الثقافي

"أعتمد في عملي على تبسيط تقنيات الكتابة الدرامية وأدواتها"

إسماعيل سوفيط مؤطر ورشة الكتابة الدرامية بـ"سيرتا شو":

 

  • "عدم استمرار معظم المشاركين بعد الورشة مصدر إحباطي الكبير"
  • "الكتابة الدرامية المعتمدة على الفعل أصعب من السرد والوصف"

 

تمت برمجة ورشات تكوينية على هامش تظاهرة "سيرتا شو"، التي نظمتها مديرية الخدمات الجامعية قسنطينة (عين الباي - لخروب) بالتعاون مع جمعية السفير الثقافية، ابتداء من 03 ديسمبر الجاري، وتواصلت على مدى خمسة أيام بولاية قسنطينة.

قال إسماعيل سوفيط مؤطر ورشة الكتابة، بأن الفترة الزمنية التي تخصص للورشات التكوينية في تظاهرات مماثلة، غير كافية لتكوين المتربصين بالشكل المطلوب والواجب، وبالتالي "أحاول إعطاءهم أكبر قدر من المعلومات والتوجيهات خلال الورشة بما فيها تقنيات الكتابة المسرحية وأدواتها مدعمة بأمثلة، وأقترح أن أبقى على تواصل معهم عبر الوسائط والوسائل المتاحة لمتابعة مشروع تكوينهم في الكتابة إلى غاية الخروج بنتيجة تكون أقرب إلى رسالة التخرج من المعاهد لأنه رغم  أهمية الجانب النظري وإلزاميته، يبقى التطبيق هو الأهم" .

وأضاف سوفيط، أن الورشة ليست موجهة لمن يودون ممارسة النقد أو البحث الأكاديمي في مجال الفن الرابع، بل إلى الأشخاص الطامحين إلى كتابة نص مسرحي، ولهذا "أحاول إعطاءهم تقنيات الكتابة الدراماتورجية وأدواتها حتى يتمكنون من استخدامها وتوظيفها في تطبيقاتهم".

وفي إجابة على تساؤلنا الذي كان نصه "كيف يستطيع المتربصون التمكن من إجادة الكتابة الدرامية والتحكم في أدواتها، دون إعطائهم أمثلة حية عن مواقف ومشاهد مأخوذة من النصوص المكتوبة كالروايات..والعمل على تحويلها إلى مشاهد ممثلة على خشبة المسرح، حتى يتمكنون من الوقوف على كل التغييرات الواجب إدخالها ليتواءم الموقف الروائي مع قالبه المسرحي الجديد"، قال سوفيط مؤطر الورشة، أن الكتابة الدرامية تنطوي على كل الأفعال الممكن أن تؤدى على الخشبة، خالقة بذلك (محاكاة  للسرد بواسطة الفعل).

وحول مستوى المتربصين في الورشة التكوينية للكتابة ذكر سوفيط، أن أغلب المتواجدين في القاعة من المهتمين أو الممارسين أو المتتبعين للشأن المسرحي، لدى أغلبهم معلومات صحيحة في معظمها -عندما يذكرونها ويتحدثون عنها-  لكنهم عاجزون عن شرحها أو توظيفها في الأعمال والمحاولات التي كتبوها "وهنا يأتي دور الورشة والمؤطر، حيث أقدم المعلومة والتقنية والأداة من خلال تبسيطها إلى أكبر حد ممكن، حتى يهون فهمها ويتم تطبيقها خلال ممارسة فعل الكتابة المسرحية".

وأضاف المتحدث، وجب على المتقدمين إلى المشاركة في الورشة فهم خصوصيات الكتابة للخشبة، حتى يتمكنون من تحقيق هدفهم في إنشاء نص مسرحي "خلال عملي أعطي الطلبة أمثلة حية من المسرح الجزائري (بعيدا عن المسرح العالمي، وأعمال شكسبير...حتى لا يستصعب المتربصون الأمر ويظنون أن الكتابة للمسرح لا تكون إلا على أيدي أمثاله) فعندما أعطي مثالا يقترب منه وقد كتبه الشاب الجزائري، فتحي كافي، الذي يحتكون به خلال تظاهرات مماثلة ويستطيعون الوصول إليه ومناقشته في كيفية تجسيد النظريات التي كانت بالنسبة إليهم غامضة أو مبهمة، تصبح تصورا ملموسا، ومتاحا"...

وإلى جانب الأمثلة الحية، يقدم سوفيط خلال ورشته، دراسة حالة لأعمال جزائرية، شاهدها متربصوه في مهرجانات أو تظاهرات وطنية ومحلية، كما يقترح عليهم التواصل معه بعد الورشة، وإرسال ما ينجزونه من أعمال حتى يناقشها معهم للخروج بنصوص من شأنها أن تجسد على الخشبة، وهي بمثابة مواصلة واستمرارية للورشة التي لا يمكن أن يأخذ فيها المشارك كل ما يجب عليه معرفته عن الكتابة الدرامية.

وعن مدى تجاوب المشاركين مع هذه الوسيلة للتمكن من استمرارية التواصل التي يقترحها، قال المؤطر "الاحباط الذي أعيشه في هذه الورشات أن القليل من المتربصين يهتم بمواصلة التكوين، فمن بين 30 أو 20 متربصا لا يستمر إلا 4 على أكثر تقدير، وأنا لا ألومهم بل أتفهم الوضعية، لأن هناك من يعتقد أن الكتابة الدرامية متاحة، وبمجرد أن يعرف قواعدها، أدواتها، وتقنياتها، لا يرى في نفسه القدرة على ممارستها، وأكبر مثال على ذلك الروائي واسيني الأعرج، الذي قال أنه لا يكتب للمسرح لأن الوقت والطاقة والجهد التي يستغرقها في إنجاز عمل مسرحي واحد، تتيح له تأليف 3 روايات، فبالنسبة إليه، الكتابة بالفعل أصعب من التأليف  بالوصف والسرد".

  

س. ع

من نفس القسم الثقافي