينة، أو عربية أو دولية. وترفض حماس في وثيقتها كل المشروعات الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين، بما في ذلك محاولات توطينهم خارج فلسطين، وتؤكد أن تعويض اللاجئين والنازحين الفلسطينيين عن الضرر الناتج عن تشريدهم واحتلال أرضهم هو حق ملازم لحق عودتهم، ويتم بعد تنفيذ هذا الحق، ولا يلغي حقهم في العودة ولا ينتقص منه. وتؤكد حماس أن المشروع الصهيوني، هو مشروع عنصري، عدواني، إحلالي توسعي، قائم على اغتصاب حقوق الآخرين، ومعادٍ للشعب الفلسطيني وتطلعاته في الحرية والتحرير والعودة وتقرير المصير، وإن الكيان الصهيوني هو أداة المشروع الصهيوني وقاعدته العدوانية.