الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تصنّف اضطرابات التوحد في الجزائر من بين أكثر الاضطرابات والأمراض العقلية التي تصيب الأطفال، حيث تحصي بلادنا وفق الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة وإلى غاية 1 جويلية 2021 أكثر من 450.000 شخص مصاب بالتوحد، فيما تعرف أعداد المصابين به تزايد من سنة لأخري وأمام هذه الأرقام المقلقة والمرعبة فأن مستوى التكفل بالمصابين باضطرابات التوحد ورغم تسجيل نوع من التحسن السنوات الأخيرة يبقي دون المستوي بسبب النقص الفادح من حيث مراكز العلاج والتشخيص والتكفل مما يجعل الاطفال من هاته الشريحة غير قادرين على الاندماج في الوسط المدرسي والمجتمعي.
تحيي الجزائر اليوم وعلى غرار دول العالم اليوم العالمي لمرض التوحد المصادف للثاني من شهر أفريل من كل سنة أمام تزايد حالات الإصابة بهذا المرض سنة بعد اخرى في الجزائر بحيث تكشف احصائيات رسمية تعود لسنة 2019 تسجيل حوالي 80 ألف إصابة بهذا الاضطراب وهي إحصائيات يقول عنها المختصون أنها مرعبة وتتطلب تظافر جميع الجهود من أجل التكفل بهذه الاعداد من المصابين سنويا .
ويعتبر التوحُّد نوعاً من الاضطرابات التطورية التي تظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل وتكون نتيجة اضطرابات عصبية تؤثر في وظائف المخ وبالتالي في مختلف نواحي النمو. ويشكل التوحد إعاقة نمو شاملة حسب المختصين فالطفل المتوحد قبل بلوغه سن 30 شهراً يجد صعوبة في الاتصال سواء كان هذا الاتصال لفظياً أو غير لفظي، كما أنهم يستجيبون للأشياء أكثر مما يستجيبون للأشخاص وأيّ تغيير يحدث في بيئتهم يؤدي إلى اضطرابهم فيكررون حركات جسمانية أو مقاطع كلامية. وعن الأعراض التي يمكن من خلالها تشخيص اضراب التوحد تقول الطبيبة المختصة في علم النفس العيادي أمينة حمادوش في تصريح لـ"الرائد" أنه من من جملة الأعراض التي تظهر على الطفل التوحدي هي صعوبة التواصل الاجتماعي في السنوات الاولى من حياته كما أن النمو اللغوي هو الاخر يشهد تأخرا ملحوظا عند الطفل التوحدي فالتواصل اللغوي يعتبر من أهم الميزات التي يفتقدها هذا الأخير مما يستوجب تدخل المتخصص الأرطفوني بشكل مبكر من أجل الحصول على نتائج مرضية. وعن برامج العلاج المعتمَدة في الجزائر، تفيد المختصَّة أن هناك برنامج "شوبلار" في تطوير المهارات المعرفية والمعتمد في المؤسسة الاستشفائية دريد حسين، حيث يتلقى الطفل بعض التمارين لمدة نصف ساعة بينما هناك برنامج "آبيا" والمتبع في مركز علاج التوحُّد بالشراقة والذي يعتمد على ما يقدمه الاخصائيون النفسانيين الذين يرافقون المريض لساعات يوميا.
ويعتبر التشخيص المبكر لإضرابات التوحد اهم حلقة في تحسين اعراض هذا الاضراب حيث تقول حمادوش أنه لم يعد هناك حديث عن التشخيص قبل ثلاث سنوات، إنما التشخيص المبكر يبدأ قبل بلوغ السنيتين، ليكون وقائيا ويساعد على تسريع عملية التأهيل، خاصة أن التجارب أكدت، حسبها، أن الإسراع في عملية التكفل المبكر كفيلة بأن تسهل على طفل التوحد الاندماج الاجتماعي، مشيرة إلى أن التوحدي، رغم أنه يحتفظ بصفاته التوحدية، كالانطواء مثلا، إلا أن لديه قابلية الاندماج، حصول الأطفال المصابين بالتوحد في الوقت المناسب على التدخلات النفسية والاجتماعية المسندة بالبيانات قد يؤدي إلى تحسين قدرتهم على التواصل والتفاعل الاجتماعي، وعن اسباب التشخيص المتأخر في الجزائر تقول ذات المختصة أن التشخيص في بلدنا يكون متأخرا في الغالب، بسبب نقص الخبرة لدى المتخصصين ونقص وسائل التشخيص، وغياب الوعي بهذا الاضطراب لدى الأولياء والمجتمع.
وحول واقع التكفل بأطفال التوحد في الجزائر، بالنظر إلى الجهود المبذولة من طرف المصالح المتخصصة، يجمع المختصون وحتى الجمعيات الناشطة والمعنية بالتكفل بهذه الشريحة ، بأنها تظل غير كافية، مؤكدين أن تحسين وضع التوحديين يبقي لغاية الان مرهون بالتكفل والمرافقة والمتابعة التي تكون بمجهودات الأولياء وحسب هؤلاء يعيشون معاناة حقيقة مع ابنائهم ، لإيجاد متخصصين يمكنهم مرافقة فلدات اكبادهم في رحلة العلاج والاندماج ونجد في الجزائر ان اغلب الاولياء وبسبب نقص المراكز قد اخذوا زمام المبادرة وتطوعوا إلى العمل بصورة فردية، لتقوية مهارات أبنائهم التوحديين معتمدين على تطور الوسائل التكنولوجية وتوفر المعلومة الطبية والبرامج وما يقدمه المختصون عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويبقي الشغل الشاغل للأولياء، هو تمدرس الأبناء بالدرجة الأولى الذي يعتبر بمثابة التحدي، غير أن الإشكال المطروح، أن التشريعات حقيقة تسمح بتمدرس الأبناء في الأقسام المدمجة، غير أنها تظل أقساما تفتقر للإمكانيات ووسائل العمل وحتى لمختصين غير مكونين وهو ما يحرم عدد من هؤلاء الاطفال من حقهم في التعليم رغم أنهم يملكون قدرات ذهنية عالية وذكاء في كثير من الاحيان خارق.