دولي
الأسرى ينتظرون المقاومة لا الرقص والطرب
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 أفريل 2017
مفارقات عجيبة إن دلت فإنما تدل على طريقة التفكير لدى رام الله وغزة في التضامن مع إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني في يومهم الثامن من أجل الحصول على حقوقهم التي سلبها منهم السجان، هذا الإضراب الذي يهدف إلى تحقيق مطالب حرم منها الأسرى داخل السجون، وهذا الإضراب يحتاج إلى حشد كل الطاقات الشعبية المختلفة لمساندة الأسرى والتضامن معهم، وقد يصل الأمر في بعض مناطق التماس مع الاحتلال إلى الاشتباك معه ويؤدي ذلك إلى ارتقاء شهداء ووقوع إصابات واعتقالات، ها هو المشهد الطبيعي الذي يجب أن يكون؛ لأن قضية بحجم قضية الأسرى تحتاج إلى جهد مضاعف حتى يشكل ذلك ضغطا على الاحتلال الذي يتحاشى المواجهة الحقيقية مع الشعب الفلسطيني. ولكن ما جرى في رام الله شيء يخالف المنطق والعقل، ويذهب بعيدا عن ما يجب أن يكون ويعمل على حرف البوصلة عن الاتجاه الصحيح في التحشيد نحو دعم جهود الأسرى، هذا المهرجان، مهرجان الرقص، هو نوع من الحرب المضادة ضد التفاعل مع قضية الأسرى وفيه إلهاء للقاعدة الجماهيرية، وهو لا معنى له وما كان له أن يكون، وكان المفترض أن يلغى أو يؤجل؛ لأن الحالة الشعبية تعيش حالة ثورية تضامنية مع أسمى شريحة تعاني من بطش وجبروت الاحتلال سنوات دون رحمة أو شفقة أو إنسانية، ثم نأتي نحن المسئولين عن هذه الشريحة بدلا من دفع الجمهور للتضامن مع الأسرى نقيم حفلة راقصة؟! في أي ميزان هذا يمكن أن يكون، وأي تفكير شيطاني بعيد عن الأخلاق والوطنية، ولا نقول عن الدين؛ لأن دين الحاكم هناك هو دين الهباش، ولكم أن تقولوا ما تشاؤون في ذلك. في غزة كان الأمر مختلفًا؛ كتائب القسام تنشر فيديو يحرك كل مؤسسات الاحتلال من رأي عام وعائلات الجنود الأسرى لدى المقاومة والإعلام العبري والمستويات المختلفة السياسية والعسكرية، فيديو حمل رسائل متعددة؛ أولها رسالة تطمين للأسرى بأن قضيتكم على رأس أولويات المقاومة، وأن هذا الفيديو يهدف إلى تحريك ملف الأسرى الذي يحاول نتنياهو وأركان حكومته تجاهله، ولا تريد أن تستجيب للمقاومة وشروطها لتحقيق صفقة تبادل جديدة تؤدي إلى الإفراج عن أسرى يمكثون في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين. هذا الفيديو يهدف إلى الضغط على عوائل الجنود الأسرى كي يتحركوا من أجل الضغط على حكومتهم، ويؤكد الفيديو للرأي العام الصهيوني وخاصة عوائل الجنود المفقودين بأن حكومتهم تكذب عليهم وتخدعهم حتى لا يتحركوا ويحركوا الجمهور الصهيوني من أجل تفعيل هذه القضية، وما ألمح إليه فيديو القسام يحمل جديدا، ولمعرفة هذا الجديد لا بد أن يدفع الاحتلال ثمنا لذلك الأمر الذي لا زال نتنياهو يرفضه، ويحاول خداع عوائل الجنود والمجتمع الصهيوني بأن الجنود موتى وهم عبارة عن جثث، دون أن يكون لديه ما يثبت ذلك، ورسائل القسام تؤكد شيئا مختلفا يحتاج إلى ثمن حتى يُكشف عنه. هكذا يكون التضامن مع الأسرى، والذي يقول أن معركة الأمعاء الخاوية التي يقودها أكثر من 1500 بطل داخل سجون الاحتلال لن تكون بلا ثمن، وأن هذه المعركة مسنودة من المقاومة، وأن المقاومة على عهدها للأسرى، والتي تؤكد أن حريتهم أمانة في رقاب المقاومين، وهم يعملون على تحريرهم بشتى الوسائل والطرق. أما مهرجانات الرقص والطرب فهي تزيد الناس إحباطا، وتصْرفهم عن قضية مركزية من قضايا الشعب الفلسطيني، وهي قضية تمس كل بيت فلسطين، فشلت كل المباحثات والمفاوضات مع المحتل أن تحقق لهم تحريرا، والمقاومة كانت الطريق الأقصر لذلك، كان ذلك في صفقات التبادل والتي كان آخرها وفاء الأحرار، والكل الفلسطيني ينتظر المقاومة لتحرير الأسرى لا مهرجانات الرقص يا رام الله.
مصطفى الصواف