الحدث

تورط أساتذة في أخذ أوراق تلاميذ "الباك" إلى بيوتهم لتصحيحها

الفضيحة تفجرها تنسيقية أساتذة التربية الإسلامية والقضية على طاولة الوزارة

    • لأول مرة اللجوء إلى تصحيح رابع لتباين كبير في علامات الأساتذة

    • توقع عدم تجاوز نسبة النجاح في الباك نسبة 60 بالمائة

 

فجرت التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية فضيحة من العيار الثقيل، مست عملية تصحيح أوراق امتحان شهادة البكالوريا لدورة 2019، حيث أقدم تورط الأساتذة المصححين على نقل أوراق الامتحان من مراكز التصحيح إلى منازلهم للقيام بعملية التصحيح، ويأتي هذا في الوقت الذي يتم اللجوء، لأول مرة، إلى اعتماد التصحيح الرابع بعد الفوارق الكبيرة بين التصحيح الأول والثاني والثالث.

بناء على التنسيقة، فإنه أسدل الستار على تصحيح أوراق امتحانات شهادة البكالوريا على وقع فضائح قيام أساتذة بأخذ أوراق التلاميذ إلى بيوتهم لتصحيحها، والتي وصلت حتى إلى طاولة وزير التربية الوطنية، في انتظار اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المتورطين، والتي تصل إلى حد العدلة والسجن والتسريح من الوظيفة.

وأوضح الأمين العام للتنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية، بوجمعة محمد شيهوب، في هذا الصدد، أن أساتذة مصححين في البكالوريا بمركز "البيروني" بمديرية التربية للجزائر شرق، أخذوا أوراق التلاميذ إلى بيوتهم لتصحيحها.

واستهجن المتحدث هذا "التسيب" الحاصل بمراكز التصحيح، وتساءل "لماذا كل هذا التواطؤ معهم وما الغرض من هذا كله؟ وكيف لو ضاعت أوراق التلاميذ..؟ ومن يضمن عدم التصرف في مضمون إجابتها...؟ ولماذا كل هذا العبث بأوراق التلاميذ...؟؟!".

وحسب الأمين العام لتنسيقية أساتذة التربية الإسلامية، فإن وزارة التربية الوطنية على علم بالقضية، على اعتبار أن هناك عدة أساتذة شهود، مؤكدا أن هذا التصرف الذي صدر عن الأساتذة المتورطين والذين منهم أستاذ لغة فرنسية، يعاقب عليه القانون ومصيره مقاضاته مع إمكانية وصول الأمر إلى حد الفصل من العمل والسجن. هذا فيما كشفت مصادر أن الفضيحة تتعلق بأستاذة وتم توقيفها عن التصحيح من قبل مسؤولي المركز.

تجدر الإشارة أن هذه الحادثة، حسب مصادر، ليست هي الأولى من نوعها، فقد اعتمدت في أكثر من مرة من قبل أساتذة وباعتراف منهم، وهو ما تم استنكاره بشدة واعتبار أن سببه اللامبالاة والتهاون في أداء هذه العملية من الرئيس إلى الحارس، حيث أن الأساتذة يتبادلون أرقام اللجان التي قاموا بتصحيحها حتى لا يبذلوا جهدا في التصحيح الثاني.

وأضافت ذات المصادر أن القوانين السارية المفعول صارمة في طريقة تصحيح الامتحانات الرسمية ومسابقات التوظيف، حيث أن عملية تصحيح أوراق الامتحان تتم فقط داخل المراكز المخصصة للتصحيح التي تحددها وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، وتسلم أوراق امتحان شهادة البكالوريا لمراكز التصحيح، وقبل انطلاق عملية التصحيح النموذجي، يقوم الأساتذة المقومون بدراسة الأجوبة دراسة دقيقة ومقارنتها بسلم التنقيط المعتمد، على أن يتم الاتفاق على تصحيح واحد في تمرين معين وفي مادة معينة، ليسلم بعدها للخلية المركزية للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، بغية إحداث توافق بين كافة مراكز التصحيح والأساتذة المصححين أنفسهم.

 

    • توقع عدم تجاوز نسبة النجاح في الباك نسبة 60 بالمائة

 

وعن النتائج المتوقعة في امتحان شهادة البكالوريا، قال الأمين العام للتنسيقية الوطنية لأساتذة التربية الإسلامية إنه ستكون نسبة الناجح بين 50 و60 بالمائة، متوقعا أن تنشر النتائج خلال الأيام القليلة المقبلة، وهذا في الوقت الذي أكدت مصادر أنها ستكون في حدود 16 جويلية الجاري.

وانتهت عملية تصحيح أوراق البكالوريا نهائيا أمس رسميا بغالبية مراكز التصحيح عبر الوطن، في حين أن مراكز قد أنهت التصحيح بداية هذا الأسبوع، على غرار مادة التربية الإسلامية التي عرفت نتائج من حسنة إلى جيدة.

ووفق مصادر عليمة، فان أسباب تأخر التصحيح في بعض المراكز راجع إلى الفوارق المسجلة في النقاط، حيث استلزم على الأساتذة بعد التصحيح الأول والتصحيح الثاني والثالث اللجوء إلى التصحيح الرابع، خاصة في مادة الفلسفة، وهي المادة التي سجلت نقاطا جيدة لأول مرة بالنسبة للعلميين، حيث تفاجأ الأساتذة المصححون بمقالات ذات مستوى عال من قبل تلاميذ شعبة العلميين.

وعرفت العلامات التي تحصل عليها التلاميذ تباينا حيث كانت المواد الأجنبية جيدة، وسجل منح علامات وصلت إلى غاية 18 من 20، في حين كانت متوسطة في مادة الرياضيات في مختلف الشعب، حسب الأساتذة المصححين، في حين سجلت نتائج عالية لدى تلاميذ شعبة التقنيين، ومتوسطة وضعيفة نسبيا عند تلاميذ التسيير والاقتصاد.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الحدث