الحدث

غياب ثقافة التبليغ يضعف من جهود محاربة الخارجون عن القانون!

منهم مخالفو تدابير الوقاية، مفتعلو الحرائق ومرتكبو حوادث التخريب

تنعدم ثقافة التبليغ لدى العديد من الجزائريين، سواء تعلق الأمر بالحوادث، المخالفات المرورية، التجاوزات التجارية وأعمال التخريب والحرق، وحاليا التجاوزات فيما يتعلق بتدابير الوقاية من فيروس كورونا، وهو يضعف الجهود في محاربة العديد من الظواهر السلبية في المجتمع، والتي باتت سببا في تفاقم الأزمات، منها أزمة كورونا.

 

تعد التجاوزات المتعلقة بتدابير الوقاية من فيروس كورونا واستمرار البعض في التجمع وحتى الأعراس التي لا تزال تقام هنا وهناك وتتسبب في ارتفاع في عدد الإصابات بالوباء، رغم قرار المنع، أحسن مثال على غياب ثقافة التبليغ لدى الجزائريين، وتأثير ذلك في تفاقم العديد من التجاوزات والأزمات. 

فرغم تخصيص مختلف المصالح، منها السلطات المحلية، مصالح الحماية المدنية ووزارة الصحة، أرقاما خضراء للتبليغ عن التجاوزات فيما يتعلق بتدابير الوقاية من الوباء، إلا أن هذه الاستراتيجية لم تعط نتائج جيدة بسبب غياب حسن المواطنة لدى الكثيرين، وهو ما صعب على المصالح المختصة، منها المصالح الأمنية، عملها فيما يتعلق بردع هؤلاء المخالفين. 

وغياب ثقافة التبليغ لا تظهر آثاره السلبية فيما يتعلق بأزمة كورونا وحسب، فحتى الحوادث التي عرفتها الجزائر في اليومين الماضيين، منها الحرائق المفتعلة وتخريب أجهزة الأكسجين في عدد من المستشفيات، وحتى تخريب محطات لتوزيع المياه، كان يمكن لسلوك التبليغ أن يساعد في تجنبها أو حتى معرفة مرتكبيها ومعاقبتهم، خاصة أن هؤلاء في الفتر الحالية لا يعدون متجاوزين أو مخالفين للقانون، بل هم أعداء للوطن بسبب خطورة ما يقومون به من أفعال تمس بأمن البلاد، فالتبليغ عنهم واجب كل مواطن.

من جانب آخر، فإن ثقافة التبليغ فيما يتعلق بالمخالفات المرورية تنعدم أيضا بين الجزائريين، وهو ما يكون نتيجة تمادي الكثير من السائقين في تجاوزاتهم الخطيرة، وهو ما يتسبب في عشرات الحوادث يوميا تكون نتيجتها آلاف الوفيات بسبب حوادث المرور كل سنة، فقط لأن كل سائق ينأى بنفسه عن هذا الأمر، ويعتبر أي تجاوزات ومخالفات في الطرقات أمرا لا يعنيه. 

بالمقابل، فإن لغياب ثقافة التبليغ لدى الجزائريين تفسيرا عند المختصين، حيث يؤكد الخبراء في علم الاجتماع أن غياب ثقافة التبليغ لدى الجزائريين راجع إلى النظرة السلبية للمجتمع، وتحول الشخص المبلغ إلى حديث لدى العام والخاص. 

فكثير من الجزائريين ما زالوا يعتبرون التبليغ أمرا يتنافى مع الشهامة، ويطلقون بذلك أسماء مختلفة على فاعل ذلك كـ"بياع الدولة"، وهذا خاطئ، وبات سببا مباشرا في ارتفاع التجاوزات، الجريمة والأفعال المنافية للقانون على نطاق واسع، معتبرين أن التبليغ هو تكريس للمواطنة ويكتسي أهمية جد بالغة في تحقيق أمن المجتمع، كما يعد عاملا مهما في فعالية عمل الأجهزة الأمنية، من خلال ما يوفره هذا السلوك الحضاري من معلومات ومعطيات، تسمح للأجهزة الأمنية بالتصدي لكل مرتكبي المخالفات.

من نفس القسم الحدث