الحدث

أخطاء الكتب المدرسية وإشكالية التجريب في مناهج التلاميذ تعود إلى الواجهة

تحرك نقابي من أجل الضغط على الوزير لتصحيح الوضع وإجراء تعديلات

جددت التنسيقية الوطنية لأساتذة التربية الإسلامية دعواتها إلى وزارة التربية الوطنية من أجل فتح ملف الأخطاء المسجلة في المناهج التعليمية ومصيبة التجريب في المناهج الدراسية التي باتت تعرفها البرامج الجزائرية، والتي باتت تعرفها أيضا مختلف الدول العربية.

صرحت التنسيقية الوطنية لأساتذة التربية الإسلامية، على صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي "الفايس بوك"، أن مصيبة التجريب في المناهج التعليمية ليست وقفا علينا في الجزائر، وإنما هي مصيبة عامّة قائمة في العديد من الأقطار العربية. ومنها الأردن.

وجاء هذا على خلفية الأخطاء المسجلة في المناهج بالأردن التي سجل فيها 300 معلومة خاطئة في مناهجها التعليمية، وهذا من مجموع ما حذف أو عدل في منهاجي العلوم والرياضيات الجديدين للصفين الأول والرابع هذا الفصل الدراسي؛ ما يؤشر على حجم الخلل والتساهل في تدقيق معلومات غير صحيحة، أو غير مناسبة، كانت بين أيدي الأطفال.

أكدت التنسيقية أن ظاهرة الأخطاء معممة في مناهج التعليم الجزائرية، وهذا قبل أن تدعو وزارة التربية إلى التدخل من أجل تدارك الوضع الذي ناقشته باهتمام ذات النقابة خلال أشغال المجلس الوطني المنعقد خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث أسفر عن دعوة الوصاية لمراجعة وبأسرع وقت مناهج الإصلاح المزعوم، مستدلة بأحد الدروس التي يحتويها كتاب السنة 3 ابتدائي، حيث أن الدرس يعرف بشخصية الأمير عبد القادر، ولم يأت ذكر لبطولات الأمير ومقاومته للاحتلال الفرنسي، وإنما ركز على شكله الخارجي، فهو مفتول العضلات ووسيم الوجه.. أما الشهيد العربي بن مهيدي فكان متذوقا للفن والموسيقى والمسرح !!!

هذا فيما اعترف وزير التربية بأخطاء في الكتب بعد أن أعلن منذ أيام أنه قد أجل إصدار كتاب التاريخ الجديد للطور المتوسط، بعد الأخطاء المسجلة فيه، موضحا أنه تم تأجيل إصدار الكتاب الجديد لمادة التاريخ للتدقيق في المنج وتفادي الأخطاء التي عرفتها المناهج سابقا.

وشددت التنسيقية بذلك على أهمية سهر الوزير عبد الحكيم بلعابد على تناول الشخصيات التاريخية، بما يظهر جهادها ضد الاستدمار الفرنسي البغيض، واستنكار طريقة تقديم بعضها على غرار الأمير عبد القادر، والشهيد البطل العربي بن مهيد، مع أهمية اتخاذ وزارة التربية إجراءات ميدانية والعمل على استدراكها.

وحذرت التنسيقية، في ذات الصدد، من سوء البرامج التعليمية، بدليل أن الولد يمضي 12-14 سنة في "المدارس" ثم يخرج منها دون أن يتلقى إجابات عن أهم الأسئلة في حياته بشكل مقنع (من أنا؟ لماذا أنا هنا على هذه الأرض؟ ما الأدلة الفطرية والعقلية على الله؟ ما الدليل على النبوات؟ ما الرد على الشبهات المنتشرة؟ ما العلاقة بين الإيمان والعلم والغيب والشهادة؟). وهي الأسئلة التي استقتها التنسيقية مما كتب فيه الدكتور إياد قنيبي. هذا الأخير الذي أشار "إنه عندما تراه يتخرج من المدرسة ولا يعرف ماذا يريد في هذه الحياة، لا يعرف أهدافه، ولا له مشروع، ولا كيف يحقق ما خلق من أجله.. فلا تحدثني عن التعليم!".

ومن بين ما نشرته التنسيقية على صفحتها حول ما تداوله الدكتور إياد قنيبي "عندما تراه يتخرج فلا يعرف عن تاريخه شيئاً، ولا عن أبطاله ورموزه، فلا يفاخر بهويته الدنيا، بل يعيش هزيمةً نفسية وتحرجاً من هويته الإسلامية، ويقلد الزناة وشاربي الخمور من الأمم الأخرى في مظهره وحركاته، فلا تحدثني عن التعليم!". وهذا في ظل فشل خريجي المدارس في تعلم حتى مبادئ المنهجية العلمية، البحث العلمي، الكتابة العلمية، النقد العلمي، طرق الاستدلال، متسائلا في سياق آخر كيف يتم تحميل المسؤولية للأساتذة في وقت أن معلما غير مكفيٍّ ماديَّاً لن يكون معلماً، وحتى لو كُفي، فليست هذه هي المشكلة الأهم، فما لم تكن هناك مناهج حقيقية تلبي الحاجات المذكورة أعلاه فلا تربية ولا تعليم، وهي الأخطاء التي يعرفها قطاع التعليم بالجزائر حسب التنسيقية التي دعت الوزارة إلى تدارك الأمر قبل فوات الأوان.

من نفس القسم الحدث