دعا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بو عبد الله غلام الله، إلى "ضرورة مد جسور التواصل بين الأزهر الشريف وبين رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، من أجل الاستفادة من نهج الأزهر القائم على الوسطية والاعتدال"، مشددا أن "الرئيس بوتفليقة يثق في الأزهر الشريف ثقة كبيرة".
وأفاد غلام الله، أمس، في تصريح صحفي لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بأن "الرئيس بوتفليقة يثق ثقة كبيرة في الأزهر، وكان دائما يقول لي أنه لابد أن يحصل الأئمة الجزائريون والدعاة على تدريبهم من الأزهر، منبر الوسطية والاعتدال"، واصفا "جامعة الأزهر بالعريقة والتي تعد أقدم وأعرق جامعة، وهي صرح عملاق يخرج كبار العلماء منهجها الوسطية والاعتدال".
وأضاف غلام الله أن "الأزهر يتميز بروح الانفتاح التي نحن في أمس الحاجة إليها، فعلماء الأزهر يعطون تعليما دينيا من منابعه الأصيلة دون أن يفرضوا على طلابهم شيئا، ودون أن يقولوا للطلاب يجب أن تغيروا من واقع بلدانكم عقب العودة إليها"، مؤكدا أنهم "أحرص الناس على العلم من أجل العلم، ففكرة التعاون مع الأزهر جيدة ونؤيدها ونتمنى أن تتحقق على أرض الواقع".
وذكر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى قائلا: "نحن مستعدون لمد جسور التواصل بين الرابطة وبين الأزهر إذا وافق الأزهر على ذلك، خاصة أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب نعرفه منذ أن كان رئيسا لجامعة الأزهر وحتى أصبح شيخا له، حيث كانت علاقتنا جيدة مع الأزهر وشيوخه".
وحول تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب، قال أن "الجزائر قاومت الإرهاب عن طريق فهم النفسية والدوافع التي دفعت هؤلاء الإرهابيين إلى أن يبثوا الرعب في وطنهم وبين أهليهم، فعطلوا الاقتصاد والتعليم، أي أنهم عطلوا التنمية كلها"، موضحا أن "الجزائر تخلصت من الإرهاب الأسود ثم استعادت أمنها، ثم بدأت بعد ذلك بتنمية شاملة أرسى دعائمها الرئيس بوتفليقة الذي وعد لدى انتخابه رئيسا في عام 1999 بأن ينجز ثلاثة أمور، هي فك العزلة الدولية عن الجزائر والقضاء على الإرهاب ثم الدخول في معركة التنمية، وقد أنجز الرجل ما وعد".