الثقافي
روائيون: جزائريون: مازلنا "روائيًا" في طور التجريب
بين الكلاسيكية والحداثة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 فيفري 2017
- النصّ الحداثي الروائي هو نصّ لا يأتي في قوالب جاهزة للاستهلاك
اعتبرت د.فاطمة نصير من كلية الآداب واللغات في سكيكدة في الجزائر :"أن الحداثة الروائية تسعى لجعل النصّ مفتوحا على الفنون المجاورة و اللامجاورة حيث قالت:" فتح بوابة الكلام عن الحداثة الروائية العربية ، يضعنا عند حواف أسئلة كثيرة ، منها ضرورة الفرز في ظلّ التدفّق المذهل للروايات ولنصوص وكتابات أخرى تصنّف على أنّها روايات رغم أنّها تأتي بصيغة الحكاية أو بصيغة الاسترسال في الحكي الذي لا يمتثل للمعنى السردي، حتى صارت الرواية هي ذاك الجنس الروائي الذي يكتبه الكل !!، ويقرؤه الكل !! ، بل وصارت أبعد من ذلك، ففي زمننا الحالي، صارت قراءة رواية هي كناية عن المطالعة بالمجمل، بينما فعل المطالعة لا يمكن أن ينحصر في زاوية واحدة .
وتضيف د. نصير، في سؤال حول موضوع يتعلق بأي نوع من أنواع الأدب يمكن وضع الكلاسيكية والحداثة، وهل بقي هذا النوع تحت جناح الكلاسيكية أم تجاوزها للحداثة، ما الذي طوره الجيل الأدبي الجديد، ما الذي اكتسبه من تعارفه وتواصله مع تجارب حداثوية غربية، هل انعكست هذه الحداثة على أصناف أدبية جديدة، هل أثرت هذه الحداثة بكلاسيكية النمط الكتابي وما يندرج تحتها من مدارس وأساليب كتابية؟ كل هذه تساؤلات يمكن طرحها، لكن ما مدى تأثير الحداثة في الرواية، وهل وصلت لما وصل إليه الشعر كما يقال ما بعد الحداثة، وهل استطاعت الرواية العربية تجاوز النص الروائي الكلاسيكي، وبالتالي الذهاب إلى فضاء حداثوي معرفي حقيقي طرحته وكالة أنباء الشعر العربي في تقرير لها إن النصّ الحداثي الروائي، يجعل من القارىء شريكاً في اكتمال تشكّل الصورة الذهنية ، هو نصّ لا يأتي في قوالب جاهزة للاستهلاك ، ولعلّ مردّ ذلك هو نهوض الرواية الحداثوية على خاصية الإغتراف من الفكري والمكتسب المعرفي ، وتجاوز مرحلة البوح الذاتي ، إلى أسئلة وإشكالات أكبر وأكثر اتساعا ، حتى تكون على قدر من الكفاءة في احتواء سؤال الذات والآخر في نفس الوقت ، دون أن يحدث نشاز في النّص .
وتتساءل الدكتورة :"لماذا جاءت الحداثة الروائية هكذا مشوّهة ؟! ،التشوّه لا يأتي فقط من استيراد الفكرة، بل يأتي من سوء استقبال الفكرة، وجعلها تسير بالتوازي مع التفكير الثابت في العقل العربي الذي يؤمن بالمسلّمات التي لا جدال فيها، في قضايا اجتماعية وفكرية، الحداثة كفكرة هي صفعة أولّ ما تلامس، تلامس التفكير المكرّس، وتهدمه لتعيد صياغة الجديد وفق معطيات جديدة، فكيف يكون ذلك حين يتداخل التقليدي والحداثوي في شكل لا يشوّه الرواية فحسب، بل يبرهن على صعوبة ترسيخها، ففيما تناقش المجتمعات أخرى ما بعد الحداثة، لا يزال المجتمع العربي يراهن على تحقيق الفكر الحداثوي في السرد والفكر والشعر ووو...
وختمت نصير قولها بـ :"لدينا روايات عربية كثيرة كثيرة جداً، كعدد النجوم في ليلة سماؤها زرقاء صافية من السّحب، وفي المقابل لدينا روايات عربية جادة قليلة قليلة جدا ، كعدد النجوم في سماء تغشاها سحب كثيفة في ليل عربي حالك."
فيما قالت الروائية الجزائرية ياسمين بن مسعود "كاتبة فرانكفونية ":" من الناحية العملية يبدو لي من المجحف القول أن الرواية العربية الراهنة ما زالت متمسكة بجلباب الأبوية الكلاسيكية بالمطلق، حتى وإن كانت تستعير بعض مدلولاتها من الرواية "القديمة" بالمعنى المرتبط بالسياقات التجريبية التي شهده كل جيل، كما أنه لا يمكن الحديث عن الرواية العربية الحديثة دون الحديث عن مدى تأثير الرواية الغربية عليها، الأوروبية والأمريكولاتينية، ومن وجهة نظري هذا التأثير جعل النص الروائي الحديث يجرؤ على انتهاك الشكل والتعبير بطريقة مغايرة عن تلك التي كانت في الخمسينات وحتى السبعينات. ما يثير التساؤل هو المكانة التي احتلتها الرواية اليوم، على حساب الشعر مثلا باعتبار أن الشعر شكل بذاته الذائقة الأدبية العربية على مدى قرون.
فريدة. س