الحدث

الجزائريون يستبشرون بالتطورات السياسية الأخيرة

اعتبروا تأهل "الخضر" من ثمار الحراك الشعبي وحولوا الجمعة الـ 21 مناسبة للاحتفال

    • المطالبة بـ"التغيير الجذري" للنظام ومواصلة محاسبة الفاسدين تتكرر

 

غلبت مظاهر الفرح والاحتفال بتأهل المنتخب الوطني إلى الدور نصف النهائي من تصفيات كأس أمم إفريقيا على مظاهرات الجمعة 21 من الحراك الشعبي، حيث احتفل الجزائريون، أمس، بهذا الإنجاز، معتبرين أن ثمار الحراك ظهرت حتى على مستوى الرياضة الجزائرية التي كانت تعرف، في الفترة الأخيرة، تراجعا كبيرا في المستوى، بالمقابل، فقد مثلت التطورات الأخيرة على الساحة السياسية، منها انتخاب رئيس جديد للمجلس الشعبي الوطني من المعارضة وكان من أوائل الدعاة للتغيير والداعمين للحراك الشعبي منذ بداية، بشرى للحراكيين الذين طالبوا أمس بمزيد من الإصلاحات، مع التأكيد على ضرورة إحداث القطيعة مع النظام السابق والمواصلة في محاسبة رموز الفساد من كبار ناهبي المال العام وحتى من ناهبي جيوب الزوالية.

 

    • الجزائريون يحتفلون بثمار الحراك ويرفعون شعارات "يتنحاو ڤاع" و"نربحوهم ڤاع" 

 

خرج أمس آلاف المتظاهرين عبر ولايات الوطن في جمعة جديدة حملت طابعا احتفاليا بسبب تزامنها مع تأهل المنتخب الوطني إلى الدور نصف النهائي في تصفيات كأس أمم إفريقيا، بعد فوزها مساء أمس الأول على المنتخب الإيفواري. ولم تعرف مسيرات أمس تشديدات أمنية كبيرة حيث تعاملت مختلف مصالح الأمن مع المظاهرات على أنها احتفالات أكثر منها مظاهرات، كما عرفت مسيرات أمس مشاركة قياسية للجزائريين من نساء ورجال وعائلات بأكملها، حيث اغتنم الجزائريون فرصة الجمعة 21 للاحتفال بهذا الإنجاز للمنتخب الوطني، معتبرين أن هذا التأهل والتحسن الكبير في أداء ومستوى الخضر في مثل هكذا منافسة هو من بين ثمار الحراك الشعبي الذي حرر الجزائريين وزرع فيهم أملا جديدا. وموازاة مع رفع المتظاهرين أمس شعارات "يتنحاو ڤاع"، رفع آخرون شعارات "نربحوهم ڤاع"، آملين أن يحقق الفريق الوطني مزيدا من النجاحات وأن يتوج بالكأس الذي سيكون تتويجا لكل الجزائريين الذين ضربوا مثالا للعالم في السلمية والتحضر من خلال حراكهم الشعبي الذي أذهل شعوب العالم.

 

    • تطورات سياسة جديدة مثلت بشرى للحراكيين

 

من جانب آخر، فقد مثلت التطورات السياسية الأخيرة، منها انتخاب رئيس جديد للمجلس الشعبي الوطني، بشرى للحراكيين، خاصة أن الرئيس الجديد هو من المعارضة وكان منذ دخوله قبة البرلمان من دعاة التغيير ومن معارضي سياسة الحكومة، كما كان من مؤيدي الحراك الشعبي، وهو ما يعطي مؤشرا إيجابيا عن بدء استبدال رموز النظام السابق وإزاحتهم من على رأس مؤسسات الدولة الحساسة، وهو ما كان يطالب به الحراك منذ البداية. من جانب آخر فقد ثمن الحراكيون في مسيرات أمس استمرار حملة القضاء على الفساد لتشمل أسماء جديدة، وطالب المتظاهرون أمس بمحاكمات عادلة لأفراد العصابة مع تسليط أقسى العقوبات على من نهب أموال الجزائريين وتسبب في تجويع المواطنين، داعين لعدم استثناء أحد من حملة الفساد هذه حتى من صغار المسؤولين والإطارات في مختلف القطاعات ومن رجال أعمال ومنتجين نهبوا الجيوب.

