دولي

لقاء عباس ترامب.. جدل في الأوساط الفلسطينية وتخوف من أن يكون الثمن باهظ

من المقرر أن يكون في الثالث من ماي الداخل

 

  

أخيراً كشف البيت الأبيض عن الموعد الجديد للقاء رئيس السلطة محمود عباس نظيره الأمريكي دونالد ترامب لأول مرة، عقب تأجيله للمرة الأولى بسبب "إجراءات فنية"، بحسب رواية البيت الأبيض، الإعلان عن اللقاء وقربه انفرجت له أسارير السلطة وقيادتها والذي سبقه عدد من الشروط، طلبت واشنطن من عباس تحقيقها تمهيداً للقاء؛ حيث من المقرر أن يكون اللقاء في الثالث من ماي، وفق ما أعلن البيت الأبيض.

وكان عباس التقى في رام الله رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" مايك بومبيو والممثل الخاص لترامب، جيسون غرينبلات، وقال قبل فترة قصيرة إن إدارة ترامب تفكر "جديا في إيجاد حل للقضية الفلسطينية".  هذا التهليل والسرور الكبير من قيادة السلطة للقاء ترامب، يتابعه المراقبون الذين أكدوا أنّ هذا الاستبشار لا يحمل في طياته إلا مزيداً من التنازلات من رئيس السلطة محمود عباس خلال اللقاء.

وقال الكاتب الأردني عبد الله المجالي، في مقالةٍ له: "بات عباس مستعدا أن يخنق غزة، وأن يضحي بنصف أهلها من أجل أن يلتقط صورة في المكتب البيضاوي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أم أن الآخرين الذين حظوا بتلك الصورة أفضل منه؟!". وتشير التسريبات إلى وضع الأمريكان 8 شروط على السلطة تنفيذها قبل أن تحظى باستئناف المفاوضات مع حكومة الاحتلال، الأمر الذي علّق عليه المجالي: "قد لا نكون متأكدين من صحة الخبر، لكن ما نراه على الأرض خصوصا فيما يتعلق بسياسة عباس الأخيرة تجاه غزة يدل على ذلك". ويبدو أن ترامب يريد أن ينجز صفقة القرن لتحقيق السلام في المنطقة".. هذا ما قاله الكاتب والمحلل السياسي فهمي شراب بيناً أنّ هناك عدة بنود وشروط "إسرائيلية" جاءت على لسان مبعوث الولايات المتحدة يمكن لأي بندٍ منها أن ينسف الوحدة الفلسطينية، ويعرّض النسيج الوطني للخطر؛ إذ يعد ما تقوم به أفراد المقاومة في التصدي للاحتلال "إرهابًا محليًّا".

 ويشير شراب، إلى أنّ عباس ملزم بالموافقة على النقاط "الإسرائيلية" دون شروط وإدخال دول عربية لها مواقف موالية لـ"إسرائيل"، لافتاً إلى أنّ دولاً كالسويد وبلجيكا وسويسرا أفضل موقفا من تلك الدول العربية تجاه الملف الفلسطيني. وعن شكل هذه الصفقة، يوضح الكاتب والمحلل السياسي، أنّها ستأتي بثوب حل القضية الفلسطينية ضمن حل إقليمي موسع، يتخلله تبادل أراضٍ وتعريض اللاجئين الفلسطينيين للخطر بالتخلي التام عنهم. وأضاف: "قد يكون سيناريو فصل بين المدن ومشروع اتحادي ترفضه القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين"، لافتاً إلى أنّ إجراءات خصم الرواتب الأخيرة ما هي إلا محاولات وأدوات ضغط من أجل توصيل القناعات إلى ضرورة الرضى بهذا الواقع. حال السلطة في ظل ترقب لقاء ترامب، وصفه المحلل السياسي والخبير بالشأن الصهيوني صالح النعامي بـ"الهيجان العاطفي"، مبيناً أنّ استماتة عباس وفريقه في التقرب من إدارة ترامب، الذي رفض الرد على برقية التهنئة التي بعث بها إليه بعد توليه المنصب، تفضح الخلل البنيوي في توجهات عباس السياسية التي تستند إلى محاولة تأمين الشرعية الأمريكية لبقائه على رأس السلطة بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون مقابل ذلك.

وكما أشار سابقه المجالي، قال النعامي: "بكل أسف، كل ما يعني عباس هو التقاط الصور مع ترامب في البيت الأبيض على اعتبار أن هذا من مظاهر حصوله على الشرعية الأمريكية". ويحذر النعامي، في حديثه من أنّ اللقاء بين عباس وترامب هناك ما يدلل على أنّه سيحصل مقابل ثمن كبير وباهظ. ومن أبرز هذه الأثمان -كما يشير النعامي- زيارة مدير مخابرات السلطة ماجد فرج إلى واشنطن ليلتقي بمدير الاستخبارات الأمريكية بومبيو، حيث أبدى استعداد السلطة للاندماج في الحرب على "الإرهاب".

وتوقع المحلل السياسي، ألا يثمر اللقاء بين عباس وترامب عن أي ثمن من شأنه أن يعزز من القضية الفلسطينية لحربه على المقاومة. ولفت إلى أنّ التوجهات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية واضحة؛ حيث سبق تلقي عباس الدعوة للقاء ترامب مصادقة الكونغرس الأمريكي على تعيين اليهودي ديفيد فريدمان سفيرًا للولايات المتحدة في "تل أبيب"، وهو الذي يترأس صندوقًا لجمع التبرعات لدعم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وبحسب مراقبين؛ فإن الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة (ترامب) قد يسجل رقما تاريخيا وقياسيا في عدد الوحدات الاستيطانية التي ستُبنى في عهده مقارنة مع رؤساء أميركا السابقين كافة.

 

أمال. ص/ الوكالات

 

 

من نفس القسم دولي