الحدث

أزمة غذاء بسبب التقلبات الجوية؟!

مواطنون يستنجدون، فلاحون يعانون وتجار يشتكون

    • بولنوار: خلية أزمة من أجل حصر الولايات المتضررة

    • مجبر: الأزمة سببها غياب استراتيجية تموين فعالة خلال الفترات الطارئة

 

تسببت التقلبات الجوية التي تعرفها أغلب ولايات الوطن، منذ حوالي أسبوع، في أزمة غذاء، حيث خلق التذبذب في التموين والندرة وغلاء الأسعار وحتى المضاربة، معاناة للمواطنين عبر أكثر من 25 ولاية، في حين اشتكى الفلاحون من صعوبات في جني محاصيلهم وتجار الجملة من مشاكل عرض بسبب قطع الطرقات.

وقد خلق سوء الأحوال الجوية المستمر منذ حوالي أسبوع، تذبذبا في تموين المواطنين عبر الولايات بمختلف السلع من خضر ومواد غذائية، حيث أثرت تقلبات الأحوال الجوية سلبا على التموين وعلى أسعار السلع، بسبب قطع كثير من الطرق وغياب وسائل النقل، وانعدام خطوط السكك الحديدية لنقل البضائع والسلع، وهو ما صعب على المواطن عملية الحصول على المواد الغذائية عبر حوالي 25 ولاية.

هذا وقد أثرت التقلبات الجوية على الأسعار أيضا، حيث تعرف أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا جنونيا في مختلف الأسواق بسبب عدم تمكن الفلاحين من جني المحاصيل بسبب التقلبات الجوية. من جانب آخر، ليس فقط المنتجات الفلاحية التي مسها الارتفاع، حيث ارتفعت حتى أسعار المنتجات الاستهلاكية والمواد الغذائية الأخرى بسبب تذبذب التموين الناتج عن غلق بعض الطرق الولائية، كما تعرف مادة غاز البوتان نقصا حادا في عدد من الولايات، ما فتح الباب أمام المضاربة بشكل كبير، حيث اشتكى سكان العديد من الولايات من ندرة في مادة غاز البوتان، وهو ما خلق تساؤلات حول مدى قدرة شركة نفطال على تغطية الطلب، خاصة عند التقلبات الجوية، كما انتقد المواطنون تكرار هذا السيناريو عند كل اضطراب جوي، بشكل باتت تمثل الأمطار والثلوج عقابا جماعيا، في وقت تقتصر جهود السلطات العمومية على فتح الطرقات فقط في حال تسببت الثلوج في غلقها، بينما يعاني السكان لتوفير المواد الغذائية والمواد الضرورية.

 

    • مجبر: الأزمة سببها غياب استراتيجية تموين فعالة خلال الفترات غير العادية

 

وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس اللجنة الوطنية لممثلي أسواق الجملة للخضر والفواكه، محمد مجبر، أمس، في اتصال هاتفي مع "الرائد"، أن الفلاحين وجدوا صعوبة بالغة في جني المحاصيل وتخزينها ونقلها في ظل الاضطرابات الجوية، بسبب انعدام مستودعات الحفظ والتخزين، وقلة اليد العاملة، وهو ما تسبب في نقص عرض مقابل ارتفاع الطلب على مستوى أسواق الجملة، وبالتالي ارتفاع الأسعار. 

غير أن مجبر اعتبر أن الأزمة الحقيقية لا تكمن فقط في التقلبات الجوية وإنما في نقص غرف الحفظ والتبريد، ومستودعات التخزين، حتى يتمكن الفلاح من جني محصوله قبل وصول الاضطرابات الجوية، وتخزينها في المستودعات أو مخازن للمواد الغذائية، خاصة في المناطق المعروفة بتساقط الثلوج وانعدام وسائل النقل، مع تأهيل شبكة النقل العام، وبالخصوص خطوط السكك الحديدية. ولا تتم هذه الأمور، حسبهم، إلا بتدخل وزارة الفلاحة واعتمادها على مخططات ناجعة تحافظ على المنتوج الوطني وتضمن استقرار الأسعار.

 

    • بولنوار: خلية أزمة من أجل حصر الولايات المتضررة

 

من جهته، أكد رئيس جمعية التجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، في تصريح لـ"الرائد"، أن بعض الولايات وبسبب قطع الطرقات لم يتمكن الناقلون من إيصال المنتجات الغذائية وكذا مختلف السلع، مضيفا أن هناك أشبه بخلية أزمة على مستوى جمعيته من أجل التنسيق وحصر عدد الولايات المتضررة بشكل كبير من تذبذب التموين. وقال بولنوار إن هذا التذبذب تسبب في الارتفاع الذي تشهده أسعار الخضر والفواكه هذه الأيام، حيث ارتفعت الأسعار بنحو 30 بالمائة، مشيرا أن بعض التجار في الولايات التي لم يمسها تذبذب التموين استغلوا الفرصة للمضاربة وتحقيق أرباح إضافية.

واعتبر بولنوار أن المشكل أيضا يكمن في نقص اليد العاملة في المجال الفلاحي ونقص الإمكانيات، مشيرا أن أغلب الفلاحين يشتكون من غياب الوسائل الحديثة التي تساعدهم على نزع منتجاتهم في الظروف الصعبة، بالإضافة إلى قلة اليد العاملة، حيث يرفض العديد من الشباب العمل في الظروف المناخية الصعبة، سواء تعلق الأمر بأمطار أو ثلوج وحتى حرارة مرتفعة.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث