الحدث

حكومة تصريف أعمال دون أعمال؟!

حالة من الانسداد موجودة في العديد من القطاعات ووزراء بدوي في عطلة مفتوحة

    • رزيق: اختباء عدد من الوزراء أدى إلى حالة من الفوضى والتسيب

 

تواصل حكومة بدوي هذه الفترة الاختباء والاكتفاء بالتسيير خلف المكاتب المغلقة، فالمتابع لنشاط الطاقم الوزاري يظن أن هؤلاء في عطلة مفتوحة بينما لا تزال العديد من الملفات الحساسة عالقة في أكثر من قطاع.

لم تشهد حكومة بدوي منذ تنصيبها أي حركية، فرغم أننا في بداية موسم الاصطياف وعلى أبواب مناسبات دينية مهمة على غرار عيد الأضحى وموسم الحج، إلا أن وزراء بدوي يواصلون الاختباء، فالمتابع لنشاطات هذا الطاقم الحكومي يظن أن هؤلاء الوزراء هم في عطلة مفتوحة، حيث لا يزال عملهم يقتصر على تسيير الأعمال من خلال المكاتب المغلقة، بينما هناك وزراء لم يظهروا من أساسه منذ تنصيبهم، لدرجة أن الجزائريين لم يتذكروا أسماءهم  بعد، وعدا بعض الوزراء الذين يحاولون بين الحين والآخر الظهور بعدد من الولايات الداخلية يفضل آخرون الابتعاد عن الأنظار بالنظر لما يعرفه الشارع الجزائري من رفض لهذه الأسماء وبدرجات تختلف من وزير لآخر.

 

    • وزراء لم ينزلوا إلى الميدان منذ تنصيبهم

 

وبالعودة إلى النشاط الميداني لحكومة بدوي، لم يجر منذ أزيد من فترة أي وزير من الطاقم الحكومي أي نشاط ميداني عدا تلك التي تتعلق بالتدشينات وإطلاق الحملات التحسيسية، بينما هناك من الوزراء الذين لم يظهروا من أساسه لا من خلال الخرجات الميدانية ولا حتى من خلال الندوات والاجتماعات منذ أكثر من شهرين، على غرار وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال إيمان هدى فرعون التي اختفت عن الأنظار منذ فترة طويلة، ووزير المالية وكذا وزيرة الصناعة، بينما يحاول وزراء آخرون الإبقاء على الحركية في قطاعاتهم حتى وإن كان ذلك من خلال التصريحات والاجتماعات مع إطاراتهم على غرار وزير التجارة ووزير السكن والعمران والمدينة.

 

    • ملفات عالقة وقرارات استعجالية تنتظر من يتخذها

 

وبسبب حالة الشلل والجمود الذي يعرفه النشاط الوزاري، لا تزال العديد من الملفات الحساسة في أكثر من قطاع معلقة رغم أنها تحتاج لمعالجة سريعة في إطار تصريف الأعمال المكلفة بها الحكومة الحالية. ومن بين هذه الملفات، ملف السكن ومشاريع عدل المعطلة عبر أكثر من ولاية، وكذا ملف سوق السيارات الذي يعاني من ركود حاد تضاعف بسبب وضعية مصانع التركيب التي تتجه أغلبها نحو الإفلاس. زيادة إلى ذلك ملف السياحة، فرغم أننا في موسم الاصطياف إلا أننا لم نر أي إجراءات من طرف الوزارة الوصية عدا إجراءات تتعلق بالمجانية اتخذتها وزارة الداخلية، هذه الأخيرة تبقى مجلاد حبر على ورق.

 

    • رزيق: اختباء عدد من الوزراء أدى إلى حالة من الفوضى والتسيب

 

وفي تقييم لنشاط الحكومة الحالية، أشار أمس الخبير الاقتصادي كمال رزيق في تصريح لـ"الرائد"، أن حكومة تصريف الأعمال لا تقوم بأي شيء يذكر، وكان بإمكان الأمناء العامين تسيير أمور الوزارات أحسن مما يقوم به وزراء بدوي.

وأشار رزيق أن تصريف الأعمال تدخل فيه العديد من المهام والنشاطات، ولا يعني أبدا الاختباء خلف المكاتب والاكتفاء بالقرارات التي تسير الحياة اليومية، وإنما هناك ملفات استعجالية يجب الفصل فيها حتى لا تطول حالة الانسداد الموجودة، معتبرا أن ما تم اتخاذه إلى غاية الآن من طرف عدد من الوزراء لا يعالج الملفات المطروحة.

وأشار رزيق أن العديد من المشاريع في أكثر من قطاع منها قطاع السكن، الأشغال العمومية وقطاع الموارد المائية وحتى قطاع السياحة والصناعة، تحتاج للنزول إلى الميدان ومتابعتها عن قرب، مضيفا أن اكتفاء الوزراء بالعمل في مكاتبهم أدى إلى حالة من الفوضى والتسيب.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث