الحدث

تواصل الحراك وغليان الحدود.. تبون أمام مهمة صعبة

تحديات ورهانات وملفات كبيرة تنتظر الرئيس المنتخب

تواصل الحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر منذ الـ 22 فيفري الماضي حيث تعد مسيرات جمعة نهار أمس أول محطة بعد رحيل قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح وآخرها لسنة 2019، ويتساءل المتتبعون للشأن السياسي عن مصير الحراك خاصة بعد تلبية أغلب مطالبه، وسط مخاوف من الغليان الذي تعرفه الحدود خاصة ما يحدث بليبيا الشقيقة، ما يجعل رئيس الجمهورية المنتخب عبد المجيد تبون أمام مهمة صعبة، أهمها تلبية مطالب الحراك وحماية الجزائر من المتربصين بها من الداخل والخارج.

 

  • بين الحراك والاستفتاء

يرى المتتبعون للشأن السياسي أن الجنازة المليونية التي رافقت فقيد الجزائر الفريق أحمد قايد صالح رئيس الأركان إلى مثواه الأخير "استفتاء شعبي" قال فيها الجزائريون كلمتهم وشكروا أسدهم حامي الحمى، وردوا على أعداء الجزائر بالداخل والخارج، ويؤكد البعض الآخر أن هبة الجزائريين المليونية تأكيد على تمسكهم بوطنهم ووحدة ترابه، يحدث هذا في وقت يتمسك فيه الشارع بمطالبه حيث ما يزال الحراك الشعبي متواصل للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.

 

  • من سيحاور السلطة..؟

ما يزال الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ الـ 22 فيفري الفارط متواصلا رغم أنه حقق جل الأهداف التي كان ينادي بها وأهمهما رحيل نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة "مطلب تجديد الحكم -والرئاسيات قد فصلت- ورحيل الباءات"، ويتساءل المتتبعون للشأن السياسي عن المطالب المتبقية التي ينادي بها الحراك الشعبي الذي خطف أنظار العالم من خلال السلمية والتنظيم، ويرى مختصون في الشأن السياسي أنه على الحراك الشعبي تحديد معالم مطالبه والانخراط في الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من خلال أطراف تكون ممثلة للحراك- بمعنى من هي أطراف الحراك ما دام طرف السلطة محدد وهو رئيس الجمهورية- يقول العارفون في الشأن السياسي-.

 

  • تبون أمام مهمة صعبة

ويبدو أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمام مهمة صعبة في ظل ما تشهده الساحة الوطنية والدولية من أحداث وتحولات جارية يأتي على رأسها الحراك الشعبي المتواصل، ناهيك عن غليان الحدود حيث يشكل الملف الليبي أولى تحديات الرئيس تبون، خاصة وأن الرئيس التركي رجب طيب أردغان يصر على مشاركة الجزائر في مؤتمر برلين المزمع عقده حول ليبيا، فهل ينجح تبون في إرضاء الحراك الشعب، والتصدي للمتربصين؟ وهل ستشارك الجزائر في مؤتمر برلين؟، ويشار أن المجلس الأعلى للأمن درس الأوضاع في المنطقة وخصوصا على الحدود مع ليبيا ومالي، كما أنه قرر جملة من التدابير يتعين اتخاذها لحماية الحدود.

 

  • مصباح مناس: الحراك تحققت مطالبه..

حول الموضوع يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، مصباح مناس، أن الجيش سيعرف نقلة نوعية أخرى مع القيادة الجديدة تكملة لما بذله الفريق الراحل أحمد قايد صالح وبالتالي لا خوف على الجيش فهي ثقافة مؤسساتية راسخة مستمرة، ويؤكد مناس في تصريح لـ" الرائد" أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون " مهمته صعبة لكن خلفيته كرجل دولة وخبرته الإدارية وتدرجه في المناصب سيساعدونه على أداء مهامه في كل المجالات ".

وفي رده على الحراك الشعبي يرى مصباح مناس أن الشارع تحققت كل مطالبه، مشيرا بالقول:" إذا استمر في التظاهر هذا يعني أن بعض محركيه لا يريدون الاستقرار للجزائر والأكيد أنه مع الوقت سيضعف إلى أن تعود الأمور إلى طبيعتها".

 

  • بوهيدل: تبون أمام تحديات كبيرة لاحتواء الحراك

في حين يؤكد الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، رضوان بوهيدل، أن "رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يملك كل الصلاحيات الشرعية للتحاور مع الحراك الشعبي وتجسيد ما تبقى من مطالب مشروعة وهو الذي خصه من خلال أول خطاب له للأمة بمد يده له وهو اعتراف ضمني بالاعتراف بالهبة الشعبية ومطالبهم"،

ويوضح بوهيدل في تصريح لـ" الرائد" أن تبون أمام تحديات كبيرة لاستيعاب واحتواء الحراك وتحقيق النقلة الديمقراطية المنتظرة، مشيرا إلى تحديات أخرى تنتظره على غرار تشكيل حكومة كفاءات وحل المجالس المنتخبة وإعادة الانتخابات بشكل مسبق وكذا ورشة تشريعية ثقيلة، مسترسلا بالقول:" بداية بالدستور وعدد من القوانين العضوية و العادية"، وأضاف:" عهدة رئاسية ستكون مخصصة للإصلاح التشريعي و الدستوري و المؤسساتي و مواصلة تطهير المسؤوليات من الفاسدين و الفساد لبناء جزائر جديدة".

وفي سياق ذي صلة قال محدثنا:" أعتقد أن قايد صالح أدى ما عليه و ربما أكثر...ووفى بكل تعهداته وسيشهد له التاريخ بذلك وللأجيال المقبلة...والبقية ستكون تحديات ورهانات أمام القائد الجديد للأركان وكذا رئيس الجمهورية"، وأضاف:" التحديات داخليا و إقليميا ودوليا لمواصلة بناء الدولة و الديمقراطية".

 

من نفس القسم الحدث