الحدث

الملايير "تدفن" في مراكز الردم التقنية؟!

أطنان من النفايات تضيع يمكنها أن توفر الطاقة، مناصب الشغل والعملة الصعبة

    • رزيق: الرسكلة من بين أكثر النشاطات الاقتصادية ربحية حاليا

 

لا يزال ملف تسيير النفايات يتأرجح منذ سنوات بين المساعي والفشل، فرغم وضع ملف النظافة كأولوية بالنسبة للمجالس المنتخبة وحتى الولاة وكذا الحكومة، إلا أن استمرار النقائص ونقص الإمكانيات جعل آلاف الأطنان من النفايات تمثل تهديدا حقيقيا للبيئة بدل الاستفادة منها عبر رسكلتها، ما يوفر للخزينة العمومية الملايير.

وقد دفعت الوضعية الكارثية لانتشار النفايات والقمامة بأغلب ولايات الوطن على مدار السنوات الفارطة، الأميار والولاة وحتى الحكومة إلى وضع ملف النظافة ضمن الأولويات، غير أن كل هذه الجهود تبقى دون فعالية وبحاجة إلى الاستمرارية والسهر على تطبيق التعليمات، وكذا تحلي المواطنين بالحس البيئي، خاصة في ظل سوء التسيير ونقص الإمكانيات وشركات الرسكلة والاعتماد على الردم التقني في التخلص من ملايين الأطنان من النفايات، إضافة إلى نقص الوعي والحس البيئي بين المواطنين، وعدم تثمين دور عمال النظافة والحملات التي يتم تنظيمها بشكل دوري. واستنادا لأرقام المركز الوطني للنفايات، فإن النفايات المنزلية بالجزائر تقدر بـ 75 في المائة من إجمالي النفايات، في حين تقدّر حصة الجزائري كمعدّل يومي بكيلوغرامين من النفايات، وهو معدل يعد من بين الأعلى في منطقة شمال إفريقيا.

وتبعا لذات الأرقام، تحصي مديريات البيئة مئات النقاط السوداء للنفايات عبر الوطن، 400 منها متواجدة بالعاصمة لوحدها. وتمثل هذه النقاط حوالي 30 في المائة من النقاط السوداء المنتشرة عبر التراب الوطني، ويعد أكبر تحد في مجال معالجة النفايات في المدن الكبرى هو العامل التراكمي، مع تكدس مئات الأطنان من النفايات خلال السنوات الماضية، ما يجعل مهمة المعالجة أصعب في العديد من النقاط السوداء، لاسيما وأن عمليات نزع النفايات وجمعها تتم بصورة عشوائية وغير مدروسة، حسب الخبراء، بالمقابل يبقى نشاط الرسكلة جد ضعيف بالجزائر، حيث لا يزيد استغلال الإمكانيات في هذا المجال عن 5 بالمائة لا غير، في حين يشير الخبراء أن عادة تصنيع أكثر من ثلاثة ملايين طن من النفايات المنزلية كل عام، يتم قذفها غالبا داخل المفرغات العامة، أو حرقها في مراكز الردم، لها جدوى اقتصادية كبيرة، حيث يمكنها أن توفر الطاقة وفرص العمل والعملة أيضا.

 

    • رزيق: الرسكلة من بين أكثر النشاطات الاقتصادية ربحية حاليا

 

وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير الاقتصادي، كمال رزيق، أن الجزائر تخسر سنويا الملايير بسبب ضعف نشاط الرسكلة، خاصة رسكلة النفايات المنزلية، مشيرا أن المؤسسات التي تنشط في هذا القطاع لا تزال محدودة رغم أن النشاط يمكنه أن يوفر للخزينة العمومية مداخيل بحوالي 40 مليار دينار سنويا.

وأشار رزيق في تصريح لـ"الرائد" أن نشاط إعادة تدوير وتثمين النفايات أصبح اليوم نشاطا اقتصاديا مربحا يخلق الثروة ويساهم في توفير مناصب الشغل، مذكرا بالأرقام التي سبق وأعلنت عنها وزارة البيئة التي تحدثت أن نسبة استغلال الإمكانيات المتواجدة في السوق الوطني لإعادة تدوير النفايات لا تتعدى الـ5 بالمائة، وهي نسبة جد ضئيلة، بينما توجه ملايين الأطنان من النفايات إلى مراكز الردم التقني، وهو ما يعد ملايير ضائعة.

وقال رزيق إن الاستثمار المحلي في هذا المجال من شأنه أن يوفر للبلديات مداخيل قارة تغطي ميزانياتها السنوية، غير أن غياب مخططات لتسيير هذه النفايات ضيّع على السلطات المحلية فرصة كبيرة. وقال رزيق إن الاستثمار في رسكلة قارورات البلاستيك مثلا كجزء من النفايات المنزلية يوفر آلاف مناصب الشغل ويمكنه تقليص فاتورة استيراد مادة البلاستيك الأولية وتقليص استغلال المواد الطبيعية.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث