الحدث

المستفيدون من مشاريع أونساج في قطاع الصيد البحري يستثمرون في "الحرڤة"

أغلبهم اتجه نحو الإفلاس ما دفعهم لتسخير قواربهم لرحلات الموت

• بقلم جريدة الرائد
• نشر في 17 ديسمبر 2019

يتجه العديد من المهنيين والمستثمرين في قطاع الصيد البحري نحو الإفلاس، خاصة منهم المستفيدون من مشاريع "أونساج" بهذا القطاع، حيث تراكمت الديون على هؤلاء الشباب مقابل نقص المردودية وانخفاض هامش ربح مشاريعهم، وهو ما دفع الكثير منهم إلى تحويل قواربهم للصيد نحو نشاطات غير شرعية، منها الهجرة السرية.

في هذا الصدد، أكد رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري، حسين بلوط، أن أغلب المستفيدين من مشاريع أونساج في قطاع الصيد البحري فشلوا بسبب غياب المرافقة والمتابعة لهذه المشاريع التي تسجل نقصا كبيرا في المردودية، ما جعل هؤلاء الشباب يغرقون في الديون.

وأشار المتحدث أن عددا كبيرا من أصحاب مشاريع أونساج يتلقون بشكل دوري مراسلات ومحاضر قضائية تحذرهم وتهددهم ببيع تجهيزاتهم في المزاد العلني، ما سيحيل أغلبهم على البطالة، مشيرا أن هذه الوضعية دفعت بالعديد من المستثمرين الشباب لتحويل قواربهم نحو نشاطات غير شرعية، حيث قال ذات المتحدث، في السياق ذاته، إن العديد من التحقيقات والتقارير أثبتت مؤخرا أن عشرات بل مئات القوارب، التي تم توزيعها في وقت سابق في إطار دعم تشغيل الشباب، في مجال الصيد البحري، تحولت إلى "قوارب موت" تستخدمها شبكات الحراڤة تم حجزها عبر سواحل إسبانيا، في حين لم يعثر على عدد كبير منها.

وأكد أن هذه الظاهرة أحدثت نزيفا كبيرا لقطاع الصيد البحري عبر العديد من السواحل، حيث كان يمكن لهذه القوارب أن تساهم في مداخيل بالملايير للخزينة العمومية لو تمت مرافقة الشباب في مشاريعهم وتقديم الدعم لهم، ليس المادي فقط وإنما في جانب الاستشارة والمرافقة، مضيفا أن أغلب المستفيدين من مشاريع أونساج في قطاع الصيد البحري لا يملكون الخبرة، وهو ما حكم على مشاريعهم بالفشل.

ووفق حسين بلوط، فإن الخاسر الأكبر من وراء كل هذا هي خزينة الدولة، مطالبا بنقاش جاد فيما يتعلق بالمشاكل التي يتخبط فيها قطاع الصيد البحري في الجزائر، بغية إعادة ترتيب بيت ممتهني الصيد عبر حوار شفاف ومتواصل، بعيدا عن البروتوكولات التي أكل عليها الدهر وشرب، والتي بقيت لسنوات تعتمد على زيارات المسؤولين ووزراء القطاع في جولات قصيرة من دون التطرق إلى عمق مشاكل القطاع، مع ضرورة تنظيم أيام تحسيسية لتوعية مجتمع البحارة الذي لا يزال، حسبه، معزولا اجتماعيا.