الحدث

الغلاء ينغص على الجزائريين ما تبقى من عطلتهم الصيفية

في ظل ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية

    • أسعار الأضاحي قد تحرم الزوالية من فرحة العيد

    • الدخول المدرسي أولوية وارتفاع الأسعار الهاجس الأكبر

 

تسابق أغلب العائلات الجزائرية خاصة من ذوي الدخل المتوسط الزمن من أجل التمتّع بما تبقى من العطلة الصيفية، وعينها على اقتراب عيد الأضحى المبارك وبعده الدخول المدرسي، وهما المناسبتان اللتان تمثلان هاجسا للأولياء بسبب المصاريف التي تستهلكها، خاصة مع حديث عن ارتفاع أسعار الأضاحي ومستلزمات العيد، وهو ما يجعل القدرة الشرائية تنهار أكثر مما هي عليه الآن.

 

    • عائلات تقطع عطلتها وتبدأ التفكير في مصاريف العيد والدخول المدرسي منذ الآن

 

ولم يعد يفصل إلاّ أسابيع عن حلول عيد الأضحى، حيث ستكون هذه المناسبة منتصف شهر أوت، ما خلف حالة قلق لدى العائلات الجزائرية التي ترمي العطلة الصيفية بعين والعيد بعين أخرى، وسط تراجع رهيب في القدرة الشرائية خصوصا لدى العائلات الفقيرة ومتوسّطة الدخل، حيث لم تكد تستمتع بالعطلة الصيفية والاستجمام بطرق مختلفة، حتى بدأت نقاط بيع الماشية تنتشر عبر البلديات والأحياء والتي تنبّه إلى قرب موعد العيد وبأسعار تبدو مشتعلة حتّى قرب الموعد الفعلي له.

وموازاة مع ذلك بدأ العدّ التنازلي أيضا للدخول المدرسي الذي سيكون بداية سبتمبر، وتزايد الرغبة في اقتناء مستلزمات هذا الدخول قبل أسابيع تفاديا لارتفاع أسعارها، الأمر الذي عكّر صفو العطلة الصيفية على أغلب العائلات التي لم تستقرّ على سبيل يخفّف من روعها وصراعها مع غلاء المعيشة وضغوطات الحياة، إذ تضحّي الكثير منها بمظاهر الراحة والاستجمام فقط من أجل توفير مصاريف الدخول المدرسي وعيد الأضحى واقترانهما بمواعيد فواتير الكهرباء والماء ومختلف الأعباء الحياتية.

 

    • أسعار الأضاحي قد تحرم الزوالية من فرحة العيد

 

هذا ومن المنتظر أن تعرف أسعار أضحية العيد هذه السنة ارتفاعا غير مسبوق مقارنة مع السنة الماضية، إذ أن سعر "الخروف الصغير" أو كما يطلق عليه مربو المواشي بـ"الديك"، الذي لا يتجاوز وزنه 18 كلغ ويستنجد به معظم الجزائريين، سيتراوح سعره ما بين 4 و5 ملايين سنتيم، مع تسجيل نوع من الندرة في هذه الخرفان بسبب نفوق عدد كبير منها بسبب داء المجترات الصغيرة الذي ضرب الموالين الشتاء الماضي، فيما سيفوق سعر "كبش" متوسط الوزن 6 ملايين، في حين تصل أسعار الكباس كبيرة الوزن الـ9 ملايين سنتيم، وهو ما قد يحرم العديد من الأسر "الزوالية" من اقتناء الأضحية من أساسه، وقد يفضل هؤلاء التضحية بالعيد من أجل الدخول المدرسي خاصة أن هذا الأخير سيكون بعد حوالي أسبوعين فقط من العيد، وهي فترة زمنية غير كبيرة لن تمكن العائلات من استرجاع عافيتها المالية.

 

    • الدخول المدرسي أولوية وارتفاع الأسعار الهاجس الأكبر

 

هذا ومن المنتظر أن تشهد أسعار الأدوات المدرسية، في الفترة المقبلة المتزامنة والدخول المدرسي الجديد، ارتفاعا كبيرا ككل سنة، حيث تحول هذا الارتفاع إلى هاجس تواجهه العائلات ذات الدخل المحدود التي تجد صعوبة كبيرة في التأقلم مع الوضع والتوفيق بين اقتناء المستلزمات المدرسية أو التفرغ لعيد الأضحى المبارك الذي هو على الأبواب.

وبسبب الغلاء الفاحش، يقوم العديد من الأولياء بالتقرب من هذه السلع من أجل شراء الأدوات المدرسية مبكرا وحتى لا يصطدم مصروف الدخول المدرسي بمصاريف أخرى، غير أن هذه السنة فإن القاعدة انعكست، حيث يعد الدخول المدرسي آخر مناسبة تستنزف المصاريف، لذلك فإن اقتناء مستلزمات هذا الدخول مبكرا سيخلط الأوراق أكثر.

 

    • 20 مليون سنتيم أقل ميزانية لمواجهة مصاريف العيد والدخول المدرسي

 

وبحسابات بسيطة، فإنه على الأسرة الجزائرية المتوسطة البالغ عدد أفرادها 6 أشخاص، تخصيص ميزانية استثنائية تتراوح ما بين 20 و30 مليون سنتيم، لمواجهة مصاريف ما تبقى من العطلة الصيفية وعيد الأضحى والدخول المدرسي، حيث تتراوح أسعار الأضاحي هذا العام ما بين 5 و7 ملايين سنتيم، زيادة على الدخول المدرسي، حيث يتوجب على الأسرة تخصيص مليون سنتيم لكل طفل لتغطية احتياجاته من محفظة ومئزر وكتب وأدوات مدرسية.

وهناك بعض الأسر اعتادت على شراء ملابس جديدة في هذه المناسبات، بما يكبدها ميزانية إضافية، كما أن هذه المواسم تتطلب إنفاقا إضافيا وغالبية المواطنين عاجزون عن الادخار، ما يجبرهم على اللجوء إلى الاستدانة.

ويرى المختصون أن المواطن الجزائري لم يعد بمقدوره العيش بشكل عادي حتى لو تقاضى 10 ملايين سنتيم، لذا لا بد من تحديد "نوع المعيشة"، حيث أصبح مبلغ 100 ألف دينار، في ظل الأسعار الحالية، كفيلا فقط بتأمين مصاريف الحليب والخبز فقط وبعض الحاجيات الضرورية، في حين أن العيش وفق المعايير العالمية يتطلب مبلغ 50 مليون سنتيم شهريا لأسرة من 6 أفراد.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث