الحدث

تبذير الطاقة يبدأ من البلديات؟!

أغلبها لا تزال تعتمد على الطاقة التقليدية دون التوجه نحو الطاقات البديلة

لم تطبق أغلب البلديات الاتفاقية التي أمضتها منذ حوالي السنة لدعم استخدام الطاقات المتجددة، من خلال استبدال المصابيح الزئبقية بأخرى اقتصادية، حيث لا تزال أغلب هذه الأخيرة المتهم رقم واحد في تبذير الطاقة بسبب عدم اعتمادها على الطاقات المتجددة، وكذا بسبب الإنارة العمومية التي تستفيد منها بعض الأحياء والشوارع ليلا ونهارا.

دعا، أمس، خبراء في الطاقة البلديات وعلى رأسها تلك التي تملك مداخيل معتبرة من الجباية أو الغنية منها، للتفكير في مشاريع ربط مقراتها بلوحات الطاقة الشمسية التي من شأنها إنهاء معاناة هذه الأخيرة مع التكاليف الباهظة لفاتورات سونلغاز، ناهيك عن الديون المتراكمة لدى نفس المصالح لعجز البلديات عن دفع الأموال الملقاة على عاتقها، ويمكن للبلديات توسيع مشاريعها لتشمل حتى الأعمدة الكهربائية بالطرقات. 

ويعتبر الخبراء أن تغيير المصابيح الزئبقية المهدرة للطاقة، وإن كان سلوكا إيجابيا لترشيد استعمال الطاقة، إلا أن الإشكال الأكبر ليس في المصابيح بقدر ما هو في السلوكيات التبذيرية لكثير من مسيري مؤسسات القطاع العام والخاص. وكأبسط مثال، فإن الكثير من مصابيح الشوارع والأزقة والمحلات والمؤسسات تبقى مضاءة نهارا، رغم عدم الحاجة إليها، وهو ما يجعل أمر مراقبة الإنارة نهارا أكثر من مهم لدى السلطات المحلية، لتجنب إهدار الطاقة ورفع قيمة الفواتير.

وأعادت تصريحات وزير الطاقة، مصطفى قيتوني، بشأن تبذير الجزائريين للطاقة الكهربائية التساؤلات حول جهود البلديات للانتقال من الطاقة التقليدية نحو الطاقات المتجددة، حيث لم تلتزم أغلب البلديات بالاتفاقية التي أمضتها مؤخرا بشأن تحول طاقوي يشمل كمرحلة أولى عددا من البلديات بالعاصمة، ليعمم لاحقا عبر جل بلديات الوطن.

وكانت الاتفاقية تنص على استبدال المصابيح الزئبقية التي تستهلك الكثير من الطاقة بأخرى اقتصادية، غير أن الأميار لم يلتزموا بذلك، بدليل مواصلة استعمال جل بلديات العاصمة للمصابيح العادية، بل الأخطر من ذلك هو استفادة بعض الأحياء بالعاصمة من الإنارة العمومية ليلا ونهارا. 

للإشارة، فإن استهلاك البلديات يسجل ارتفاعا متواصلا سنويا، حيث بلغ العام الماضي 4801 جيغاواط ساعي، ما يمثل 8 بالمائة من الاستهلاك الوطني للطاقة الكهربائية، ما يعادل 27 مليار دينار، في حين تمثل الإنارة العمومية نصف استهلاك البلديات.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث