الحدث

الكأس الثانية... أغلى تتويج في زمن الحراك الشعبي

الفوز بالكان يرفع معنويات الجزائريين ويحمل بشرى خير عما ستكون عليه الأوضاع في المرحلة المقبلة

    • الجزائريون يعطون درسا في الوطنية تحت شعار "خلافاتنا لا تخرج برا"

    • هكذا تكون النتيجة عندما يختار الجزائريون من يقودهم

 

رفع تتويج المنتخب الجزائري بكأس أمم إفريقيا معنويات 40 مليون جزائري رأوا في هذا التتويج بشرى خير وبدء انتهاء لعنة العصابة وانفراج الأزمة الحالية وتحسن الأوضاع 180 درجة في المرحلة المقبلة، حيث كان التتويج بالكان بمثابة أمل للجزائريين ومتنفس حقيقي للضغوطات التي عاشوها طيلة 22 أسبوعا الماضية، بسبب تداعيات الحراك الشعبي، كما رفع هذ التتويج سقف التحديات والطموحات، ومثل شحنة طاقة لإكمال الإنجازات التي بدأت في زمن الحراك الشعبي.

وطيلة الـ 48 ساعة الأخيرة بدا وكأن الجزائر تخلصت من أزمتها السياسية، حيث تجاوز الجزائريون كل الخلافات السياسية والأيديولوجية وتوحدوا تحت راية الخضر، ليأتي التتويج بالكان عن جدارة واستحقاق بمثابة جرعة أمل رفعت سقف الطموحات والتحديات.

 

    • الجزائريون يعطون مرة أخرى درسا في الوطنية تحت شعار "خلافاتنا لا تخرج برا"

 

ورغم أن جمعة المباراة النهائية كانت هي الجمعة 22 للحراك الشعبي، إلا أن نهائيات الكان خطفت الأضواء من الحراك بشكل مؤقت، وكان جل اهتمام الجزائريين هو الفوز بالنهائي. وعلى المستوى الرسمي تمكنت الحكومة من كسب نقاط لصالحها لدى الجزائريين بصفة مؤقتة، حيث استثمرت بشكل إيجابي في وصول المنتخب الجزائري إلى نهائيات الكان، وكانت الإجراءات التي اتخذت من أجل نقل أكبر عدد ممكن من الأنصار نحو القاهرة محل إشادة من طرف العديد من المناصرين، لكن أكثر ما هو إيجابي وقدم صورة مشرفة عن الجزائريين الذين تعودوا أن يتركوا خلافاتهم الداخلية، هو رد فعل الأنصار لدى دخول رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح ستاد القاهرة، حيث هتف الجزائريون بشعار "وان تو تري فيفا لالجيري".

ورغم أن بن صالح لا يزال من المغضوب عليهم ودائما ما يرفع الجزائريون شعارات "ارحل يا بن صالح" في كل جمعة حراك، غير أن من كان بستاد القاهرة كان يعي جيدا أن الخلافات السياسية أمر وأن كون بن صالح هو ممثل الجزائر واحترامه يعد احتراما للجزائر هو أمر آخر، وهو ما جعل الجزائريين يقدمون مرة أخرى درسا في الوعي والوطنية.

 

    • التتويج بالكان أكبر إنجاز في زمن الحراك في عيون الجزائريين

 

من جانب آخر، فإن التتويج بكأس أمم إفريقيا بعد 29 سنة من أول تتويج، مثل للجزائريين إنجازا عظيما في زمن الحراك، حيث اعتبر كثيرون أن هذا التتويج هو بمثابة انتهاء للعنة العصابة التي حكمت الجزائر طيلة العشرية الماضية، وكانت سببا في تدهور وفساد العديد من القطاعات منها الرياضة الجزائرية التي نخرتها الرشوة وفضائح الفساد التي جعلت مستوى الفرق الوطنية وحتى الأندية يتراجع.

غير أن الحراك جاء ليقلب الموازين ويزرع في الجزائريين دماء جديدة كما حدث مع المنتخب الوطني الذي رفع شعار "نربحوهم ڤاع"، خلال الكان، وهو ما حققه وأهدى أغلى تتويج للشعب الجزائري ويعد أكبر إنجاز في زمن الحراك الشعبي.

 

    • بعد أشهر من اللااستقرار.. الجزائر كانت تحتاج لفرحة بهذا الحجم

 

وحسب العديد من المراقبين، فإن الجزائر كانت بحاجة إلى فرحة بهذا الحجم، حيث مثل التتويج بالكان متنفسا كبيرا من ضغط نفسي عاشه الجزائريون بسبب الأزمة السياسية وتداعيات الحراك الشعبي والتطورات التي حصلت على الساحة السياسية.

ويرى هؤلاء المراقبون أن فرحة التتويج بالكان أزاحت الضغوطات وقلبت الموازين ورفعت سقف التحديات والطموحات إلى أعلى. فالجزائريون الذين قاموا بحراك شعبي أذهل العالم وتمكنوا في فترة وجيزة من بناء منتخب وطني قوي استطاع أن يتوج بالكان ويفوز بجميع مبارياته ويحقق انتصارا تاريخيا، يستحقون أن يواصلوا مسيرة الإنجازات فيما يتعلق بالأزمة السياسية، ويمكنهم اختيار رئيس قادم للبلاد يمكنه أن يكون عرابا للإصلاحات السياسية التي تحدث القطيعة مع النظام السابق وتؤسس للجمهورية الجديدة.

 

    • هكذا تكون النتيجة عندما يختار الجزائريون من يقودهم

 

هذا وقد تداولت أغلب صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، منشورات تؤكد أن تتويج الجزائر بالكان جاء بمثابة استفاقة للجزائريين، معتبرين أن الكأس هي أيضا تتويج للحراك الشعبي. وأكد الجزائريون أنهم منذ البداية نادوا لتعيين جمال بلماضي مدربا للخضر، وكان هذا الأخير اختيارهم لتكون هذه هي النتيجة: تتويج بالكأس وأداء مشرف وبطولي، ما جعل البعض يسقطون ذلك على الأزمة السياسة الحالية، داعين إلى تسليم السلطة للشعب، معتبرين أنه هكذا تكون النتيجة عندما يختار الجزائريون من يقودهم.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث