الحدث

سليمان شنين يخلف بوشارب على رأس البرلمان بالأغلبية المطلقة

الهيئة التشريعية خرجت من قبضت الموالين للسلطة في مفاجأة سياسية نادرة

خلف النائب سليمان شنين القيادي في حركة البناء الوطني والمنتخب عن تحالف الاتحاد في الغرفة السفلى للبرلمان في التشريعيات الأخيرة معاذ بوشارب على رأس المجلس الشعبي الوطني في سابقة سياسية نادرة، إذ كان في العادة الوصول لهذا المنصب السامي في الدولة محصورا لأسماء محسوبة على السلطة غير أن مراقبين يرون أن افتكاك النائب شنين لهذا المنصب كان احدى نتائج الحراك الشعبي الذي يقوده الجزائريون المطالبين بالتغيير منذ 22 فيفري الماضي، حيث تم تحرير هيئات الدولة من قبضة المطبلين لها، كما أن الرجل معروف بمواقفه الوطنية المعتدلة ضف إلى ذلك فقد كان أبرز الحراكيين ومنذ بدايته إضافة إلى معارضته الشرسة للنظام السابق والحكومة منذ دخوله لمبنى زيغود يوسف عقب فوزه في الاستحقاق الانتخابي الذي جرى في ماي 2017 ما دفع بالنواب والكتل البرلمانية التي كانت تطمح للتنافس على هذا المنصب تدعمه بشكل مطلع عدا كتلة حمس التي كان موقفها مثيرا للاستغراب. 

وجرت جلسة انتخب خليفة معاذ بوشارب في وقت متأخر من يوم أمس بعد أن تأجلت الجلسة الصباحية إلى غاية الساعة الثامنة ليلا، وذلك بعد مشاورات ماراطونية قادها حلفاء الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني محمد جميعي الذي بقي يناور حتى آخر لحظة من أجل خوض الاقتراع وربما الفوز بهذا المنصب غير أن دعم الكتل البرلمانية وعشرات نواب الحزب العتيد للمرشح سليمان شنين حال دون ذلك ما دفع بالنائب محمد جميعي للمناورة بورقة السعيد بوحجة رئيس الغرفة السابق في محاولة منه لإعادته لمنصبه وقطع الطريق أمام مرشح الاجماع النائب شنين، غير أن كل هذه المساعي باءت بالفشل، وخلص اجتماعهم المراطوني والذي دام أكثر من 5 ساعات إلى ترجيح كفة العقل وتزكية مرشح الاجماع النائب سليمان شنين لاعتلاء منصب رئيس الغرفة السفلى للبرلمان وهو الأمر الذي حدث.

وعرفت الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس المجلس الشعبي الوطني حالة من الغموض في الفترة الصباحية عقب الإعلان عن مرشح الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء سليمان شنين لخلافة معاذ بوشارب حيث دخلت مختلف الكتل البرلمانية في اجتماعات مغلقة لدراسة قرار تزكية شنين، وسط مقاطعة لنواب حركة مجتمع السلم وجبهة القوى الاشتراكية وحزب العمال والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية للجلسة المخصصة لانتخاب رئيس الغرفة السفلى، شهدت قبة زيغود يوسف تحركات كبيرة في الكواليس بعد ترشيح كتلة الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء لسليمان شنين الذي لقي مساندة من طرف أغلبية الأحزاب المتمثلة في جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر وجبهة المستقبل والحركة الشعبية الجزائرية.

 

    • "الأفلان" يدعم شنين لرئاسة المجلس

 

بعد أن أعلن أول أمس عن ترشحه رفقة 160 نائب برلماني لخلافة بوشارب دخل أمس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني محمد جميعي في اجتماعين مغلقين الأول مع المجموعة البرلمانية للحزب والثاني مع أعضاء اللجنة المركزية والذي امتد لساعات أسفر عن دعم نواب الافلان لمرشح الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء لسليمان شنين.

 

"الأرندي" يسحب مرشحه ويزكي شنين

 

ومن جهته أعلن التجمع الوطني الديمقراطي عن "سحب مرشحه لرئاسة المجلس الشعبي الوطني النائب لخضر سيدي عثمان وتزكية مرشح الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء سليمان شنين".

ودعت الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي كافة نوابها للانتخاب لصالح مرشح المعارضة"، مشيرة أن "هذا القرار هو تنازل عن الحق من اجل مصلحة الوطن، ويندرج في إطار التنوع السياسي واستقرار المؤسسة التشريعية لاختيار الرجل الثالث في البلاد".

وذكر رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي فؤاد مرابط في تصريح للصحافة أن "نواب حزبه يزكون مرشح الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء سليمان شنين في انتخابات رئاسة المجلس الشعبي الوطني وذلك من أجل مصلحة البلاد".

