الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
• الجمعة الـ 19: لا تراجع حتى إحداث القطيعة من النظام السابق
واصل الجزائريون، أمس، حراكهم الشعبي حيث لم تثنهم درجات الحرارة التي فاقت الأربعين درجة في عدد من الولايات عن الخروج إلى الشارع، لتأكيد مطالبهم من جهة وردع أي أبواق فتنة تحاول اللعب على وتر الهوية والوحدة الوطنية، التي أكد بشأنها الجزائريون خلال الجمعة الـ 19 أنها خط أحمر ومن ثواب الجزائريين والحراك الشعبي.
ورغم موجات الحرارة التي عرفتها أمس أغلب ولايات الوطن، إلا أن الجزائريين كانوا في موعد الجمعة الـ 19 من الحراك الشعبي، حيث خرجوا بالآلاف لتأكيد إصرارهم على رحيل رموز النظام السابق وإحداث التغيير المنشود، مع المطالبة بمواصلة أجهزة العدالة لحملة القضاء على الفساد.
وبالعاصمة خرج الآلاف في مسيرات شعبية رفعوا فيها شعارات مختلفة، وتمركز المتظاهرون في ساحة البريد المركزي مطالبين بالتغيير والاستجابة لمطالب الشعب. وعرفت مداخل العاصمة، منذ الصباح، وضع حواجز لقوات الأمن من شرطة ودرك لتفتيش الوافدين ومراقبة المركبات تطبيقا للإجراءات الأمنية الاحترازية في مثل هذه الأحداث.
كما عرفت أغلب شوارع العاصمة وساحاتها العمومية تواجدا أمنيا كثيفا، حيث تم تنفيذ بعض الاعتقالات وسط المواطنين لدى محاولة تفريق تجمع للمتظاهرين أمام ثانوية عروج وخير الدين بربروس، وسط العاصمة.
• لا تراجع حتى إحداث القطيعة من النظام السابق
وأكد الجزائريون في الجمعة الـ 19 مرة أخرى على مطالبهم، مصرين على إبقاء زخم الحراك الشعبي الذي دخل مرحلة حساسة ومصيرية. ورفع الجزائريون مطالب رئيسية يراهنون على تجسيدها ميدانيا، وفي مقدمة ذلك محاربة ومحاسبة العصابة التي نهبت مال الشعب صيلة عشريتين كاملتين، وضرورة إحداث تغيير وقطيعة مع النظام الأسبق، مع التأكيد مرة أخرى على رفض الحوار مع الوجوه القديمة للنظام، حيث يرى أغلب الجزائريين أن بقاء بن صالح وحكومة بدوي ومباشرة هؤلاء للإصلاحات التي تسبق الانتخابات هو فشل للحراك الشعبي عن تحقيق أهدافه، لذلك فقد تمسك الحراكيون أمس على غرار باقي الجمعات السابقة، بمطلب رحيل بن صالح وحكومة بدوي تلبيه للإرادة الشعبية التي تبقي مصدرا لأي سلطة.
• نريد حلا سياسيا وليس من مصلحة أحد إطالة عمر الأزمة
وأبدى الجزائريون أمس العديد من التصورات لحل الأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر، داعين لضرورة التحرك من أجل الخروج من حالة الانسداد الحاصلة وتبني خيارات سياسية ترضي الحاك الشعبي ويمكن أن تكون قاعدة لمرحلة انتقالية قصيرة تنتهي بانتخابات رئاسية بآليات نزيهة يقف عليها الشعب.
وعبر المتظاهرون، أمس، عن آمالهم في بناء مستقبل الجزائر وطي صفحة الفساد السياسي والاقتصادي الذي عاشه الجزائريون طيلة عشريتين من الزمن، مشيرين أن إطالة عمر الأزمة لن يخدم الجزائر بأي حال من الأحوال وأن ما يدعون إليه واضح ولا يخرج عن إطار الحلول الدستورية استنادا للمادة السابعة والثامنة من الدستور التي تضع الشعب هو المصدر لأي سلطة تشريعية.
• الجزائريون بالمرصاد لأبواق الفتنة
غير أن أهم ما ركز عليه الجزائريون خلال جمعة أمس هو ردع وإسكات أبواق الفتنة التي حاولت طيلة الفترة الماضية اللعب على وتر الهوية والوحدة الوطنية والجهوية، من أجل إضعاف الحراك الشعبي وإحداث الانقسام فيه، حيث أكد الجزائريون أمس مرة أخرى أنهم يد واحدة، رافعين شعارات "خاوة خاوة وحدة وطنية"، معتبرين أن الحراك الشعبي هو مكسب لجميع الجزائريين وأهدافه الحقيقية لا يمكنها أن تحيد عن أساس الهوية والأبعاد الوطنية.
وندد المتظاهرون عبر الهتافات والشعارات التي حملوها ببعض التصريحات غير المسؤولة والاستفزازية التي تبنتها بعض الأطراف الأيام الماضية، محاولة إشعال نار الفتنة بين الجزائريين، واصفين هذه التصريحات بالخبيثة التي تسعى لإخراج الحراك من السياق الذي قام من أجله. وعبر أغلب ولايات الوطن أظهر الجزائريون وعيا كبيرا بما يحاول البعض خلقه بين الجزائريين، وتمسك الحراكيون بالراية الوطنية كراية وحيدة للحراك الشعبي.
وفي ولايات القبائل الكبرى رفع المتظاهرون الرايات الوطنية ونددوا بمحاولات خلق الفتنة، حيث قام المتظاهرون بولاية تيزي وزو برفع أكبر راية وطنية منذ بداية الحراك الشعبي، في رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه بمحاولة إشعال نار الفتنة بين الجزائريين باستغلال الهوية.
• "الكان" حاضر في الجمعة الـ 19 من الحراك الشعبي
بالمقابل، فقد حضرت منافسات الكان في مسيرات أمس، حيث اغتنم العديد من الجزائريين الجمعة الـ 19 للحراك الشعبي من أجل الاحتفال بتأهل المنتخب الجزائري للدور الثاني من منافسات كأس أمم إفريقيا التي تجري أطوارها في مصر.
واعتبر كثيرون أن ثمار الحراك الشعبي بدأت تظهر على أكثر من صعيد حتى على المستوى الرياضي، حيث أبان المنتخب الوطني المشارك في كان 2019 عن مستوى متميز وروح قتالية عالية مكنته من المرور للدور الثاني.
بينما حذر آخرون الحراكيين من الانشغال بالكان، ورفع بعض المتظاهرين شعارات تدعو الجزائريين لعدم الانشغال بمجريات "كان" مصر وإهمال القضية الوطنية، حيث رفع أحد المتظاهرين بالعاصمة لافتة كتب عليها "لا تجعل الكان أو أيا كان ينسيك في الثورة". بينما طالب آخرون المنتخب الوطني بالكأس كهدية للحراك ودعم له.
س. زموش