الحدث

الحراكيون يتمسكون برحيل رموز النظام السابق ودعم الحوار بشروط

إجراءات أمنية احترازية لضمان استمرار السلمية ميزت الجمعة الـ 22

أدرك الحراك الشعبي أمس جمعته الـ 22 والذي تشهده شوارع الجزائر ومدنها منذ 22 فيفري الماضي للمطالبة برحيل رموز النظام السابق، حيث جدد الحراكيون ضغطهم بنفس مطالبهم السابقة وكعادتهم رفع المتظاهرون نفس المطالب التي لم يتم تحقيقها بعد، على غرار ضرورة تفعيل المادتين 7 و8 من الدستور وتنحية رموز النظام السابق، معبرين عن اعتزازهم بالانتماء للجزائر من خلال رفعهم الرايات الوطنية، مشيدين في نفس الوقت بالدور الذي تلعبه العدالة في محاسبة المفسدين وإيداعهم سجن الحراش، على غرار وزير الأشغال العمومية والنقل الأسبق عمار غول، والمرافقة التي تقدمها المؤسسة العسكرية لتحقيق ذلك.

ففي موعدهم الأسبوعي المستمر منذ 22 فيفري الفارط, خرج المتظاهرون إلى شوارع العاصمة على غرار المرات السابقة، غير أن ما مميز مسيرات الأمس هو سيرها في أجواء رياضية احتفالية, حيث تحولت الأزقة و الساحات إلى مساحات لتشجيع المنتخب الوطني لكرة القدم الذي خاض آخر عقبة من كأس إفريقيا للأمم الذي تحتضنه القاهرة, و يبدو أن المتظاهرين قد تبنوا معادلة متوازية, من خلال حفاظهم على تقليد دأبوا عليه منذ أشهر, تأكيدا على تمسكهم بمطالب سياسية تتعلق برحيل كافة رموز النظام السابق و محاربة الفاسدين و ناهبي المال العام من جهة و مساندة الفريق الوطني بكل جوارحهم من جهة أخرى، و قد كان هذا الطرح جليا من خلال ارتداء المتظاهرين, نساء و رجالا, للقميص الرياضي الخاص بـ"الأفناك" و رفعهم للأعلام الوطنية من كل الأحجام, علاوة على لافتات ألفوا حملها, تنادي بالوحدة الوطنية و منح السلطة للشعب.

و مما انفردت به مسيرات الجمعة أيضا, عدم تسجيل أي حالة توقيف أو مشادات بين المتظاهرين و قوات الشرطة, خلافا على المرات السابقة.

وعلى غرار الجمعات الماضية, سجل المحتجون موقفهم من الحوار الذي ما فتئت تدعو إليه السلطة, تمهيدا للذهاب إلى انتخابات رئاسية، مطلب ربطه هؤلاء بجملة من الشروط, أهمها رحيل كل الوجوه المحسوبة على "العصابة"، و من أهم الشعارات التي رفعت في هذا الاتجاه "نعم لحوار شامل بين كل الجزائريين بإشراف النزهاء", "لا لحوار وانتخابات تحت إشراف رموز العصابة", "نعم للحوار, لا للوصاية والإقصاء" وغيرها.

ورغم حرارة الطقس من جهة وانشغال عدد كبير من الجزائريين والجزائريات بالحدث الرياضي المتمثل في لعب المنتخب الوطني الجزائري للمباراة النهائية في كأس أمم افريقيا أمام المنتخب السنغالي، فإن أعدادا من المتظاهرين خرجوا في الجزائر العاصمة وباقي ولايات الوطن في مسيرات شعبية هدفها الأساسي بناء جزائر جديدة حرة وديمقراطية.

وخرج المواطنون، للتظاهر في مسيرات احتجاجية عبر الساحات العمومية والشوارع الرئيسية في مختلف المدن عبر الوطن ولم تمنعهم حرارة الجو من التوافد على الأماكن المعتادة لتنظيم المظاهرات المناهضة لممارسات النظام السابق والمطالبة بالتغيير.

كما جدد مواطنون شاركوا في مسيرات سلمية الجمعة بمختلف ولايات الوطن مطالب "التغيير الجذري للنظام"، "مواصلة محاربة الفساد"، محيين في نفس الوقت "المبادرات الجادة" للحوار من أجل الخروج من الازمة السياسية، و خلال الجمعة 22 ل "الحراك" الشعبي كان المتظاهرون في الموعد لكن عدد المشاركين أقل بكثير مقارنة بالمسيرات السابقة، بغرب البلاد، شارك مئات المواطنين من جميع الأعمار في المسيرة الأسبوعية السلمية لتكرار مطالبهم ب" تغيير للنظام" و "رحيل جميع رموزه" و "مواصلة مكافحة الفساد".

فبوهران، و كما هو الحال في الولايات الأخرى بغرب البلاد، على الرغم من الحرارة قام المتظاهرون بتحديد الموعد في نهاية صلاة الجمعة للسير عبر الشوارع الرئيسية بوسط المدينة قبل التجمع أمام المباني و الساحات العمومية مطالبين بالتغيير الجذري للنظام و "مواصلة مكافحة الفساد" و "رحيل الباءات المتبقية" و "تفعيل المادتين 7 و8  من الدستور"، كما هتف المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مقر الولاية مختلف الشعارات "جزائر حرة ديمقراطية" و "خاوة خاوة" و "من أجل انتخاب رئيس ديمقراطي".

و بمستغانم، بدأ أول المتظاهرين كالعادة بالتجمع بساحة الاستقلال بوسط مدينة مستغانم بعد صلاة الجمعة مباشرة قبل الانطلاق في المسيرة من نهج محمد خميستي إلى شارع بوعزة محمد أين يقع مقر الولاية ثم العودة عبر طريق وهران إلى مقر البلدية حاملين الراية الوطنية ويرددون الشعارات التي تدعو إلى  "مواصلة مكافحة الفساد" و "استقلالية العدالة"، وشارك بتيارت عشرات من الأشخاص في المسيرة السلمية للمطالبة بمواصلة مكافحة الفساد و التأكيد على تمسكهم بالوحدة الوطنية ووحدة صفوف " جيش شعب خاوة خاوة ". و بولاية سعيدة جدد المتظاهرون ضرورة "رحيل جميع رموز النظام "ومطالبين بمبدأ "استقلالية العدالة"، وبغليزان و بولايات أخرى من غرب البلاد تحدى المواطنون الحرارة التي تجاوزت ال40 درجة للمطالبة بمواصلة مكافحة الفاسدين و المفسدين و إسراع "في حوار جاد" من أجل الخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، ولوحظ نفس حماس و التزام المتظاهرين في ولايات تيسمسيلت و سيدي بلعباس و وتلمسان وعين تموشنت.

وأعرب جل المشاركين في المسيرات السلمية التي جابت مختلف ولايات وسط البلاد عن رفضهم لفكرة إجراء انتخابات رئاسية في ظل بقاء رموز النظام القديم مرددين شعارات تدعو لمواصلة حملة مكافحة الفساد التي مكنت من الإطاحة بأسماء ثقيلة في عالم السياسة و الأعمال مؤكدين في نفس الوقت مواصلة حراكهم السلمي الى غاية الإستجابة لكافة مطالبهم.

 كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث