الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
كشف مختصون أن الحالات التي خضعت إلى البرتوكول الجديد المضاد لفيروس كورونا الذي يعتمد أساسا على دواء الكلوروكين أثبتت استجابة "تامة" لهذا النوع من العلاج.
أعلن، المدير العام لمعهد الصحة العمومية عضو بلجنة رصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا، البروفسور لياس رحال، أن بروتوكول العلاج بالكلوروكين الذي أ قرت بتطبيقه وزارة الصحة لفائدة المصابين بفيروس كورونا "قد اثبت نجاعته لدى معظم الحالات".
وبالأرقام، أشار ذات المختص في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية (واج) إلى عدد المرضى الذين استفادوا من هذا العلاج منذ 24 مارس 2020 وإلى غاية الجمعة الماضية والذي بلغ عددهم 5433 حالة، نسبة 69.4 بالمائة تلقت علاجا بدواء الكلوروكين لمدة أقصاها 10 أيام.
وأوضح البروفسور رحال أن نسبة 21.3 بالمائة من العينة المذكورة تلقت العلاج بالكلوروكين لمدة تراوحت ما بين 5 الى 6 أيام ونسبة 1.8 بالمائة فقط تلقت هذا العلاج لمدة تراوحت بين يوم واحد و5 أيام.
من جانبه، أكد رئيس مصلحة الأمراض المعدية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية ببوفاريك (البليدة) الدكتور محمد يوسفي أنه تم منذ 23 مارس 2020، استشفاء أزيد من 300 حالة إصابة بكوفيد-19 على مستوى هذه المؤسسة غادرت أزيد من 150 حالة منها المستشفى بعد امتثالها للشفاء "التام" بعد خضوعها للعلاج سواء بـ "الكلوروكين أو في حالات أخرى بالمضادات الفيروسية".
وأوضح ذات المختص أن نسبة 90 بالمائة من الحالات التي خضعت لهذا العلاج أثبتت "استجابتها التامة لهذا البرتوكول الذي أوصت به وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات كما دلت التحاليل المخبرية الأخيرة لهذه الحالات تعافيها تماما من الفيروس".
وأشار يوسفي من جانب آخر إلى أنه تم إعفاء من العلاج بالكلوروكين الحالات التي تعاني من أمراض القلب وتلك التي ثبتت عدم قابليتها لهذا العلاج نتيجة تعرضها لمضاعفات جانبية حيث تم خضوعها إلى العلاج بالمضادات الفيروسية التي تستعمل في علاج فقدان المناعة المكتسبة (سيدا) وقد أعطت هذه الأخيرة بدورها "نتائج مرضية جدا بالنسبة لهذه الفئة من المرضى".
وبخصوص نفس العلاج، ذكرت رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في هذا الجانب، الهادي فليسي بالقطار (الجزائر العاصمة) البروفسور نسيمة عاشور أين يتواجد أزيد من 85 مريضا من مختلف الأعمار يخضعون للعلاج بالكلوروكين والمضادات الفيروسية، وأكدت ذات المختصة هي الأخرى على "الاستجابة التامة للحالات لهذين الدوائيين مسجلة تطورا ملحوظا لدى المرضى من يوم لآخر".
وكان الناطق باسم لجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا الدكتور جمال فورار أكد في تصريحات سابقة، أن الحالات التي تماثلت للشفاء بعد خضوعها للعلاج بالكلوروكين واثبت تخلصها نهائيا من الفيروس "تبقى هشة وتستدعي متابعة دقيقة "مشيرا الى أنه وبالرغم من كسبها مناعة إلا أن الدراسات العلمية عبر العالم "لم تثبت بعد تعرضها مرة أخرى أو لا الى الإصابة بفيروس كورونا المستجد".
من جانبه، كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفسور عبد الرحمان بن بوزيد بوجود مخزون من مادة الكلوروكين على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات تجاوز 250 ألف علبة وهي الكمية التي اعتبرها "كافية" بالنسبة للحالات التي تسجل يوميا في انتظار تطوير إنتاج هذه المادة خلال الأيام القليلة القادمة.
كما أكد بدوره المدير العام لمصنع الأخضرية (سي بي س فارما)– المصنع الوحيد المنتج لمادة الكلوركين عبر القطر- عبد الحكيم بوزيد بأنه سيتم استلام المادة الأولية التي تدخل في تصنيع هذه المادة خلال هذه الأيام .
وأوضح ذات المسئول أنه سيتم كمرحلة أولى إنتاج قرابة 460 ألف علبة خلال شهر ماي القادم ثم 300 ألف علبة خلال شهري جويلية وأوت لتتجاوز الكمية المنتجة محليا أزيد من 700 ألف علبة.
في سياق متصل، نوّه ممثل منظمة الصحة العالمية في الجزائر بلا فرانسوا نغيسون بالإجراءات المتخذة من طرف الجزائر لاحتواء الوباء، في وقت لازال السباق سريعا في المخابر العالمية من أجل اكتشاف اللقاح.
وصنفت منظمة الصحة العالمية، فيروس كورونا كـ"وباء" عالمي، إذ انتشر في 160دولة، وتسبب في وفاة قرابة 200 ألف شخص عبر المعمورة منذ ظهوره قبل قرابة خمسة أشهر ، وهو ما جعل عشرات المخابر الطبية عبر مختلف بقاع العالم الزمن تتسابق من أجل اكتشاف لقاح ضده.
