الحدث

"الصدفية المفصلية".. مرض نادر لكنّه خطير

خبراء في الصحة يحذرون ويطالبون بمزيد من التوعية

دعا خبراء في الصحة إلى ضرورة العمل على التشخيص المبكر لمرض "الصدفية المفصلية" أو ما يعرف أيضا بـ "التهاب المفاصل الصدفي"، بما يسمح بالتكفل في أقرب الآجال بالأشخاص المصابين وتوفير سبل العلاج إلى غاية الشفاء من هذا الداء، فيما حذروا من أي تماطل في تبني طرق علاجية لما ذلك من آثار سلبية على صحة المرضى. 

قال البروفيسور عمار خوجة المختص في أمراض الجلدبمستشفى مصطفى باشا، خلال المائدة المستديرة التي نظمت، أمس، بالجزائر العاصمة حول داء الصدفية، إن الصدفية المفصلية هي نوع من التهاب المفاصل يكون عادة مزمنا ومركبا وبالرغم من أنه داء نادر مقارنة بأمراض التهابات المفاصل أو حتى الصدفية، إلا أنه موجود ويتطلب تشخيصا مبكرا يفضل أن يقل عن 6 أشهر من تاريخ بداية تطور المرض وهذا حتى يتم التحكم فيه بطريقة جيدة.

وبالنسبة للبروفيسور،يُصاب معظم الناس بالصدفية قبل تشخيص إصابتهم بالتهاب المفاصل الصدفي بعدة سنوات ولكن بالنسبة للبعض تبدأ مشاكل المفاصل قبل ظهور البقع الجلدية أو في نفس الوقت، وعليه تشير الإحصائيات أن 75 بالمائة من حالات الإصابة بالصدفية تتطور بعدها إلى مرحلة الصدفية المفصلية التي تسبب التهاب وانتفاخ في المفاصل، في 10 بالمائة من الحالات تكون الالتهابات المفصلية هي السباقة لمرحلة الصدفية، فيما وجد تداول بينهما في الوقت ذاته في 15 بالمائة من الحالات المتبقية، مع العلم أن الجزائر ووفق معدلات الإصابة العالمية تحصي قرابة مليون شخص مصاب بداء الصدفية.

ومن هذا المنطلق، يرى المتحدث، بأن هذا المرض يصنف ضمن الأمراض الخطيرة التي تؤثر على نوعية حياة المريض وتقضي على أحلام الطفولة ولهذا السبب ركز في مداخلته على التربية العلاجية التي شرع فيها على مستوى عدة مصالح طبية عبر الوطن، والتي من شأنها توعية المريض بأعراض الداء وسبل علاجه وفي بعض الأحيان اللجوء إلى خطوات استباقية في العلاج عند بروز الصدفية.

من جهتها البروفيسور شافية دحو رئيسة مصلحة أمراض العظام بالمؤسسة الإستشفائية لامين دباغين، باب الواد بالعاصمة، أكدت أنه لا وجود لعلاقة سببية مباشرة بين الصدفية ومرض التهاب المفاصل الصدفي، في الوقت الذي يبقى فيه العامل الوراثي محددا رئيسا للإصابة بهذا المرض الذي يقوم بتدمير العظام، إضافة إلى التهابات قد تطال العين وكذا الجهاز الهضمي، أسباب أخرى متمثلة في جراثيم الأمعاء والعدوى الفيروسية أو البكتيرية بدورها قد تكون وراء تطور هذا المرض، إلى جانب جهاز المناعة الذي قد يهاجم الخلايا والأنسجةَ السليمة، لكنها تبقى كلها فرضيات على حد تعبير المتحدثة.

البروفيسور دحو شددت أيضا على الجانب التربوي المتمثل في التربية العلاجية للمريض والفاعلين المحيطين به وأشارت إلى النتائج الإيجابية التي تتحقق بفضل هذا المجهود، أما عن سبل العلاج فقد تطرقت إلى استعمال مضادات الالتهابات وكذا العلاج بالجزيئات أو العلاج الحيوي وفق ما تتطلبه كل حالة مرضية ودرجة تطورها في الزمن، فيما ركزت أيضا على دور الأطباء العامين الذين يتم تكوينهم من طرف المؤسسات العلمية للتكفل بهؤلاء المرضى بغية الوصول إلى تشخيص مبكر للحالات المستعصية.

التحقيقات الوطنية التي أجريت في هذا الشأن وفق تصريحات المتدخلين لم تعد تفي بالغرض وهي بحاجة إلى إعادة تحيين، إضافة إلى الجانب التوعوي والتحسيسي بخطورة هذا المرض بما يسمح بالتكفل بالحالات في مراحلها الأولى وتحقيق نتائج ايجابية بفضل الأدوية والسبل العلاجية المتوفرة.

شركة فايز فارم الجزائر والتي كانت وراء تنظيم هذا اللقاء بعنوان "لنتحدث عن الصدفية"ممثلة في المديرة الطبية خليدة رحال، كشفت عن أبحاث جارية من قبل المؤسسة لتطوير قرابة 20 جزيئة تسمح بتوفير علاجات متطورة موجهة لهذا النوع من الالتهابات، نشاط الشركة يتم بالتعاون مع السلطات العمومية في البلا بهدف تمكين المرضى من العلاج.

وجدير بالذكر، أن عدد قليل من مرضى التهاب المفاصل الصدفي يصابون بحالة تسمى التهاب المفاصل الجادع وهو شكل شديد من أشكال التهاب المفاصل الصدفي، ويسبب الألم والعجْز. وبمرور الوقت، يؤدي التهاب المفاصل إلى تدمير العظام الصغيرة في اليدين، وخاصة الأصابع، مما يؤدي إلى تشوه وعجْز دائمين، كما أن التهاب المفاصل الصدفي يزيد تعرض بعض الأشخاص لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومتلازمة الأيض والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

من نفس القسم الحدث