الحدث

توقعات بإنتاج ضعيف كما ونوعا في مادة القمح تؤجل مسعى الجزائر وقف الاستيراد!

بسبب شح الأمطار شهري مارس وأفريل

    • موسوني: لا يمكن وضع أهداف استراتيجية بالاعتماد على فلاحة تحكمها "التغيرات المناخية"

 

كانت الجزائر تنوي الجزائر السنة الجارية، التخلي عن استيراد مادة القمح بنوعيه، وهو الإجراء الذي قد يؤثر على الأسواق في الوقت الراهن بسبب ضعف المنتوج الفلاحي وبقائه مرتبطا بالتغيرات المناخية، حيث توقع خبراء زراعيون هذا الموسم تسجيل نقصا في إنتاج مادة القمح بسبب شح الأمطار خلال شهري مارس وأفريل، وهو ما يرهن مساعي الحكومة التخلي عن الاستيراد.

رغم أن الأرقام والإحصائيات تشير لاستمرار استيراد الجزائر للقمح بشكل مفرط، إلا أن مسؤولين في وزارة الفلاحة وفي الديوان الوطني للحبوب أعلنوا، منذ مدة، توجه الجزائر نحو التخلي عن الاستيراد بشكل نهائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مادتي القمح الصلب واللين هذه السنة، وهو ما اعتبره خبراء زراعيون أمر غير ممكن، على الأقل هذه السنة، بسبب احتمال تسجيل ضعف في الإنتاج بسبب شح الأمطار خلال شهري مارس وأفريل، وهي الفترة التي تحتاج فيها سنابل القمح للماء لاكتمال النضج.

ويرى هؤلاء الخبراء أن الفلاحة في الجزائر لا تزال مرتبطة بالتغيرات المناخية، وهو ما يجعلها غير قارة والإنتاج غير محسوب كل موسم، وبالتالي فإن المراهنة على هكذا ظروف من أجل اتخاذ قرار استراتيجي كوقف الاستيراد سيتسبب في خلل كبير على مستوى الأسواق، خاصة إذا تعلق الأمر بالقمح الذي يعد مادة أولية للعديد من الإنتاجات الغذائية، وعليه فقد نصح الخبراء المسؤولين بالتوقف عن إعطاء الوعود والتصريحات غير المدروسة بينما بقول الواقع العكس.

بالمقابل، وحسب تقارير دولية، فإن متوسط ما استوردته الجزائر من القمح للفترة الممتدة من 2018 إلى بداية 2019 يقدر بـ 7.2 مليون طن، فيما تقدر واردات الجزائر الإجمالية من الحبوب، خاصة من القمح اللين والذرة، ما بين 12 و13 مليون طن سنويا، وهو ما يكشف عن خلل كبير فيما نستورده ونصدره، ويرهن أي مساع للحكومة من أجل وقف عملية الاستيراد.

 

    • موسوني: لا يمكن وضع أهداف استراتيجية بالاعتماد على فلاحة تحكمها "التغيرات المناخية"

 

وفي هذا السياق، أكد الخبير الزراعي، أكلي موسوني، أمس، أن إنتاج القمح هذه السنة سيكون ضعيفا كما ونوعا مقارنة بسنوات ماضية، وذلك بسبب الظروف المناخية غير المساعدة، حيث أشار موسوني أن شح الأمطار خلال شهري مارس وأفريل عبر أغلب ولايات الوطن ودرجات الحرارة التي سجلت خلال هذه الفترة ستنعكس على الإنتاج، خاصة أن أغلب الفلاحين لا زالوا يعتمدون على الأمطار في فلاحتهم.

وقال موسوني إن هدف وقف استيراد القمح سيؤجل أيضا هذه السنة لأنه من غير المعقول أن نوقف الاستيراد والإنتاج الوطني لا يزال غير قادر على تغطية الطلب المتزايد. وفتح موسوني النار على المسؤولين الذين يضعون أهدافا دون أي رؤية واستراتيجية واضحة، مشيرا أن التوقف عن الاستيراد يكون بالعمل في الميدان وليس بالتصريحات.

وقال موسوني إن الخلل يكمن في المخططات السنوية لوزارة الفلاحة، حيث تضع اللجان الاستشرافية على مستواها أهدافا غير واقعية وغير قابلة للتطبيق أصلا، فإن أخذت على محمل الجد طموحات الوزارة في بلوغ 90 بالمائة من إنتاج القمح اللين و80 بالمائة من إنتاج القمح الصلب و54 بالمائة من إنتاج البقوليات، و100 بالمائة من إنتاج الشعير، فلماذا ما زلنا نستورد الأطنان كل سنة ولماذا لم نحقق الاكتفاء الذاتي بعد؟.

س. زموش

من نفس القسم الحدث