وإذا كانت كل دول العالم التي تفشى بها "كوفيد- 19" قد لجأت الى اتخاذ نفس التدابير الوقائية والاحترازية للحد من الانتقال السريع للعدوى, على غرار فرض الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والحث على النظافة والتعقيم الشامل, فضلا عن تكثيف عملية الفحوصات على مواطنيها من أجل الكشف المبكر للمرض الغامض, الا أن اللقاح, المنشود ابتكاره, بيقى "السلاح الامثل" لمواجهة هذا الوباء بشكل جماعي، حيث يحول ايجاد لقاح لهذا المرض دون اصابة البشر به مستقبلا كما من شأنه أن يحد من تفشي هذا الفيروس سريع العدوى.
ولتحقيق هذا الهدف، تقود عديد من المخابر الطبية بدءا من الصين - التي كشفت في ديسمبر الماضي عن ظهور هذا المرض على أراضيها - مرورا بالولايات المتحدة وفرنسا و ألمانيا و اليابان ..., سباقا محموما لاكتشاف" المصل المنتظر", حيث تتحدث تقارير اعلامية عن وجود قرابة 70 مشروعا في هذا الخصوص, مشيرة الى أنه لحد الان فان ثلاثة منها فقط بلغت مرحلة اختبارها على البشر.
و في اطار هذه المنافسة و بالنظر إلى حجم الرهانات المالية و الاقتصادية التي تأتي من وراء ابتكار لقاح, ينسق المخبران الطبيان : عملاق الصناعة الصيدلانية الفرنسية "صانوفي" و البريطاني "جي سي ك" جهودهما باستغلال التكنولوجيا الدقيقة اللتان يمتلكانها لتطوير لقاح فعال ضد "كوفيد- 19 "، وتوقع المخبران أن يتم تجربة اللقاح الجاري العمل على تطويره في الفصل الثاني من عام 2020 الجاري, ليلج الى الاسواق "في حال نجاحه" اعتبارا من الفصل الثاني من العام القادم 2021 .
و في السياق ذاته, أشارت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إلى أن العلماء البريطانيون يتنافسون مع عشرات المختبرات في جميع أنحاء العالم ليكونوا في صدارة تطوير دواء ضد كورونا "قد تكون حقنة أو حبة وقائية". علما أنه يوجد لحد الآن لقاحات أولية تقوم العديد من المختبرات بتجربتها على الحيوانات، مع ثقة العديد منها في أنها ستنتقل إلى التجارب البشرية في الاشهر المقبلة، "وإذا ثبت أنها "آمنة وفعالة" فستجرى تجارب حية أوسع وإذا نجح اللقاح فيمكن أن يكون متاحا على نطاق واسع بحلول أوائل العام المقبل".
وبالنظر إلى الخسائر المالية الضخمة التي تسبب فيها انتشار وباء كوفيد- 19 في العالم، حيث تضررت اقتصاديات الدول العظمي بشكل غير مسبوق، تسعى هذه الدول الى تعويض تلك الخسائر من خلال البحث عن الانفراد في إكتشاف الدواء المطلوب لهذا المرض الذي أظهر تراجعا عن مبدأ "التضامن" العالمي بشكل غير مسبوق سيما بين الدول الاوروبية التي "تخلت" عن ايطاليا -العضو في الاتحاد الاوروبي- بعدما تفشى بها المرض بسرعة مذهلة, دون أن تلقى المساعدة المطلوبة من زملائها في التكتل الاوروبي لمواجهة المرض.
و مع تواصل تفشي الوباء أصبحت الدول الكبرى تتعامل مع كورونا "ليس فقط كجائحة صحية يجب الانتهاء منها وفقط", بل أضحت تتعامل معه "كقضية سياسية واقتصادية واجتماعية", حسب المراقبين, الذين أكدوا أن "من يمسك خيوط اللعبة بين السياسيين والمخابر والمستثمرين المحظوظين، بإمكانهم التحكم في بلورة العالم الجديد الموعود ما بعد كورونا".
ولهذا خلق البحث عن لقاح ضد كوفيد-19 منافسة اقتصادية محمومة خاصة بين كبريات المختبرات الصيدلانية الاوروبية و الامريكية التي تراهن كل من جهتها على أن تكون سباقة في ايجاد اللقاح قبل غيرها نظرا لما ستجنيه من أرباح مالية طائلة في حال حققت هذا الرهان.
ويرى العلماء أن التوصل الى لقاح "فعال و غير سام" يتطلب ما بين 15 و 20 سنة حيث يتعين تقييم مدى التأثيرات السامة للقاح على الحيوان أولا قبل البشر ثم الانتقال الى تجربة فعاليته على أعلى مستوى وذلك وسط حالة الاستعجال القائمة و ضغط الحكومات و السلطات الصحية التي تدعو الى التعجيل في اجراءات ابتكار اللقاح المطلوب لمواجهة كوفيد- 19.
وفي انتظار ابتكار اللقاح الذي من شأنه أن ينتصر على "عدو البشرية " الخفي، تبنت عديد من الدول من بينها الجزائر البروتوكول الصحي المعروف ب"كلوروكين" لمواجهة فيروس كورونا الذي أتى لحد الان بنتائج ايجابية.
الا أنه وبالرغم من تماثل عدد كبير من المصابين بفيروس كورونا للشفاء عبر أرجاء العالم، يبقى أن القضاء على المرض "ليس بمقدور أي دولة ضمانه لشعبها وحدها" ما لم يتراجع الوباء في كل دول العالم"، إذ أكد الخبراء على أن مكافحة الفيروس لن يتأتى إلا عبر التعاون وتبادل التجارب والمعلومات".