 

    • الجزائريون يتجاوزون محاولات زرع الفتنة ويتوحدون تحت الراية الوطنية

 

من جانب آخر، فقد كانت مسيرات أمس بمثابة طي لصفحة محاولات زرع الفتنة من طرف البعض من خلال تأجيج الجهوية، حيث تجاوز المتظاهرون أمس هذه المسألة واجتمعوا على الراية الوطنية، متجاهلين أي محاولات للتشويش على الحراك رعاها عدد من الأبواق، ورفع الجزائريون خلال مسيراتهم شعارات للوحدة الوطنية وتوحدوا تحت الراية الوطنية التي علقت بالشرفات ورفعت بالساحات والشوارع، وضرب الجزائريون أمس مرة أخرى مثالا في السلمية والمسؤولية، حيث كانت مسيرات أمس عبر مختلف ولايات الوطن بمثابة عرس كبير تقاسم فيه الجزائريون الفرحة.

من جانب آخر، فإن شعارات التضامن والوحدة مع الجيش الوطني الشعبي كانت حاضرة أمس، حيث أصر الجزائريون مرة أخرى على أن المؤسسة العسكرية هي حليفة للشعب وأنها هي الضامنة والحامية لمسار التغيير السلمي والانتقال الديمقراطي، حيث ردد المتظاهرون ككل جمعة شعارات "جيش شعب خاوة خاوة".

 

    • المطالبة بـ"التغيير الجذري" للنظام ومواصلة محاسبة الفاسدين تتكرر

 

وبعيد عن الجزائر العاصمة، خرج مئات المواطنين في مسيرات سلمية عبر عديد الولايات للجمعة الـ 21 على التوالي مجددين مطالبهم بـ"التغيير الجذري" و"رحيل رموز النظام السابق"، فبشرق البلاد وتحديدا بقسنطينة وميلة وأم البواقي انطلقت مجموعات المتظاهرين في مسيرات سلمية عبر أكبر شوارع هذه المدن وذلك بداية من الساعة الثالثة زوالا حيث بالرغم من تناقص العدد مقارنة بالجمعات الماضية إلا أن المتظاهرين دعوا إلى تطبيق المادتين 7 و 8 من الدستور "الشعب مصدر كل السلطات"، وقد سار المواطنون الذين خرجوا إلى شوارع هذه المدن في هدوء مؤكدين عزمهم على مواصلة حراكهم السلمي إلى غاية تلبية مطلبهم الأساسي: "تغيير جذري للنظام السياسي ".

وبغرب البلاد، خرج المئات من المواطنين في مسيرات سلمية للمطالبة بـ "تغيير جذري للنظام" و"رحيل بن صالح وبدوي" و"الاستمرار في مكافحة الفساد"، فبولاية وهران خرج المواطنون في مسيرة للمطالبة بـ "التغيير الجذري للنظام و" الانتقال الديمقراطي دون بقاياه " و"رحيل بن صالح وبدوي"، وجاب المواطنون على الرغم من الحرارة الشديدة أهم الشوارع من وسط المدينة إلى مقر الولاية هاتفين شعارات مكرسة للوحدة الوطنية على غرار "خاوة خاوة" و"تحيا الجزائر" مطالبين بضرورة "تفعيل المادتين 7 و 8 من الدستور" المكرسة لسلطة الشعب فضلا عن "مواصلة مكافحة الفساد" و"تحرير سلطة القضاء".

كما جدد المواطنون بمستغانم تمسكهم بالطابع المدني والجمهوري للدولة الجزائرية ومطالب الحراك الشعبي المتواصل منذ 22 فيفري الماضي بإعادة الكلمة للشعب حيث بدأوا بالتجمع ككل جمعة أمام ساحة الاستقلال مقابل بلدية مستغانم مباشرة بعد الصلاة لتنطلق المسيرة الشعبية الأسبوعية التي جابت الشوارع الرئيسية على غرار نهج محمد خميستي وشارع محمد بوعزة وطريق وهران ثم العودة إلى نقطة الانطلاقة.

وردد المتظاهرون شعارات تدعو إلى رحيل "بقايا" النظام (بدوي وبن صالح) والتمسك بمدنية الدولة الجزائرية والنظام الجمهوري وتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور مطالبين بمحاسبة كل المتورطين في قضايا الفساد والصفقات المشبوهة وتبديد المال العام مجددين تمسكهم بالوحدة الوطنية بترديدهم لشعار "عربي قبايلي خاوة خاوة"، وشدد المتظاهرون على العلاقة الوثيقة التي تجمع الشعب الجزائري بجيشه "جيش شعب خاوة خاوة".

وبجنوب البلاد انتظر المواطنون انخفاض درجة الحرارة بعد صلاة العصر للخروج في مسيراتهم وتجمعاتهم المعتادة للمطالبة بالتغيير السياسي.

س. زموش/ كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث