الحدث

ورشات بناء وصناعيون يغرقون البلديات بالنفايات الهامدة

الظاهرة تضاعفت بشكل كبير في الفترة الأخيرة ودعوات لتعزيز الرقابة

 

لا تزال النفايات الهامدة الهاجس الذي يؤرق السلطات المحلية والمواطنين، حيث ارتفع معدل انتشارها بشكل كبير الأشهر الماضية، تزامنا والحجر الصحي، حيث تستغل مصانع وورشات فترة الحجر لرمي أطنان من النفايات الصلبة التي باتت حملا ثقيلا على مراكز الردم والسلطات المحلية ومصدر إزعاج للمواطنين.

 

ورشات بناء وصناعيون يستغلون الحجر الصحي لرمي نفاياتهم بصفة عشوائية

ورغم دعوات مديريات البيئة والنشطاء البيئيين للسلطات المحلية عبر الوطن لتخصيص مفرغات خاصة بالنفايات الهامدة، إلا أن أغلب البلديات، منها بلديات في الجزائر العاصمة والمدن الكبرى، لم تلتزم بهذا الإجراء بحجة عجزها عن إيجاد عقار يسمح بتجسيد هذه المفرغات، في حين ارتفع مستوى انتشار هذه النفايات بشكل كبير، الأشهر الأخيرة، تزامنا وأزمة كورونا والحجر الصحي، حيث باتت النفايات الصلبة تنتشر بنقاط عديدة عبر البلديات بالعاصمة، حيث يلجأ الكثير من المواطنين والمؤسسات الخاصة للتخلص من مخلفات مواد البناء ومخلفات صناعية بطرق عشوائية، الأمر الذي يتطلب من الجهات الوصية تكثيف الرقابة وتطبيق القوانين الردعية ضد كل من يخالف القوانين الخاصة بتسيير هذه النفايات، خاصة أن مراكز النفايات الهامدة تفتح أبوابها أمام كل المواطنين والمؤسسات من أجل نقل هذه المخلفات إلى هناك، إلا أن الإقبال عليها يبقى محتشما لأن الأغلبية يبحثون عن أسهل الطرق، وهي التخلص من هذه النفايات في الطبيعة وفي المحيط، ضاربين بالقوانين عرض الحائط.

حريز: الغرامات على الصناعيين وأصحاب الورشات لرفع مخلفاتهم هي الحل

وفي هذا الصدد، يرى رئيس فدرالية حماية المستهلك ومحيطه، زكي حريز، أن هذه النفايات الناجمة، في أغلب الحالات، عن بقايا أشغال البناء، بدأت تأخذ أبعادا خطيرة في تفاقم التلوث البيئي لتشمل مظاهر سلبية أخرى لا تقل ضررا عنها بالبيئة، مضيفا أن هذه النفايات المنتشرة أصبحت بتراكمها على شكل أكوام متراصة مرتعا لرمي النفايات المنزلية والقمامة بمختلف أشكالها، ما جعلها بؤرا لانتشار الكلاب المتشردة والحشرات الضارة التي تشكل بدورها خطرا محدقا على الأطفال وكذا الصحة العمومية جراء الحرق العشوائي لتلك النفايات المنزلية. 

ودعا المتحدث، في هذا الصدد، إلى اتخاذ عدة إجراءات كفيلة بالحد من هذه المظاهر السلبية التي تشوه المنظر البيئي ويتحمل مسؤوليتها كل فرد في المجتمع، لأنهم يشتركون جميعا في العيش ضمن هذه البيئة، من خلال توجيه الخطاب الديني وتوظيف النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو للحفاظ على البيئة، وإطلاق الحملات التحسيسية بالأوساط التربوية والشبانية ومختلف الأماكن العامة. كما أبرز أيضا أهمية إلزام أصحاب ورشات البناء بضرورة رفع النفايات الناجمة عن أشغالهم، وتكثيف الحملات التطوعية لإنشاء المساحات الخضراء وحمايتها حتى تكون فضاءات بديلة لهذه الوضعية المزرية، خاصة في ظل تراكم تلك النفايات الصلبة في محيط العديد من المؤسسات العمومية الشبانية والرياضية والثقافية والتربوية والتجمعات السكنية الجديدة بضواحي المدن، إلى جانب تشجيع الأنشطة الصناعية في مجال تدوير النفايات، إضافة إلى تكثيف تلك الجهود الميدانية التي تتمثل في التحلي بالوعي والحس البيئي لدى السكان، من خلال اضطلاعهم بدورهم في التبليغ عن الإساءات التي يتعرض لها المحيط الحضري جراء التعدي على البيئة.

مير حسين داي: إمكانيات البلديات غير كافية لمحاربة هذه الظاهرة

وبدوره، اعتبر رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية حسين داي، عبد القادر بن عيدة، أن ورشات البناء وحتى الصناعيين وأيضا المواطنين المتسبب الرئيسي في انتشار النفايات الصلبة بالوسط الحضري، والتي لا تقوم بإزالة تلك النفايات الناجمة عن الأشغال والمتراكمة بمحاذاة الورشات بعد الانتهاء منها، ما تسبب في تراكمها بشكل رهيب، خاصة في الفترة الأخيرة بالتزامن مع الحجر الصحي، مطالبا رؤساء لجان الأحياء بتفعيل دورهم للتجنيد مع مصالح البلدية ومساعدتها في مكافحة هذه الظاهرة السلبية، من خلال التبليغ وتعزيز الفعل التحسيسي بأهمية إيجاد بيئة نظيفة وسليمة يتقاسمها الجميع. 

وأشار ذات المنتخب أنه وفي ظل الإمكانيات غير الكافية لمصالح البلدية، فإن الأمل يبقى معلقا على البرامج العامة للحملات التطوعية لنظافة المحيط التي يتم تنظميها بصفة دورية، مشيرا أن النفايات بمختلف أنواعها، خاصة النفايات الصلبة، تشكل أكبر رهان بيئي، وقد صار تكريس الوعي بأهمية حماية البيئة عاملا أساسيا ومهما في الحد من خواطر البيئة والحفاظ عليها من الأشكال السلبية وعدم الإحساس بالمسؤولية.

من نفس القسم الحدث