الحدث

الجزائر تعتبر تعدد المبادرات في الأزمة الليبية تشويش على الحل

طالبت الاتحاد الإفريقي بلعب دور واضح حول ما يحدث هناك

دعا وزير الخارجية، صبري بوقادوم، الاتحاد الإفريقي وهيئة الأمم المتحدة إلى تنسيق الجهود المشتركة والمبادرات للتوصل إلى خارطة طريق موحدة تفضي إلى حل للأزمة الليبية.

قال صبري بوقادوم، في كلمة له خلال أشغال اجتماع مجلس الأمن والسلم للاتحاد الأفريقي بالنيجر، أمس إن "النزاع الليبي يعتبر قبل كل شيء نزاع أفريقي"، مضيفًا أن دور الاتحاد يجب أن يكون أكثر وضوحًا، بصفته شريكًا أساسيًا لمنظمة الأمم المتحدة في تسوية النزاعات في أفريقيا وهذا في إطار مقاربة تبعية وتكاملية.

وفي إشارة إلى تشويش المبادرات المتعددة لحل الأزمة، شدد الوزير على ضرورة عمل الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة معا بشكل وثيق من أجل إعداد خارطة طريق موحدة والعمل على تحقيق المزيد من التناسق بين الجهود والمبادرات التي أطلقتها المنظمتان بغية الوصول إلى هدف حل الأزمة.

وحسب المتحدث، فإن الأولوية في لم شمل كل الإخوة الليبيين في إطار مسار حوار ومصالحة وطنية صريح ومسؤول، مضيفا أنه يتعين على الليبيين الشروع في أقرب الآجال في مسار شامل للمصالحة الوطنية كإطار ضروري، من شأنه وضع حد للانقسام والتوصل إلى الهدف المرجو وهو تنظيم انتخابات شفافة تحت رعاية الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة.

واعتبر ممثل الدبلوماسية الجزائرية، أن تنظيم هذه الانتخابات، التي يجب أن تحترم نتائجها جميع الأطراف المشاركة، سيساهم في إقرار مناخ الثقة وفي وضع هيئات حكومية ديمقراطية دائمة، منها جيش وطني موحد، يكون المسؤول الوحيد عن ضمان أمن البلد.

وبخصوص وضعية المهاجرين الأفارقة في ليبيا، قال بوقادوم، إنها مرتبطة بالأزمة الكبيرة التي يعيشها البلد منذ سنة 2011، مشددًا على ضرورة العودة الفورية لمسار الحوار الشامل بين جميع الأطراف الليبية، وهذا من أجل التوصل إلى حل توافقي لهذه الأزمة التي طال أمدها، وحذر بوقادوم من تدهور الوضع الأمني في ليبيا، مضيفًا أن عدم تحكم السلطات في كل الأراضي الليبية وبالخصوص المناطق الحدودية للبلد قد مكن الجماعات الإرهابية من استغلال هذا الوضع بغية التغلغل والانتشار أكثر في بيئة تميزها تجارة المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر.

وشارك وزير الشؤون الخارجية، على هامش مشاركته في الدورة العادية الـ 35 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي بالاجتماع الوزاري للجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول جنوب السودان (سي 5) التي تضم الجزائر وروندا والتشاد ونيجيريا وتترأسها جنوب أفريقيا.

وقد نُظِّمَ هذا الاجتماع لتعزيز تجند ودعم الاتحاد الأفريقي لوساطة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) وكذا لمجهودات المنطقة من اجل تسريع خروج هذا البلد من الازمة في إطار اتفاق تسوية النزاع في جنوب السودان الذي تم توقيعه في 12 سبتمبر 2018.

وفي تدخل له جدد بوقدوم تمسك الجزائر مثل باقي أعضاء هذه اللجنة باستقرار جنوب السودان مجددا التزامه "بمواصلة الجهود في إطار هذه الآلية من اجل تسريع مسار عودة السلم والاستقرار لهذا البلد الشقيق"، وقد سمح اجتماع هذه اللجنة رفيعة المستوى بتقييم التقدم المحرز في تنفيذ مسار السلم في جنوب السودان بالإضافة إلى التأكيد على دعم هذه اللجنة والاتحاد الأفريقي لمجهودات "إيغاد" الرامية إلى مرافقة الاطراف الجنوب سودانية في مسار السلم والمصالحة.

إكرام. س

من نفس القسم الحدث