الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تفاقمت أزمة اليد العاملة التي تعرفها عدد من القطاعات بالجزائر وفي مقدمتها قطاع الفلاحة، بسبب الأزمة الصحية. فمنع التنقل بين الولايات واستمرار فرض الحجر الصحي للعمال الموسميين ومنعهم من الالتحاق بالحقول لجني الخضر والفواكه، وضع الفلاحين في ورطة حقيقية وأثر حتى على تموين أسواق الجملة ما رفع من الأسعار هذه الأيام.
وتعد أزمة اليد العاملة في قطاع الفلاحة أزمة قارة ترتبط عادة بمواسم الجنى والحصاد، حيث يواجه قطاع الفلاحة منذ سنوات هجرة غير مسبوقة لليد العاملة، ما يؤرق المستثمرين وحتى المزارعين الصغار، غير أن الأزمة تفاقمت أكثر هذا الموسم بسبب الأزمة الصحية وإجراءات الحجر الصحي ومنع التنقل بين الولايات، حيث حدت هذه الإجراءات من تنقل العمال الموسميين لجنى الخضر والفواكه وهو ما خلق أزمة تسويق وأثر حتى على تموين الأسواق هذه الأيام.
وأعرب أغلب الفلاحين عن تذمّرهم الشديد من مشكل النقص الكبير لليد العاملة والتي يعتمد عليها كليا في عملية الجني، خاصة عندما يتوفر المنتوج ويكون جاهزا للقطف. وقال بعضهم إنهم كانوا في السابق يلجأون إلى الولايات المجاورة لجلب اليد العاملة، إلا أن منع التنقل بين الولايات وإجراءات الحجر الصحي منعت ذلك، وهو ما فاقم الأزمة أكثر.
وفي هذا الشأن، أكد عدد من الفلاحين بأن العامل الموسمي هذا الموسم بات جد نادر في الوقت الذي يحتاجه الفلاح لجني محصوله، معبّرين عن أسفهم الشديد إزاء الوضع الحالي حيث أكدوا أن أزمة اليد العاملة دفعتهم لرفع أجور العمال من أجل تحفيز الشباب على خدمة الأرض، إلا أن ذلك لم ينفع، وهو ما خلق صعوبات حقيقية لهم لجني منتوجهم الفلاحي وأثر حتى على تموينهم لأسواق الجملة، داعين الحكومة والوزارة الوصية للتدخل ومنح تسهيلات لتنقل العمال الموسميين لجني المحاصيل الفلاحية.
وفي هذا الصدد أكد رئيس اتحاد الفلاحين الأحرار سابقا وصاحب مستثمر فلاحية، صالح قايد، أن قطاع الفلاحة في أغلب الولايات يشهد هذا الموسم أزمة حادة في اليد العاملة، حيث لم يعد بإمكان أصحاب الأراضي إيجاد عمال لجني محاصيلهم.
وقال صالح في تصريح لـ"الرائد" إن القطاع يشكو على مدار السنة من نقص كبير في يد العاملة المؤهلة على مستوى المستثمرات الفلاحية التي يصعب عليها العثور على عمال مؤهلين أو حتى يدويين، وهو النقص الذي لم تقدر على التقليل منه وتيرة المكننة البطيئة، غير أن الوضع تأزم أكثر هذا الموسم منذ بداية فصل الصيف بسبب الأزمة الصحية والحجر الصحي الذي ضاعف من نقص اليد العاملة، خاصة بعد منع التنقل بين الولايات كون العديد من الفلاحين تعودوا على استقدام عمال من خارج ولاياتهم.
وأشار أنه من الصعب إعطاء رقم دقيق حول الأزمة الحالية، غير أن ما هو أكيد أن الرقم كبير جدا وبات يؤثر حتى على تموين أسواق الجملة ويتسبب في خسائر للفلاحين الذين يضطرون لترك منتجاتهم في الحقول وتأجيل جنيها، ما يتسبب في بعض الأحيان في فساد هذه المنتجات التي لديها وقت ضروري لقطفها وجنيها. وقال قايد صالح إنه حسب التوزيع الجغرافي فإن ولايات الشرق هي الأكثر تضرراً من نقص اليد العاملة في قطاع الفلاحة بحكم الطبيعة الزراعية للشق الشرقي للجزائر، تليها منطقة الجنوب التي أصبح كبار المزارعين فيها يعانون في بداية كل موسم حصاد في إيجاد عمال يتكفلون بعملية "القطيع" أي قطف التمر ووضعه في الصناديق تحسبا لتسويقه، مشيرا أن الأمر من المؤكد أنه سيتكرر خلال موسم جني التمور الذي يكون في نهاية فصل الصيف إن استمرت نفس الظروف الحالية.