 

    • "الأمبيا" و "تاج" يرشحان شنين لرئاسة المجلس  

 

وفي نفس السياق كشف رئيس الكتلة البرلمانية للحركة الشعبية بربارة الشيخ عن "اتفاق نواب الحركة الشعبية مع أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر والمستقبل على مساندة سليمان شنين في عملية انتخابه رئيس جديد للمجلس الشعبي الوطني".

وأشار رئيس كتلة تجمع أمل الجزائر طاهر شاوي أن "اختيار سليمان شنين لرئاسة المجلس الشعبي الوطني بات الخيار الوحيد خاصة وانه يحمل كافة المواصفات التي اتفقنا حولها داخل الكتلة البرلمانية لتاج من اجل ترشيحه خاصة وأننا نعرفه جيدا ونعرف قدراته خاصة وأننا عملنا معه لسنتين".

 

    • بن خلاف: منصب رئيس المجلس من حق "المعارضة"

 

من جانبه أكد النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء لخضر بن خلاف "دعم نواب الكتلة لترشح سليمان شنين لمنصب رئيس المجلس الشعبي الوطني خلفا لمعاذ بوشارب".

وأضاف بن خلاف أن "الاتحاد دخل في مشاورات "ماراطونية" مع نواب آخرين لدعم مرشحهم سليمان شنين"، كاشفا أن "رئاسة المجلس الشعبي الوطني يجب تؤول لشخصية غير محسوبة على النظام السابق من أجل الحفاظ على هذه المؤسسة وعدم جلب سخط الحراك الشعبي عليها"، قائلا انه "يتوجب على أحزاب الموالاة للانسحاب من المشهد في الوقت الحالي من الساحة استجابة لمطالب الحراك الشعبي".

وقال رئيس مجلس شورى جبهة العدالة والتنمية أن "سليمان شنين هو المرشح الأبرز لرئاسة البرلمان، داعيا بالمناسبة لتبني مقاربة جديدة لتمكين المعارضة من رئاسة المجلس الشعبي الوطني".

 

    • صادوق: "حمس" قاطعت جلسة اختيار خليفة بوشارب

 

من جهة أخرى كشف أحمد صادوق رئيس الكتلة البرلمانية لحزب حركة مجتمع السلم صرح بأنهم "الحركة قررت مقاطعة أشغال جلسة المجلس الشعبي الوطني المخصصة لتنصيب الرئيس خلفا لمعاذ بوشارب"، مؤكدا أنه "تم الاتفاق على هذا القرار حسبه عقب اجتماع المكتب التنفيذي الوطني للحركة المنعقد يوم الثلاثاء الماضي بمقر حركة "حمس" والذي تم من خلاله مقاطعة جلسة الغرفة السفلى للبرلمان".

 

    • سعداوي: لست مؤهلا لرئاسة الغرفة السفلى  

 

أكد النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني سليمان سعداوي أنه "لن يترشح لرئاسة المجلس الشعبي الوطني لأنه غير صالح للمنصب، كاشفا أنه أقسم على عدم تولي المسؤوليات الكبرى"، مشيرا إنه "سيصوت بالورقة البيضاء في حال عدم وجود رجل مناسب لرئاسة المجلس".

وأفاد سعداوي أنه "رفض المطالب الشعبية والقاضية بترشحه لرئاسة المجلس الشعبي الوطني"، قائلا "لا أستطيع أن أكون رجل صالح في الكرسي"، مستطردا "أقسمت على أن لا أمشي إلى المناصب الكبيرة وأنا لست منافقا"، كاشفا" لست أهلا لرئاسة المجلس الشعبي الوطني".

وفيما يتعلق بمبادرة "عين الصفراء" فدعا سعداوي "لاختيار ممثلين على الحراك من أجل إخراج الجزائر من الأزمة التي تعيشها"، قائلا أن "الحراك بداخله طوائف وجمعيات وعلى كل منهم تعيين ممثلين عنهم"، أما عن مطالب الحراك برحيل حكومة الوزير الأول نور الدين بدوي، فقال سعداوي ان "تعيين حكومة جديدة بات أمرا مطروحا".

وحاولت المجموعة البرلمانية للحزب العتيد التململ في البداية ومحاولة فرض مرشحها بقوة العدد، كونها تملك الأغلبية المطلقة في المجلس، غير أنها كانت معزولة، فكل نواب الموالاة المنتمون لكل من التجمع الوطني الديمقراطي، وحركة تجمل أمل الجزائر التي يرأسها السيناتور السابق، عمار غول المطلوب للعدالة، والحركة الشعبية التي يرأسها وزير التجارة الأسبق، عمارة بن يونس، الموجود رهن الحبس بالحراش، بتهم فساد، التزموا جميعهم دعم سليمان شنين.

حياة. س/ هني. ع

 

من نفس القسم الحدث