دولي

حركة فتح متهمة بالتقصير تجاه قضية الأسرى

إضراب الأسرى الفلسطينيين في أسبوعه الثاني مع تصاعد في القمع وتضامن محدود

 

 

يمضي اليوم الثامن لإضراب أكثر من 1500 أسير فلسطيني، وسط تصاعد في قمع إدارة سجون الاحتلال للمضربين ونقلهم بشكل تعسفي ومنعهم من التواصل مع المحامين، ويتسابق قادة حكومة الاحتلال إلى التهديد بقتلهم أحياء، لتكتمل حلقة القمع والتنكيل، فيما يحاول الشارع الفلسطيني مناصرة الأسرى عبر فعاليات تضامنية لم تصل إلى المستوى المطلوب.

 

وبينما يرى مراقبون أن قيادات "فتح"، التي يجب أن تقود الشارع لمناصرة إضراب الأسرى، تبدو خجولة في مناصرتها، ويقتصر دور أعضاء مركزيّتها على التضامن والجلوس لبعض الوقت في خيم التضامن مثل أي فلسطيني، أو زيارة عائلات الأسرى في نشاط روتيني لا يرتقي لحجم الإضراب الذي يعتبر نوعياً على صعيد إضرابات الأسرى، يؤكد أعضاء في الحركة أن التضامن موجود، لكن ينقصه ضابط إيقاع يضبط كل الفعاليات بطريقة أكثر جدوى. 

يقول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، إنه "يوجد تضامن جيد على المستوى الشعبي، ومن المتوقع أن يزداد خلال الأيام المقبلة". وتابع قراقع قيام سلطات الاحتلال بإغلاق قسم "هداريم" ونقل ما تبقى منه من أسرى مرضى وعددهم 20 إلى سجن النقب، بعد أن قامت إدارة السجون خلال أيام الإضراب بنقل نحو 100 من الأسرى المضربين إلى زنازين عزل ومعتقلات أخرى لضرب قيادة الإضراب وتشتيتهم لمنع أي تواصل، حيث لم يبق في "هداريم" أي معتقل فلسطيني. وتبدو خطوة إغلاق قسم "هداريم" انتقامية من الطراز الأول. ففي هذا السجن اجتمعت قيادات من الفصائل الفلسطينية قبل سبعة أشهر، وبحثت أمر الإضراب المفتوح عن الطعام.

ومن هذا القسم دعت قيادات "فتح" ومنها مروان البرغوثي وكريم يونس وناصر عويص إلى الإضراب الذي بدأ بنحو 1300 أسير ووصل اليوم إلى أكثر من 1680 أسيراً، وهناك العديد من الأسرى من مختلف السجون ينضمون يومياً للإضراب مثل كرة الثلج. ويقول قراقع "لقد تجندت حكومة الاحتلال العنصرية بكافة وزرائها وجهازها الأمني والعسكري والقضائي ضد الأسرى والدعوات البغيضة بقتلهم وإعدامهم وتركهم حتى الموت، ورافق ذلك إجراءات لا إنسانية وقمعية بحق المضربين، وكأن حكومة الاحتلال فتحت جبهة ثالثة على الأسرى المعتقلين لتدميرهم وتحطيمهم وتجريدهم من حقهم الوطني والإنساني والنضالي، ومن صفتهم القانونية كرموز ومناضلين لأجل الحرية والكرامة والاستقلال". وأمام سيل التصريحات والتهديدات الإسرائيلية، لا يوجد تصريحات بهذا الكم والمستوى من القيادة الفلسطينية، وتحديداً من أعضاء مركزية "فتح" الذين يقود رفيقهم البرغوثي الإضراب. 

