الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
اجتاحت أغلب الجزائريين هذه الفترة موجة من الأمل والتفاؤل بما ستحمله الأيام القادمة من تغييرات، حيث انعكست ثمار الحراك الشعبي منها محاكمة أفراد العصابة وتحويل أغلب المسؤولين المتورطين في قضايا فساد للسجون وكذا التغييرات الأخيرة التي شملت مؤسسات الدولة الحساسة، على معنويات المواطنين الذين يرون أن القادم سيكون أفضل.
بات الوضع العام بالجزائر، بالرغم من بقاء الأزمة السياسية قائمة، مبعثا للتفاؤل للعديد من الجزائريين الذين باتوا يشعرون بالتحرر أكثر من أي وقت مضى، حيث يكشف التوجه العام، الذي يمكن معرفته بإطلالة بسيطة عبر منشورات الجزائريين وتعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، عن تحول نظرة الجزائريين للمستقبل في غضون الخمسة أشهر الأخيرة، أي منذ بداية الحراك الشعبي، 180 درجة، فبعد أن كان أغلب المواطنين يشعرون باليأس من تحسن الأوضاع بسبب الأزمة الاقتصادية وبوادر الأزمة السياسية التي بدأت منذ العهدة الرابعة، فقد تغير الأمر هذه الأيام كثيرا، فأغلب المواطنين يرون أن الحراك الشعبي كانت له انعكاسات كبيرة على الساحة الوطنية وتم تحقيق العديد من النتائج التي ستكون لها انعكاسات إيجابية على واقع الجزائريين من العديد من النواحي الاقتصادية والاجتماعية وحتى على الساحة السياسية، ليبقى الأمر مسألة وقت فقط.
ومن مظاهر تفاؤل الجزائريين هذه الأيام، تراجع الحديث عن الغلاء وتدهور القدرة الشرائية وانخفاض معدل الأجور، وكأن هذه الأمور باتت هامشية بالنسبة لأغلب المواطنين الذين باتوا يطالبون حاليا برفع سقف الحريات وليس سقف الأجور، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين وبإصلاحات سياسية واقتصادية عميقة يمكنها بناء الجزائر الجديدة. وحتى بالنسبة للشباب فقد تغيرت نظرة الكثير من هؤلاء للواقع وللمستقبل، فظاهرة الحرڤة مثلا التي كانت تشهد مستويات قياسية منذ أشهر فقط، تراجعت بشكل كبير رغم أننا في فصل الصيف. وحسب خبراء علم الاجتماع، فإن الحراك الشعبي غير نظرة الجزائريين للوضع العام وللمستقبل بشكل كبير، خاصة أن هذا الحراك أعطى نتائج لم تكن متوقعة. ويشير هؤلاء الخبراء أن العديد من العوامل الإيجابية اجتمعت لتقلل الضغط على نفسية الجزائريين، خاصة من الطبقة المتوسطة والفقيرة الذين أخذوا زمام الأمور، وبدل ما كانوا ينتظرون حلا لمشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، بادروا هم من خلال الحراك بفرض منطقهم وقول كلمتهم لتصبح المشاكل الاقتصادية والاجتماعية هامشية بالنسبة لهم، ويرتفع سقف المطالب والاحتياجات، وهو ما رفع المعنويات وجعل أغلب الجزائريين يتفاءلون بما هو قادم، رغم أن الأزمة السياسية لا تزال مطروحة.
دنيا. ع