الحدث

استيراد "أبقار" من سلالات رديئة يهدد شعبة إنتاج الحليب

مربون يدعون وزارة الفلاحة للتدخل وفرض رقابة صارمة

اعتبر منتجو شعبة الحليب ومربو الأبقار، أمس، أن مشاكل الشعبة لا يمكن حلها بيوم دراسي أو تنصيب مجلس وطني، داعين وزارة الفلاحة لضرورة الالتفات لمشاكل الشعبة الحقيقية، منها فشل مشاريع تكثيف السلالة وارتفاع نفقات الإنتاج ونشاط الدخلاء، والمضاربة في أسعار الأعلاف.

وفي تعليق لهم على اليوم الدراسي الذي خصص لشعبة الحليب وتربية الأبقار وتنصيب مجلس وطني يعالج مشاكل هذه الشعبة، اعتبر العديد من المنتجين ومربي الأبقار، أمس، في تصريحات لـ"الرائد"، أن مشاكل الشعبة عميقة ولا يمكن معالجتها بيوم دراسي أو مجرد تصريحات ووعود من المسؤول الأول عن قطاع الفلاحة. 

وأكد هؤلاء المنتجون أن مشاكل عديدة بات يتخبط فيها المربون، أبرزها الدخلاء على المهنة سواء تعلق الأمر بمربين أو بمستوردين، حيث كشف هؤلاء أن هناك مستوردين لا تربطهم أي علاقة بالمهنة باتوا يأتون بأبقار ذات سلالات رديئة وغير منتجة للحليب، ويقومون ببيعها لمربين بأسعار لا تقل عن 30 مليون سنتيم للبقرة، مشددين على ضرورة فرض رقابة على رؤوس الأبقار المستوردة، خاصة أن العديد من المربين تكبدوا خسائر فادحة. ويطرح المربون أيضا إشكالا آخر يتعلق بتأخر الاستفادة من الدعم منذ عدة أشهر، وذلك بسبب طول إجراءات إرسال ملفاتهم من طرف شركات التحويل إلى الديوان الوطني متعدد المهن للحليب، قبل تحديد قيمة الدعم والتأشير على الاستفادات، حيث تصل المدة أحيانا إلى حوالي 5 أشهر، وحتى الملبنات التي تمون بالمادة الأولية من طرف المربين لا تسدد مستحقات السعر المرجعي للمعنيين قبل شهر، وهو ما يؤثر على تغطية تكاليف تربية الأبقار مقارنة بمعدلات الاستهلاك اليومي للبقرة الواحدة. ويؤكد منتجو الحليب الذين تحدثنا إليهم، أن العديد من المربين قاموا ببيع رؤوس الأبقار واعتزلوا نهائيا مهنة تربية هذا النوع من الماشية، مرجعين الأسباب إلى ارتفاع التكاليف وانخفاض مردود المربي، ما اضطر الكثيرين للتوقف عن النشاط وبيع الثروة الحيوانية للجزارين في شكل لحوم، فيما يراهن المربون القلائل المتشبثون بالمهنة على الإنتاج الحيواني، في ظل الإجماع على فشل إنتاج الحليب. 

من جهة أخرى، أكد عدد من المربين أن النشاط الموسمي أثر سلبا وبشكل كبير على مردودهم، وذلك بدخول العديد من الوسطاء على الخط وممارستهم لمهنة تربية المواشي بشكل موسمي في الأعياد والمناسبات وغيرها، وذلك بحثا عن الربح. 

وأضاف محدثونا أن العديد من الوسطاء يقومون بشراء العجول من المربين بأثمان منخفضة لا تتجاوز 3 ملايين سنتيم للعجل، ثم يبيعونها بأثمان مرتفعة لا تقل عن 10 ملايين سنتيم بعد تسمينها لبضعة أشهر، وهو ما يعتبره المربون احتيالا مقارنة مع التكاليف التي يكبدونها، محملين الجهات المعنية مسؤولية التخلي عن أصحاب المهنة.

دنيا. ع

من نفس القسم الحدث