ووثق الكاتب والمحلل السياسي، علاء الريماوي، حتى اليوم السادس لإضراب الأسرى عشرات التصريحات الإسرائيلية. وحسب الريماوي فإنه "لأول مرة في تاريخ الإضرابات عن الطعام، يتجند كافة وزراء الاحتلال للحديث عن إفشاله، إذ كان لنتنياهو 4 تصريحات بواقع نصف تصريح يومياً للحديث عن الإضراب، ويوجد نحو 78 شخصية صهيونية تحدثت عن الإضراب". ومن الملاحظ عدم دعوة الهيئات الحركية العليا في "فتح" لاجتماع بعد مضي ثمانية أيام على الإضراب المفتوح عن الطعام، وعدم إعلان الحركة عن خطة عمل تواكب الإضراب ميدانياً وسياسياً ودبلوماسياً، بشكل واضح. ويعلق عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عباس زكي، قائلاً: "إنه يوجد تفاعل في الشارع، وأنشطة مختلفة، ومن الصعب أن نحكم مسبقاً على حركة الشارع والفصائل، لأن الوضع معقد جداً، وبدأت الطليعة بالتحرك وهم الأسرى". 

ويلفت إلى أن "القيادة هي التي تفرض الموقف، وهناك وضوح للرؤيا عند إخواننا الأسرى، الذين لم يخسروا تحت وهم السلام ما جاؤوا من أجله، وهو تحرير الوطن وإقامة الدولة الفلسطينية، وبالتالي أدركوا، كما أدرك الشهيد ياسر عرفات، أن هناك خداعاً ووهم سلام، لذلك هم الآن أسرجوا خيولهم باتجاه الشهيد عرفات"، على حد وصفه. وحول إن كان هناك اجتماع مرتقب لحركة "فتح" لمناقشة إسناد الإضراب، يقول زكي: "حتى الآن لم نبلغ بموعد الاجتماع، والكل على أهبة الاستعداد للرد على الواقع المؤلم، ولا سيما أننا على مفترق طرق". ويرى الكاتب الفتحاوي، بكر أبو بكر، أنه "ربما لا يبدو الزخم بالقدر المطلوب، لكن أعضاء مركزية فتح موجودون في خيم التضامن في المدن الفلسطينية". ويلفت في تصريحات إلى أنه "يجب أن يكون هناك عمل أوسع، وأن تكون هناك خطة ذات طابع شمولي". ويضيف "أعتقد أن ضابط إيقاع الحراك لا يقوم بواجبه بالشكل المطلوب حتى الآن". ويلفت إلى أن "هناك أداء موجوداً من قياديي فتح وفي كل الأماكن، لكن اللحمة التكاملية ضعيفة بسبب الإدارة، ما يعني أن إيقاع الإدارة غير متناغم بحيث يكون الحراك من الشمال إلى الجنوب مرتبطاً بإدارة وتوزيع مؤثرين للفعاليات التضامنية مع الأسرى". وفي سؤال لسكرتير الشبيبة، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، حسن فرج، إن كان راضياً عن حجم تفاعل الشارع مع إضراب الأسرى، يقول إن الناس "اعتادت تصاعد الفعاليات في الإضرابات السابقة بعد مضي أربعة وخمسة أسابيع، أي أنهم اعتادوا نمطاً معيناً من التضامن بسبب الإضرابات الفردية، لكن هذا الإضراب مختلف، وهو جماعي، والأسرى فعلياً بدأوا يدخلون مرحلة الخطر على صحتهم". ويوضح أنه "في البداية، أي في الأيام الأولى لم يكن هناك تفاعل يليق بإضراب جماعي فيه 1500 أسير، لكننا نرى أن هناك تفاعلا كبيرا بدأ يتصاعد في اليومين الماضيين وسيستمر بوتيرة أكبر". ووفقاً لفرج "يوجد تصاعد في عدد الفعاليات ونوعها وعدد المشاركين فيها، والأيام المقبلة ستشهد فعاليات أكبر، ونحاول أن تكون هناك لجان عليا لمساندة الأسرى وتنظيم الفعاليات وأبناء فتح من يقودون هذه الفعاليات".

 

 

 

أمال. ص/ الوكالات

من نفس القسم دولي