الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
• فلاحون في رحلة بحث عمن يجني محاصيلهم وارتفاع في الأسعار يلوح في الأفق
• اختفاء اللاجئين الأفارقة وارتفاع تكاليف العمال الصينيين يعقد الوضع ويعمق الأزمة
بدأت هذه السنة أزمة اليد العاملة في عدد من القطاعات مبكرا بسبب تسجيل درجات حرارة قياسية منذ بداية جوان المنصرم، حيث تسببت هذه الحرارة المرتفعة في هجرة آلاف العمال من قطاعات الفلاحة والأشغال العمومية والبناء، وهو ما وضع الفلاحين والمقاولين وعددا من المؤسسات الاقتصادية في مأزق حقيقي، خاصة من تراجع أعداد المهاجرين الأفارقة الذين كانوا في وقت سابق يعوضون العمالة الجزائرية من جهة، وارتفاع تكاليف العمالة الصينية والسورية وحتى المغربية.
ضربت هذه الأيام أزمة يد عاملة العديد من القطاعات بشكل مبكر، وعلى رأسها قطاع الفلاحة والأشغال العمومية، وهما القطاعان اللذان يعانيان أصلا من هذه الأزمة طيلة أيام السنة، غير أن الوضع يتفاقم خلال فصل الصيف، حيث يهجر أغلب عمال هذين القطاعين أماكن العمل بسبب الحرارة المرتفعة، وهو ما يخلق مشاكل بالجملة للفلاحين والمقاولين الذين اتجهوا للبحث عن عمالة بديلة، في حين يضطر البعض منهم لتجميد مشاريعهم في انتظار الدخول الاجتماعي.
ويطرح تكرار هذه الأزمة كل فصل صيف العديد من التساؤلات حول حقيقة الأرقام التي تقدمها مختلف هيئات الإحصاء عن نسب البطالة في الجزائر، وتساؤلات عديدة حول رفض العمال الجزائريين العمل في فترات معينة، منها فصل الصيف، وغياب الظروف الملائمة وشروط العمل وفق المعايير الدولية، وهو ما يجعل قطاعات عديدة تتأثر بشكل مناسباتي.
• اختفاء اللاجئين الأفارقة وارتفاع تكاليف العمال الصينيين يعقد الوضع ويعمق الأزمة
وما فاقم الأزمة هذه السنة هو ظهورها بشكل مبكر، حيث كانت في سنوات سابقة تطرح شهري جويلية وأوت تحديدا، غير أن الارتفاع القياسي في درجات الحرارة هذه الفترة جعل هجرة العمال تبدأ على غير العادة بشكل مبكر.
من جانب آخر، فإن غياب البديل للعمالة الجزائرية يعتبر عاملا آخر فاقم الوضع. ففي سنوات ماضية كانت ورشات البناء وشركات المقاولة تستغل اللاجئين الأفارقة من أجل تعويض العمال الجزائريين خاصة في فصل الصيف، غير أن تراجع أعداد هؤلاء اللاجئين وترحيل معظمهم نحو بلدانهم الأصلية جعل المقاولين وشركات الإنجاز في مأزق حقيقي، خاصة أن العمالة الصينية المتوفرة باتت مكلفة، شأنها شأن أعداد قليلة من العمالة السورية المتوفرة. وحسب ما أكده مسيرو عدد من مشاريع البناء الخاصة، فإن الجزائريين يرفضون العمل في ظروف قاسية وفي درجات حرارة مرتفعة، أو يبالغون في الأجر ويشترطون أحيانا مزايا وظروفا خاصة، وهو ما يضع أغلب المقاولين وأصحاب الورشات في ورطة حقيقية.
• فلاحون في رحلة بحث عمن يجني محاصيلهم وارتفاع في الأسعار يلوح في الأفق
من جهتهم، يجد أصحاب الأراضي والمستثمرات الفلاحية صعوبة كبيرة في تأمين عمال لجني المحاصيل أو القيام بمهن فلاحية ممتدة على مدار فصل الصيف، بسبب عزوف كبير عن العمل في القطاع، حيث بدأ عدد كبير من الفلاحين يشتكون منذ الآن من غياب يد عاملة يمكنها جني محاصيل فلاحية جاهزة، وهو ما قد يتسبب في ارتفاع الأسعار وخسائر بالجملة لهؤلاء الفلاحين الذين يضطرون في الكثير من الأحيان للاعتماد على "الشيوخ وأحيانا الأطفال" لجني المحاصيل.
وحسب ما يؤكده هؤلاء الفلاحون وأصحاب المستثمرات الفلاحية، فإن القطاع يشكو على مدار السنة من نقص كبير في يد العاملة المؤهلة، حيث يصعب عليهم العثور على عمال مؤهلين أو حتى يدويين، وهو النقص الذي لم تقدر على التقليل منه وتيرة المكننة البطيئة.
س. زموش