الحدث

الاستثمار الأجنبي يتراجع إلى أدنى مستوياته بسبب الحراك الشعبي؟!

ضبابية المشهد وسجن عدد من رجال الأعمال يخيف المستثمرين

بدأ امتداد عمر الأزمة السياسية والضبابية التي تعرفها الساحة الوطنية يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني، حيث تحدث خبراء اقتصاديون، أمس، عن تراجع في مستوي الاستثمار الأجنبي إلى مستويات جد منخفضة خلال السداسي الأول من سنة 2019 بسبب الحراك الشعبي وتداعياته، وهو الذي من المنتظر أن يستمر أكثر إلى غاية إيجاد حل سياسي يعيد الاستقرار السياسي، الاجتماعي والاقتصادي.

وفي هذا الصدد، أكد أمس الخبير الاقتصادي كمال رزيق أن الاستثمار الأجنبي تراجع خلال السداسي الأول من السنة الجارية إلى مستويات جد منخفضة، مشيرا أن حجم الاستثمار أصلا كان متدهورا خلال السنتين الأخيريتين بسبب بيروقراطية الإدارة والارتجالية التي طبعت قرارات الحكومات السابقة لتزيد تداعيات الحراك الشعبي والأزمة السياسية من تعقيد الوضع. وأشار رزيق أن أغلب المستثمرين يتخوفون من دخول السوق الجزائرية حاليا بسبب الوضع القائم، خاصة ما تعلق بملفات الفساد وحبس العديد من رجال الأعمال الذين كانوا شركاء لمستثمرين أجانب ضمن قاعدة 51/49 على غرار علي حداد وآل كونيناف، وكذا بسبب وضع عدد من المشاريع الاستثمارية التي كانت بالشراكة مع جهات أجنبية على غرار مصانع تركيب السيارات التي تتجه نحو الإفلاس وتعاني وضعا صعبا. وأضاف ذات المتحدث أن الوضع من المنتظر أن يستمر إلى غاية الخروج من الأزمة الحالية وعودة الاستقرار على مختلف الأصعدة وتشكيل حكومة جديدة ذات نزاهة ومصداقية، قد تتمكن من إعادة تحريك عجلة الاستثمار.

للإشارة، فإن خبراء اقتصاديين كانوا قد أكدوا أن امتداد عمر الأزمة السياسية ستكون له آثار سلبية على المدى القصير والمتوسط على الاقتصاد الوطني الذي يعاني أصلا من عجز في الموازنة العامة ومن ضعف مداخيل، خاصة مع استقرار أسعار النفط في مستويات عادية. واعتبر الخبراء أن صورة الجزائر لدى شركائها الاقتصاديين ستتأثر وسيتخوف العديد من المستثمرين من دخول السوق الوطنية بسبب حالة الضبابية الموجودة والتي تعمقت أكثر مع تأجيل الانتخابات وغياب مخرج دستوري واستمرار الحراك الشعبي، كما أن حملة القضاء على الفساد التي أطاحت بكبار رجال الأعمال وكبار المسؤولين السابقين في الدولة ستكون لها نتائج عكسية إن لم يتم الخروج من الأزمة السياسية وضبط الأمور بشكل يعطي صورة إيجابية عن الوضع العام.

س. زموش

من نفس القسم الحدث